دبت الحيرة في عقل أبو العبد وهو يرى ما حدث لشعبنا وقد خرج الأحتلال قبل عامين على أمل ان يرتاح شعبنا وتدور عجلة الحياة وينتعش الأقتصاد وتزهوا غزة بأبنائها الذين سينطلقون الى أجواء الحرية والتقدم والتعليم والثقافة والصناعة والتجارة وتكتمل الفرحة بتحرير باقي أجراء الوطن وتاجها القدس مسرى الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام
ولكن الظروف أصبحت أسوأ بكثير مما كانت عليه قبل ذلك
ورغم ان حماس وكتائب الأقصى والجهاد والوية الناصر وكل المقاومين يضربون ويقاومون ليل نهارويطلقون المستوطنات بالصواريخ الا أن اسرائيل ما زالت في غطرستها وإجرامها هذا وحتى رغم المفاوضات على الجهة الأخرى التي كان يأمل الناس أن تفضي الى إعادة ما أغتصب أو حتى على الأقل بما يوحي بأجواء السلام “بل على العكس نجد أنفسنا في حرب أكثر قسوة في ظل السلام المزعوم .!
إسرائيل تدخل كل أرجاء الوطن ابتداءً من جنين حتى رفح غير عابئة بالعالم وأكثر ما يدعوا الى الغضب ما يحدث في قطاع غزة التي من المفترض أنها محررة .! وأي حرية هذه وشعبنا بات يعيش بين نارين ” نار الأحتلال ونار الأنحلال ” والتمزق والضياع
أبو العبد الفلسطيني صاحب فكرة أن لا فائده إلا بالمقاومة يجلس في فناء بيته مع صديقه أبو علي صاحب نهج السلام والمفاوضات “ ورغم أن كل واحد منهما ينتمي الى تنظيم الا أنهما صديقان قديما الصداقة والأختلاف بينهما لا يوصل الى التوتر والقطيعة ويعتبران ان فلسطين أكبر من أي شيء
يتحادثان عن الوضع المزري وما ترتب عليه من بؤس وشقاء ويتبادلان اللوم في أسلوب كل طرف من الطرفين وكل واحد يضع اللوم على الآخر
ابو علي : مالك يا ابو العبد يا رجل كأن هموم الدنيا راكبه فوق راسك ما تصلي على النبي عاد
ابو العبد : اللهم صلي عليك يا نبي ” بس يا ابو علي إنت عاجبك هالحال.!
انتم صار الكم سنين بتفاوضوا على الفاضي وبعدكم مصرين أن اليهود راح يعطو شيء .!
ابو علي :يعني يا أبو العبد أنتم الي جبتوها من ديلها يعني ما انتم هياكم ضرب صواريخ ليل نهار على الفاضي يعني حررتوا شبر يا خَي .!
ابو العبد : كيف يا زلمة كيف والله انك ما بتفهم ولا غزة كيف عادت وانقلعوا اليهود منها .! إن شاء الله بخراريفكم الدايخة إنتوا والأسرائيليين .!
أبو علي : هي هي بالله صحيح .! لا يكون انت مصدق حالك انها غزة تحررت .! أي وين هي الحرية يا عمي قول يا رب بس عاد” بكفيكم تضحكوا على حالكم وعلى الناس ؟؟
والله انكم فضحتونا قدام العالم وانت نازلين سلخ في هالعالم ”وانا مش قاهرني الا انكم بتطلعوا على التلفزيونات وجوهكم كلها برائة وبتحكوا كأنا عايشين في سويسرا ” وعدل ومساواة
وكلام فاضي ” يا زلمة الكذب عندكم مثل الملح على الأكل
أبو العبد : شوف يا اخوي خلينا نحكي الجد والصدق ودشرك من الحكي على التلفزيونان وغيره شوف انا شايف كله حكي فاضي واليهود ما راح يتزحزحوا لا بمفواضات ولا حتى بمقاومة مثل هيك “ وخصوصاً انا مفككين ومتفرقين يا عمي ما هي القوة اذا ما كانت مجتمعة مع بعض عبث حكي فاضي
أبو علي : شايف يا ابو العبد والله ان كلامك هس ذهب شو رايك خلينا نحط ايدينا مع بعض ونقول يا ألله بس نفسي أصدقك ولو مرة .! يا صاحبي تحملني بد أقول لك الي في قلبي
إنت بتكذب كثير يا ابو العبد ” يا راجل نفسي أصدقك ولو مرة واحده
أبو العبد بيضحك وبيضرب على ظهر صاحبه ويقول : خلاص يا أبو علي خلاص بكفي بهدلتني يا اخي طيب ولا يهمك يا ابو علي وخلينا نفكر بطرقة تهجج اليهود من بلادنا خلاص ما بيطلعوا الا بالقوة يا عمي صدقني هالمرة يا زلمه
أبو علي : يا زلمة قيادات وصواريخ ومفاوضات وبلاوي متلله ما حلتها أي إنت بدك تحلها .!
