فاللعبة الديمقراطية الأميركية, مفصلة لإيهام الشعوب والأمريكيين. بأن الناخب هو من قرر من يكون الرئيس.
ولأن رجال المال والنخبة في بلاد العم سام, باتوا على دراية, بأن الانتخابات تعاني من قلة عدد المقترعين.لأن كثير من الأميركيين سئموا منها, وغير مكترثين بها,حين حصر حقهم بحق الاقتراع والتصويت. فأمل المواطن الأميركي العادي في الترشح لأن يكون سيناتورا أو رئيس , أضغاث أحلام وفي حكم المستحيل. لأنه المرشح يلزمه أولا بان يكون لديه المال الوفير. وأن يكون من طبقة النخبة ثانيا. والمال والنخبة محصورين بشركات النفط والتسليح وأساطين الصناعة والتجارة والإعلام والبنوك, وهؤلاء هم أصحاب القرار و النفوذ.وهم من سيتحكم بمسارها ويخوض أو من يختارون لخوض غمارها من الأمريكيين.وهم من سيمول ويدعم حملاتها. والأميركي على قناعة تامة بأنه سيبقى مهمش ما لم يكن في عداد هؤلاء, أو ينال رضاهم وموافقتهم على الأقل. وما عليه وعلى باقي الشعوب, سوى الانصراف بنهايتها,إما إلى الفرح والتهليل والتصفيق, أو إلى الإحباط والأسى والحزن والعميق. وأن رجال المال والنفوذ والنخبة في كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري, قرروا أن يكون لهذه اللعبة الديمقراطية لون وطعم جديد, لعلها تفلح في زيادة عدد المقترعين. واختاروا بعد تدقيق وتمحيص ,الجمهوري جون مكين والديمقراطيين باراك أوباما و هيلاري كلينتون. لأنهم على دراية:
· بأن كلا الحزبين فقدا الكثير من الوهج والتأثير, وحتى أن الأميركيين سئموا التناحر بين اللونين الأحمر(الجمهوريين) واللون الأزرق (الديمقراطيين), ومن السباق بين الحمار والفيل.
· وأن الإفلاس الأخلاقي للنظام الامبريالي,حول الأميركيين إلى شوارد,تستقطبها إما التيارات المحافظة والأصولية, أو النزعات العرقية,أو التيارات الليبرالية,أو التي تدعوا للتمسك بالقيم والأخلاق والدين.
· وان كثيرا من الأمريكيين باتوا يعتبرون اللعبة الديمقراطية منقوصة ويشوبها الكثير من الغموض. وخاصة في الدور الكبير المناط للمندوبين , وحرمان ولايات من حق الانتخاب. إضافة أن المكاسب يحصدها رجال المال والنخبة والشركات. وهم من يفاخرون بأنهم هم من اختاروا الرئيس والنواب. والخطأ والهزيمة والفشل يحمل مسئوليتهم دائما للناخبين,ويدفعونهم تمنا باهظا لها, اقلها أرواح البنين.
· وأن المحافظين الجدد والليبراليين المتصهينيين,وهم عماد إدارة جورج بوش, مازال تأثيرهم كبير. لوجودهم في كلا الحزبين. وأن من مصلحة الامبريالية هو الاستمرار في الاعتماد على المحافظين.
· وأن غزو العراق جر على الامبريالية والولايات المتحدة الكثير من المصائب والويلات. ولذلك يجب على الإدارة الأمريكية القادمة إعادة صياغة شكل الاحتلال وطرق وأساليب التعامل معه من جديد.
· وأن الحرب على الإرهاب باتت مثلومة,وتحتاج لإدارة جديدة تجري عليها الكثير من عمليات التعديل.
· وأن الديمقراطيون والجمهوريين لا يحظون سوى بنسبة 55% فقط من أصوات الأمريكيين. فإن من سيقرر النتيجة هو أصوات غير المكترثين, والتي تفوق 45%.وهم من يقترعون في اللحظات الأخيرة.
ولكي لا تخرج اللعبة عن مخططها, أختير الثلاثة بدقة ,ليمنحوا العملية الانتخابية الكثير من الوهج والتأثير:
1. فالثلاثة من المحافظين والليبراليين الجدد, ومن ذوي النفوذ والتأثير في المجتمع الأميركي.
