عراق المطيري
في كل المقاييس تعبر المؤسسة الإعلامية ذات خصوصية مهمة تأتي من خلال
عراق المطيري
في كل المقاييس تعبر المؤسسة الإعلامية ذات خصوصية مهمة تأتي من خلال تأثيرها المباشر في المتلقي , ومن خلال استجابته , أي المتلقي , يمكن أن تقاس الكثير من نتائج الأحداث وعلى أساس ذلك تضع الدول برامجها وتصحح من مساراتها , ولذلك فان الدول المتقدمة تركز على تطوير ألتها الإعلامية وتحسين أدائها وتهتم جدا في اختيار العناصر العاملة في هذا المجال لتحصل على اكبر قدر ممكن من التأثير .
بعد الاعتداء الأمريكي على قطرنا وكنتيجة له دخل الستلايت الى البلاد لأول مرة وأصبحت القنوات الفضائية في متناولنا نحن العراقيين البسطاء يتصفحها المرء كيفما يشاء في الأوقات التي يحصل فيها على التيار الكهربائي ولأنها قليلة فقد اجتهدنا نحن من بقي داخل القطر في الحصول على الكهرباء وكل على طريقته وحتى من لملم نفسه واشترى مولدة كهربائية فقد ركنها لصعوبة الحصول على الوقود اللازم لتشغيلها وان حصل عليه فان سعره الذي تضاعف عشرات المرات جعلنا نعيد النظر بتشغيلها فننتظر رحمة وزارة الكهرباء التي لا نعلم أين تذهب حيث كنا أيام الحكم الوطني نسمع كثيرا من يردد أنها تباع الى الأردن أو تذهب الى البحر.
ولكي لا نبتعد كثيرا عن موضوع الستلايت والقنوات الفضائية فان المواطن العراقي أصبح يفتش عن القناة الأكثر مصداقية في إيصال الخبر إليه فتعرفنا على الكثير منها حتى إنها أصبحت في عددها تنافس قنوات أمريكا الفضائية ومعظمها لا يصلح للبث ولو صرفت مبالغها في مجال الخدمات لكنا حصلنا على شيء مهم منها وللوصول الى أكثرها مصداقية أصبحنا نفتش عن مصادر تمويلها والجهات الداعمة لها وأصبحنا كذلك نختلق الأعذار والمبررات لهذا الشخص أو ذاك من العاملين في تلك القنوات لكي لا نفقد ثقتنا بهم بشكل كامل فلعلهم يحاولون مساعدة مواطنينا الذين تاهت البوصلة على قسم منهم , بأسلوب أو بأخر وتسريب معلومة مهمة تكشف عن حقيقة ما من بين المعلومات غير المهمة والرخيصة التي تسيقها على مدار الساعة قنواتهم فتلمسنا خيرا من سعد البزاز بعد أن قدمت فضائيته الشرقية عدد من المواقف الوطنية من بين الكم الهائل من المعلومات التي يغازل بها حكومة الاحتلال وارتجينا أن يكون الله قد هداه الى طريق الصواب على علمنا المسبق بخلفيته الفكرية والعائلية فتعاملنا مع ما يقدمه على أساس من حسن النية خصوصا وان فضائيته ترينا بين الحين والآخر من عضلاته وعنترياته ما يعيد الأمل بعد أن ينقطع .
وعلى الرغم من إن سعد البزاز هذا تنصل عن المبادئ التي ناضل ويناضل من اجلها خاله الرفيق العزيز المجاهد عبد الغني عبد الغفور الذي لا استطيع متابعة المهزلة التي يحضرونه إليها فيما يسمونها محكمة مع باقي رفاقنا الأبطال ” فك الله أسرهم ” لما يجري فيها من سوء معاملة لا يستحقونها أعانهم الله ومنّ عليهم بالصبر عليها لتاريخهم النضالي الوطني والقومي المشرف , كما تنكر من قبل للرعاية الخاصة التي شمله بها الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله ورحم كل شهداء العراق والعروبة وأرضاهم , وإذا تناسينا الجهة الداعمة والممولة لفضائيته , فانه وصل الى غاية الانحطاط الإعلامي بعد أن قبل لأول مرة أن يبيع نفسه لعميل بمبلغ مليوني دولار فكانت نفسه رخيصة عليه وكم العراق بالنسبة إليه رخيص حتى يبيعه الى من باع نفسه مرة للفرس وأخرى للأمريكان فأصبح يأتمر بأمرهم .
إن الرجولة موقف وان المواطن انتماء وإحساس وشعور والكلمة الصادقة النابعة من القلب التي تخاطب القلب لها صداها الفاعل والمؤثر ولا تشترى ولا تباع ودماء شهداءنا لا يوازيها ثمن فأين من ذلك سعد البزاز وهو يقبل مساومة العميل رئيس حكومة المليشيات المالكي له أمس في العاصمة الأردنية عمان , فهل يستطيع القول الحق بعد أن كمم المالكي فمه بعفونته النتنة بستة عشر مليون دولار كدعم لفضائيته وخمسون مليون منها لإقامة مجمع إعلامي يطبل لحكومة العمالة ويغطي لمليشياتها عمليات قتل العراقيين الأبرياء وتهجيرهم وقمر المالكي الصناعي “عراق سات” ليجمع فرقة الطبالين من جانب ويشوه تسويقاتها المظللة لشعبنا ويبرر لها خيانتها من جانب آخر, فأي سمسار عاق هذا.
بالتأكيد إن المواطن العراقي الذي عانى ويعاني الأمرين من ممارسات الاحتلال وحكومته المنصبة على جثث الشهداء سيتساءل عن رخص الثمن الذي باع به نفسه هذا التعس البزاز الى قرد ارخص منه فتأكد الجميع من رداءة معدنه ووضاعة أخلاقه وانتمائه فلا يتشرف احد بانتماء هكذا صعلوك ديوث له .
ألا تعسا لك يابزاز ولفضائيتك وثكلتك أمك من منافق فاسق ولا نطق لكم لسان ولا بصرت لكم عين تاهت بصيرتكم فانتم ارخص من حفنة دولارات يتصدق بها عليكم عميل اسقط منكم فتروجون لبضاعة فاسدة على العالم وعلى أبناء جلدتكم المجاهدين الذين يضحون بالغالي والنفيس من اجل عزة العراق فشتان بين شهامة الرجال ودناءة الخنازير ولنا عن ماضي سعد البزاز وهو طالب في الجامعة الى يومنا هذا حديث طويل ليقف من لا يعرفه من الإعلاميون على حقيقته المخجلة .