أبو العبد : قال ربنا … إسعى يا عبدي وانا بسعى معك مش اقعد وحط ايدك على خدك واصفن
ابو علي : طيب إسعى يا ابو العبد إسعى أي هو في حدا مانعك قوم واسعى وانا معك
أبو العبد : بجد بتساعدني يا ابو علي .! طيب مليح مش انت بتعرف طرق الأنفاق
أبو علي : هي ولك يا زلمة كيف بعرف .! أي ما هو إبني مهندس و حافر نصهن كيف يا راجل ما بعرف .!
أبو العبد : اسمع بدي تروح معي ونعبر على مصر ومن هناك نروح نجيب هالشغلة
أبو علي : تكرم لحيتك يا عمي بس شو هي الشغلى اللي بدك تجيبها .!
أبو العبد : أسكت هسع وبلاش كثر حكي وخليها سر” بعدين بتعرف
غادر ابو العبد وأبو علي القطاع عبر نفق وصلا الى مصر وذهبا الى صديق هناك من الذين لهم خبرة في التهريب وتحدث معه أبو العبد عن طلبه فقال له أنا اعرف شخص من خارج مصر يمكن تامين طلبك ” وبالفعل سافرا الى بلد في المنطقة وتوصلا الى الرجل المعني وهو الخبير
الخبير : شو طلبك يا أبو العبد ممكن تخبرني ..!
أبو العبد : بدي سلاح غير شكل بدي شيء يهلك هالأسرائيليين يا زلمة… الله يقطعهم هلكونا
الخبير : يا ابو العبد في عندكم صواريخ القسام هاي كويسة وعاملة ضجة
ابو العبد : صحيح ضجة بس يا عمي بتقتل اثنين او بتجرح أكم واحد واليهود بيقتلوا بدالهم خمسين ومية ” يا زلمة مش موفيه معانا بدنا توازن رعب
الخبير : شو بدك مثل إيش يعني ! دبابات ولا طيارات ” بس هاي الأسلحة بدها شغل وتدريب وكمان صعب تدخل من الأنفاق
أبو العبد : لا يا عمي بدي سلاح بصواريخ “ بدي الصاروخ منها يلعن عرضهم ما تقوم الهم قيامة بعدها
الخبير : عال طلبك موجود أبو العبد في عندنا قنبلة ذرية بيبيد كل اسرائيل
أبو العبد : شو بتحكي يا زلمة شو يبيد إسرائيل يا عمي .! هذه فلسطين وبعدين تنساش أن شعبنا موجودين معهم ” هذا بدك تبيدنا معهم .! أي شو استفدنا .!
الخبير : طيب بلاش نوي في غاز كيماوي اوغاز الخردل
أبو العبد : كيماوي .! انشاء الله هذا اللي قالو عنه استعملوا على الأكراد .!
لا يا عمي انت بدك تورشع العالم علينا ويحطونا في قفاص ونصير فرجة .!
طيب شو رايك بالخردل هذا ما حدا بيشك فيه
ابو العبد : شو خردل أي احنا بدنا نفتح شهيتهم يا عمي .! قال خردل قال .! شو رايك مع بهارات ومن هاض الأحمر الي في القناني ” قال مخلل قال .!
والله انت بدك تفتح شهيتهم وبس
الخبير : شو مخلل أبو العبد الخردل شيء تاني خالص وبعدين الأحمر قصدك الكاتشب ” لا أبو العبد الخردل هذا غاز أعصاب بس يشموا الأسرائيلين بيموتوا على طول
أبو العبد : شو أعصاب وما أعصاب هذا يعني قصدك اللي ممنوع دولياً .!
الخبير نعم صحيح هذا ممنوع بس من شانك ما في ممنوعات
أبو العبد : لا يا عمي بكرة بيقولوا انا استعملنا أسلحة دمار شامم
الخبير : لا أبو العبد مش شامم شامل
أبو العبد : انت مش قلت بس يشموه طيب بيعمل عمايله ” معناتو شامم ” وهاي مصيبه مثلو مثل الشامل
الخبير طيب إيش بدك حيرتني .!