2. وأوباما كونه من السود, سيجر الملونين بكثافة إلى صناديق الاقتراع.ويرى أوباما أن ماكين ليس إلا نسخة عن جورج بوش. بينما يعتبر جورج بوش: إن ترشيح أوباما يثبت أن أمريكا تطورت كثيرا. بينما تقول هيلاري كلينتون: السيناتور باراك أوباما صديقا جيدا لإسرائيل.
3. وهيلاري كلينتون كأول أمرأة تترشح لمنصب الرئيس , سوف تحث النساء الأمريكيات على التصويت.وخاصة أنها تملك عطف ومحبة ناخبي ما يعادل 18 مليون صوت.
4. وماكين أحد أبطال حرب فيتنام وشارك في العدوان على لبنان, وأحد الصقور الذين خططوا للعدوان على العراق, سيبقى رمزا من رموز الرعب والتهديد. ويدعي أنه رشح نفسه بهدف الحفاظ على سلامة وامن بلده الذي يحبه كثيرا ومغرم فيه ,ولأن الحنكة تنقص أوباما بكثير. وحين سأل عمن سيكون نائبه في حال فوزه أبتسم وأجاب بروح الدعابة والتنكيت والمرح: أنه سيستعين بمحرك غوغل البحثي على الإنترنيت ليجد من يكون ساعده الأيمن.
5. والمعركة الانتخابية بين الثلاثة,أريد لها أن تكون حامية الوطيس زيادة في التمويه والتضليل.
6. والثلاثة متشددين بتعهد أمن ودعم وتسليح إسرائيل وحقها في الوجود وممارستها الإرهاب.
7. والثلاثة تجنبوا الخوض في ظواهر الانكماش الاقتصادي,وارتفاع معدلات البطالة.وهشاشة الاقتصاد, وتفاقم أزمة الرهن العقاري. وظاهرة ارتفاع أسعار النفط. و تجاهلوا عن عمد موضوع عدم أحترام المبادئ الأخلاقية بعد أن انتهكتها الإدارة الأمريكية. وأهملوا وضع 3,2 مليون معتقل أمريكي, ومعهم نسبة 11% من السود معتقلون في السجون, وكذلك أزياد نسبة المعتقلين عام عن عام والتي تمثل حاليا 762 سجين لكل مئة ألف أمريكي. ولكن أوباما أشار إلى بعضها حين قال: أن ماكين يسعى لمواصلة سياسة بوش المشينة التي رفعت نسبة البطالة والحجز على العقارات وأدت إلى غلاء الوقود بشكل غير مسبوق, كما زادت كافة الضمان الصحي ونفقات التعليم وأسعار الغذاء, وكل هذا في ظل ثبات كامل الأجور.
خاض باراك أوباما حملته ليضمن اختيار الديمقراطيين له, ويهزم منافسته كلينتون, فتحقق له ما أراد. ورغم إضافتهم لتشكيلة من البهارات الحارة لحملته للتأكد من قدرته على استساغة مذاقها وطعمها ليعتاد عليها, إلا أنه نجح في هذا المجال.فلا اتهامه بأنه من أصل إسلامي أو أفريقي, أو علاقته برجل أعمال سوري أثرت عليه, وخرج منها ومن غيرها كما تخرج الشعيرة من العجين.ولم يلزم نفسه بأي وعد للسود,لأنه يعتبر فوزه فوز لهم , وعليهم أن يقترعوا له مجبرين. ووجد جورج بوش وإدارته متعبين وممقوتين ,فأنهال عليهم صفعا بكل قدرات اللسان من نقد وتجريح. ولأنه على قناعة بان حزبه لا يملك سوى 30% من أصوات الناخبين , لذلك اضطر أن يوظف شخصيته وشخصية زوجته , وأن يتجنب الحديث عن حقوق السود, أو أن يسيء للعنصريين البيض, وأن يؤجل زياراته للعراق وأفغانستان إلى ما بعد فوزه على كلينتون. ولكي لا يدع منافسيه ينالون منه من خلال توددهم لإيباك والمنظمات الصهيونية الأخرى, فقد زارهم هو الآخر, وتفوق عليهم بتصريحاته بخصوص إسرائيل. ليخلق جدل كبير وقدرا من التأثير, وليبقى أكثر حرية, وطليق اليدين في كثير من الأمور.
