هل معاني الجمل التي نستعملها مفهومة لدينا ولدى القارئ، أم الموضوع نسبة وتناسب. أعني نكتب ما يحلو لنا دون معرفة معنى المصطلح والمفهوم ودلالاته.
الذي شدني لهذا الموضوع هو قراءتي لعديد من المواضيع المختلفة في الرأي …فقط لمجرد الخلاف ورغبة للدفاع عن رأي معين أو جهة خاصة.
مع شديد احترامي واعتزازي لجميع الكتاب وفي جميع المواقع العراقية طالما هدفهم العراق وشعبه. لأن الأكثرية يسهرون ليقدموا نتاجاً يراد به خدمة العراق بكل إخلاص وتفاني، وجميع الكتاب يبذلون قصارى جهدهم دون مقابل. مع أن البعض يُتهمون، وتأتيهم رسائل شكر وتقدير ورسائل سب وشتائم. (ويجب أن أقدم ألف تحية لكل رسالة وصلتني إن كانت تحوي إطراء أو شتيمة)
لكنني لا أعرف هل الخلط بين المصطلحات والمفاهيم والتعبير عنها حسب الرغبة دون الفحوى والمحتوى حقٌ يرادُ به باطل، أو أن الكاتب لا يفرق بين هذا وذاك.
ولأضرب مثلاً وليس حصراً…المصالحة الوطنية …حكومة الوحدة الوطنية…المحاصصة…التوافق…العراق الجديد…الوضع الأمني…والعديد من مواضيع الساخنة التي أشبعت العراقي فكراً لكنه بدأ يتجرع الموت جوعاً.
لو أننا قرأنا مواضيع منشورة في مواقع كثيرة عن حكومة الوحدة الوطنية…فنرى البعض يوصف الحكومة الحالية بهذا المصطلح…وآخر ينتقد الحكومة لأنها تشيع المصطلح لكن واقع حالها تعاكس مفهوم المصطلح…أتمنى من الكتاب الكرام…أن يعبروا عن المصطلح ومفهومه والفحوى والمحتوى لكي تطلع القارئ ويستوعب الفوارق بين كل هذه التناقضات، لكي يضع له مقياساً وميزاناً منطقياً ليفرق بين ما يراد إشاعته وما هو حقيقة وأمر يمكن تطبيقه.
ولو أن بعض الكتاب تواصلوا للبحث في قضايا معرفية وثقافية ينورون بها دروب البعض والقراء والتقليل من الكتابات السياسية التي تتلون بألوان الاتجاهات والتوجهات والرغبات والدوافع. لكنا توصلنا لأمرٍ أكثر فائدة من الخوض في تعرية هذا وذاك، والانتقاص من هذا الطرف ورفع الآخر. حباً لجهة وكرهاً وحسداً لطرف آخر. ليست رغبتي لكي أبين معرفتي فأنا فقير للمعرفة وعلى أساتذتي مساعدتي وبيان أوجه الخلاف وأوجه التقارب.
هذه دعوة للجميع أن يشرعوا لتعليم والتعلم…ومن علمني حرفاً ملكني عبداً.
المخلص
عباس النوري
14/06/08