هذا معناتو بدك غاز فرفشه مش غاز يخلص عليهم
ابو العبد : يا عمي أي غاز بس ما يكون شامل ولا يتدخل مجلس الأمن وبكرة يجينا بوش ولا الي جاي بعده أبو ماما هذا ويطيرنا من الدنيا ترى هذا اسويهي وسواده مثل هاي الي دايما رايحا جاي علينا شو اسمها روز رايس ”
الخبير: آه قصدك كوندليزا رايس وبعيدن مين أو ماما يا ابو العبد ههههه آ انت قصدك أوباما مش هيك
ابو العبد : يا عمي شو ما كان يكون المهم الأثنين سود وهات خلصنا الا اذا جبنا ابو خوصة يتفاهم معاهم وهيك يا خوف قلبي يتفقوا علينا ويقلبوها عنصرية
الخبير : خلاص يا اخي شو بدك خلصني انا مش فاضي الك
ابو العبد : بدي غاز خفيف ما في منه ضرر علينا يا زلمة دبرنا عاد
الخبير: شوف انا عرضت عليك كل الأسلحة وانت ما وافقت ما ظل الا غاز الي بيضحك
أبو العبد : شو هذا الغاز يا خبير..! أنا شايف انه مليح هاذ
الخبير : هذا الغاز بيخلي اللي بيشموا بيظل طول الوقت يضحك ” شو احنا بدنا نضحك الأسرائيلين بدل ما نبكيهم أبو العبد .!
ابو العبد : شو قلت يعني ” بيضحك كثير .!
الخبير : ابو العبد شو بتحكي هذا الغاز بيموت من الضحك
أبو العبد : الله أكبر الله اكبر خلاص هذا اللي بدي اياه
مش بيموت .! خلاص هيك زبطت خلاص حبيبي يا خبير
ايوا هيك لا مجلس أمن ولا البوشت هذا ولا الصعلوك الي جاي بعده أبو ماما بينتبهوا اله
وان بعثوا لجنة تفتيش ما بيلاقوا لا أسلحة دمار شامم ولا شامل ”
وكل الي بيلاقوه اليهود فرحانين وبيضحكوا ”
وهيك بنطلع منها ساغ سليم وبنحرر أراضينا بدون مفاوضات وطلعان روح على الفاضي
واسمع تا اقول لك هيك بيموت اللي بيموت والباقي بظل يضحك يعني ما بيظل فيهم فايده
واحنا ما دخلنا وما ضربناهم لا كيماوي ولا ذرة
الخبير : بس بيظل عندك نقطة ضعف مكن تكشفك
اذا فتشوا ولقيوا الصاروخ وانت عارف الي بينفجر بيبقى قطع منه
وممكن يستعملوها اثباتات عليكم
أبو العبد : شوف يا خبير الي فوق اكتافي راس مش بطيخة فاهم “ وانا حاسب حساب لكل اشي ” شوف يا سيدي بنكتب على الصاروخ ( صاروخ البسام ) كيف لعاد مش بيضحك
وبعدين بنوضع مع الحشوة أزهار ورياحين “
هاي هيك بنكون في السليم ” وبندهن الصاروخ بلون زهري يعني لون فرايحي مش أسود “
وبنكتب أهداء من الشعب الفلسطيني وعبارة (صحة وهنية عليكم يا اسرائيلية
وبنشعلل الصاروخ بوقود دفع من سيرج حلاوة طحينية وهيك بنكون خلصنا عليهم
شو رايك باأبو علي .!
أبو علي : هس جاي تسألني بعد ما خربتها يا ابو العبد
أبو العبد: كيف خربتها يا صاحبي أنت قصدك ان اليهود من هسَ بلشوا يضحكوا
مش هيك
أبو علي : هياك عرفت شو كنك أطلقت صاروخ البسام عليهم من هون وانا مش داري .!
ومن شان هيك بلشوا بالضحك
أبو العبد : ولك لع يا ابو علي هم من زمان بيضحكوا علينا واحنا رايحين وجايين ومصدقينهم من جهة وبنضربهم صواريخ من جهة ثانية وكله تضييع وقت وهم مكيفين على هالحكي وبيقووا حالهم وبيتوسعوا واحنا مكانك سر “
بس هسَ زاد ضحكهم علينا وعلى خيبتنا واحنا حايصين بايصين ومش عارفين نشتغل زي ما ربنا أمرنا كشعب واحد وأمه واحدة ولنا عدو واحد وقدس مقدسة كيف لعاد واحنا بس بدنا نزيح بعض ونقعد بس على الكراسي
عاد أبو العبد وأبو علي الى الوطن وجلسا معاً وكل واحد منهما يسأل الآخر
شو العمل شو الحل .!!
فوقف الأثنان وكل واحد منهما يقول : ما في حل الا الأتفاق ” ما النا غير الله والوحدة
وربنا بيقول (ولا تنازعوافتفشلوا فتذهب ريحكم) صدق الله العظيم
منذر ارشيد