وخاضت هيلاري كلينتون معركتها الانتخابية في جو أسبغت عليه الكثير من الضبابية,واقترفت الكثير من الأخطاء. منها تناقض مواقفها بخصوص العراق, وبخصوص الوضع الداخلي , وعدم إلتزامها بنصائح زوجها بيل كلينتون. وبظنها أن استدرار عطف الأمريكيين لخيانة زوجها لها كاف,وحشدها النساء الأمريكيات خلفها سيكسبها الأصوات التي توصلها إلى البيت الأبيض كأمرأة لأول مرة. فكررت نفس الخطأ الذي أرتكبه آل غور.
وحقق ماكين فوزا سهلا على منافسيه الجمهوريين,لأن الجمهوريين باتوا مقتنعين أنه أفضل حصان بحوزتهم, فباقي أحصنتهم مهزومة أو واهنة او جريحة أو متعبة ومنهكة ليس لها أدنى قدرة على المسير. وزار ماكين إسرائيل يطلب الدعم والتأييد, وسافر إلى العراق وأفغانستان ليوهم الأمريكيين بأنه يبللور حل جديد. ولكنه يعاني من متاعب جمة.فالجمهوريين تضاءل نفوذهم إلى نسبة لا تتعدى ال22% من أصوات الناخبين الأمريكيين. وأن إدارتهم الجمهورية التي يرأسها جورج بوش باتت غير محترمة ومهزومة بنظر75% من الأمريكيين . وأن دعم جورج بوش سيضره حتما دون أن يفيد. فأختار أن يتطاول على أوباما بلسان سليط, وأن يعد الأمريكيين بانسحاب مشروط من العراق, حتى لا تخسر بلاده هيبتها واحترامها. و يشعر بأنه في موقف حرج , فلا هو يستطيع أننقاد الحرب على العراق لأنه أحد صناعها, ولا الدفاع عنها لأنها باتت محرقة. و ليسهل جورج بوش طريق مكين راح يضغط على عملاء العراق توقيع معاهدة تبرر الوجود الأميركي بشقيه العسكري والاقتصادي.
ما يهمنا في هذا المقال هو إزالة الغموض وسؤ الفهم والالتباس الذي دفع بالعرب والمسلمين أنظمة وحكام وجماعات وفرادى,على استنكار واستهجان تصريحات باراك أوباما وموقفه الداعم لإسرائيل. والتي لن يكون لهذه التنديدات من معنى , أو من قوة وقيمة إبرائية , ولن تفلح في العير أو النفير أو إخراج الزير من البير.
فالمرشحون الأمريكيين ملمون بكثير من الأمور, وبالقوى المؤثرة في الانتخابات. ويتخذون مواقفهم على أساس:
- أن التحالف بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل هو تحالف إستراتيجي لا يمكن لأحد فصم عراه, أو التنصل منه. فإقامتها تم بقرار أمريكي, وحتى بنائها عسكريا واقتصاديا وصناعيا تم بمال أمريكي.
- ووجود إسرائيل قوية مصلحة أمريكية وذراع عسكري أمريكي وقوة استطلاع متقدمة لحلف الناتو.
- وللوبي الصهيوني وجود فاعل ومؤثر في الانتخابات الأمريكية, ولا يجرؤ أحد على إهماله أو خداعه. وهذا اللوبي وثيق العرى بإسرائيل, ويتمحور مع منظماته الصهيونية إما حول حزب العمل الإسرائيلي في الحزب الديمقراطي,أو مع منظمة إيباك حول حزب الليكود وكاد يما في الحزب الجمهوري. وكسب هذا اللوبي يفرض على المرشح أن يتعهد بمواقف لا لبس فيها ولا غموض بخصوص إسرائيل.
- واللوبي العربي وإن كان يملك أصوات تفوق أصوات اللوبي الصهيوني إلا أن هذا اللوبي ليس له من وزن أو تأثير. بسبب أنه يدور إما في فلك الأنظمة والحكام والطوائف والمذاهب والمال السياسي والنفطي, أو هو مشرذم بين تيارات الأصولية والعلمانية والليبرالية والعروبة والقوميات الأخرى,أو يتناغم بعض منه مع الخونة والعملاء. وكسب هذا اللوبي جهد عسير لتباين مواقفه واتجاهاته وتعدد ألوان أطيافه. ولذلك يضطر المرشح لإهماله, وقطف ما يحلوا له منه بيسر بأساليب الخداع والتلاعب بعواطف أطيافه وتياراته من خلال بعض المواقف والوعود التي لا معنى لها والغير قابلة للصرف.
- وأن كل مرشح أمريكي بات يعرف أن تحالف بعض الأنظمة العربية والإسلامية مع الولايات المتحدة الأمريكية هو حاجة ماسة لهذه الأنظمة لدوام بقائها واستمرارها, وهي ستكون الطرف الخاسر إذا خسرت أو أوهنت هذا التحالف. وحتى استنكارها للدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل ,هو مبرر لتحفظ بعض هذه الأنظمة على الأقل ماء وجهها , وأنه لن يتعدى أكثر من صخب كلامي غير مقرون بفعل أو جهد, والهدف منه تضليل وخداع مواطنيها والمسلمين والعرب لا أقل ولا أكثر. وهو لن يفسد الود القائم فيما بينهم وبين أية إدارة أمريكية. ثم في أول زيارة للرئيس الجديد لهم سيطيب الخواطر ببعض المبادرات والحلول لبعض القضايا, ومن ثم يعود لما هو متبع في أنتهاج المماطلة في تحديد مواعيد تنفيذهم كسبا للوقت, ليكون الموعد بعد انتهاء ولايته, وليكونوا في عهدة رئيس جديد من جديد.
- وإن وجود إسرائيل قوية يفيد أنظمة الاعتدال العربي والإسلامي. وقد أثبتت التجارب السابقة في حروب الخليج وغزوا وإحتلال العراق , وعدوان 2006م على لبنان,كم كانت إسرائيل بوجودها وقوتها مفيدة لهذه الأنظمة, وحتى أن بعضها كان يلح عليها التدخل العسكري والعدوان لتحقيق مآربه.
- إن اللوبي الصهيوني كم نوعي لا يمكن التلاعب بمصيره أو خداعه وتضليله. بينما اللوبي العربي والإسلامي كم عددي يمكن التلاعب به وإدخاله في صراعات ومتاهات ونزاعات لا حد لها ولا حصر, ومعه حتى غالبية أنظمته العربية والإسلامية, بمواقف وقرارات وتصريحات أمريكية حسب الطلب.
- إن الصهاينة متفقين على شكل دولتهم وحدودها ومهامها وبنيتها وتركيبتها ونظامها ودورها ومهامها, وأنهم يريدون تحقيق ما عجز عن تحقيقه أجدادهم. بينما المسلمون والعرب مختلفون على أطر الحل للصراع العربي الصهيوني . فبعضهم مازال متمسك بقرارات الشرعية الدولية وغيرها من القرارات التي ترفضها إسرائيل, وآخر يطرح مبادرات وحلول ليسهل على إسرائيل التملص من هذه القرارات. والبعض يريد تحرير كامل تراب فلسطين , وآخرين يريدون حل عادل, وآخرون يريدون دولة واحدة تجمع العرب واليهود بديكور جديد, وآخرون يرون أن التسليم بحق إسرائيل أمر مفروغ منه, والاستسلام لها وللإدارة الأمريكية قدر لا مفر منه. وآخرون راضين بأي حل مهما كان جائر. وآخرون يريدون سلطة فلسطينية شكلية لا أكثر ولا أقل لحفظ ماء الوجه, وآخرون فوضوا أمر حلها لجورج بوش. وآخرون باتوا محرجين بموضوع الأقصى ويجهدون ليجدوا لأنفسهم مخرجا لائقا منه.
- وإسرائيل تقتحم العالم بموقف واحد وموحد لما تريده وتسعى إليه الصهيونية, والعرب والمسلمون يقتحمون العالم بمواقف متباينة ومختلفة, يحددها المزاج والجو العام والمصلحة الخاصة لبعض الحكام.
- والصهيونية وإسرائيل لا يغفرون لعدو ولمن أضر ويؤذي إسرائيل, أو يخطأ أو يقصر أو يتقاعس في دعمها ومساعدتها. والعرب والمسلمون يغفرون لكل هؤلاء فرادى ومجتمعين, ولكتهم لا يغفرون زلة شقيق أو قريب أو صديق أو مذهب أو قبيلة وطائفة وعشيرة, ويحاسبون بعضهم بعضا عن حوادث لفها النسيان, أو باتت من مخلفات القرون البائدة أو العهود الماضية بمنتهى القسوة والجور وبحقد دفين. ويجهد العملاء والخونة منهم للانتقام من كل رئيس وزعيم وطني مسلم أو مسيحي إن أصر على الصمود والتحرير ورفضه لهدر الحقوق, أو سعى لإجهاض المخططات الاستعمارية الأمريكية, حتى لا يشكل لهم في الحاضر أو المستقبل من حرج,ويجعلهم متهمين ومدانين بنظر جماهيرهم والشعبين العربي والإسلامي وباقي شعوب العالم. فيسارعون لفبركة التهم بأن هذا الرئيس أقام مقابر جماعية, أو تواطأ باغتيال رفيق الحريري, أو انه يتدخل في شؤون غيره ,أو هو منضو في حلف فارسي إيراني.
- وإسرائيل تعتبر نفسها تجسيدا لدولة يهودية توراتية. والعرب والمسلمون مختلفون على كل شيء, سوى على بعض العموميات والشكليات التي لا تقدم وتبقى حتى مثار للخلاف. فمنهم من يريد أن يعيش على أحلام ماضيه الغابر بعجره وبجره دون تشذيب. والبعض مازال يريد للفتنة والحروب المذهبية أن تبقى متقدة.والبعض يريد للجاهلية أن تحيا من جديد. ومنهم من يريدها تجمعات لدول خليجية أو مغاربية أو تجمعات لدول متوسطية, أو تجمعات لدول غنية أو عشائرية, ومن المسلمون والمسيحيون من يريدون دول تكون امتدادا لنماذج الدول التي سادت في العصور الغابرة, أو امتدادات لدول طائفية أو مذهبية. والغالبية من العرب تريد دولة عربية لأمة عربية واحدة يعيش في ظلها الجميع بسعادة وهناء. وقوى الاستعمار ومعها أنظمة تدعي الرقي والحضارة والتقدم والحرية, باتوا يؤيدون البعض في دعواه لتمزيق الأمتين أكثر فأكثر, وليسهل الانقضاض عليهم حين تسنح الظروف.
لهذه الأسباب يجب أن نعتبر أننا نحن المسئولين عن تصريحات المرشحين الأمريكيين الثلاثة في تأييدهم ودعمهم لإسرائيل, وأن نعذرهم على مواقفهم .حين لم نوظف ثرواتنا وأموالنا لصالح قضايانا, ولتحقيق التنمية لمجتمعاتنا, ولتطوير العلم والبحث العلمي والصناعة والزراعة, وبناء أنظمة ديمقراطية حقيقية لا نسخ مشوهة عن بعض النظم الأوروبية والأمريكية التي يعشقها ويتيه فيها البعض. ونتفق على أمر جامع. لا أن يتآمر البعض على سوريا وشعبها وقيادتها وفصائل المقاومة الوطنية في العراق وفلسطين ولبنان , دون أن يدري بأنه يخدم بذلك الصهيونية وإسرائيل وقوى الاستعمار. وعلى الذين يمتهنون الشجب والاستنكار, أو يرمقون الإدارة الأمريكية بنظرات عطف وذل وحنان وخضوع وخنوع, لعل وعسى تعطف على القضايا العربية والإسلامية بموقف أو تصريح أو خارطة طريق, لا يحلان قضية , ولا يبرأن من علة ولا يسمنان ولا يغنيان من جوع, أن يعلموا أن مثل هذه التصرفات ما هي إلا مضيعة للوقت. والمحزن أن الرئيس جورج بوش وماكين وكثير من الساسة الأمريكيين والأوروبيين راحوا يتناسون حوادث لندن وباريس ومدريد و سبتمبر المفجعة وضحاياها المؤلمة, وأرواح جنودهم وأرواح الضحايا من الأبرياء نتيجة عدوانهم وحروبهم العبثية, وباتوا يفتخرون بممارستهم التعذيب والتنكيل بالعرب والمسلمين بدون تميز وبإشادتهم للسجون, ويتباهون أن جريمة غزو العراق وما نجم عنها من جرائم وعار وأحزان تدعوا للفخر وأفضل ما فعلوه ,ومفخرة وشرف لهم ما بعده شرف.
السبت :14/ 6/2008م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
بريد الإلكتروني: [email protected]