ميساء البشيتي
الرسالة الأولى
أنت َ … عنواني
يا من أنت َ عنواني ، يا من أنت َ دواتي ودفتر الأشعار ، عيناك عالم من الخيال الشارد تقف على أبوابه حافيةَ ً أقدام عشتار، كلما حدقتُ فيهما رأيت نور الفجر يبزغ مهللا ًمن الأحداق .
زجرتك بحدة : لا ترسمني في أشعارك ، بالأمس
سرقتها أعين السماء فحبلت بها غيمة ٌ ضالة وتمخضت خلف التلال ، ذابت حروفها خجلا ً فأغرقت بدمعها مياه المحيطات وفاضت على شطآنه أمواج الكلمات ، رأيت عرائس المحيط تستحم بها ، ترتديها أثوابا ً للزفاف ، وأنت تقف مكتوف اليدين ، منفطر القلب مكلوم الوجدان .
هل أستجدي خيوط الشمس الحارقة ألا الهبي مياه الخلجان ، إحرقيها ، جففيها وحيكي من رمادها قميصا ً ألقيه على عينيك فأرى فيهما عنواني ؟
لا تلمني إن سرت حافية القدمين إلى قلبك المحاصر بأنفاس عشتار وجواريها عرائس البحار
وصلبت ترانيم العشق على بابك كي لا تطأك بعد اليوم إلا أقدامي ، فأنت َ .. أنت َ عنواني .
الرسالة الثانية
أنت ِ … عنواني
ثرت ُ في وجهك الممتقع من الخوف وقلت : همسك المتسلل من ثقوب الجدران يقتله ضجيج الفراغ ، تريقه سهام الخوف تذبحه أمام عينيّ فيسقط صريعا ً مضرجا ً بدمه ليروي تلك الورود المتسلقة أهداب الخمائل وضفاف الوديان فتتهادى به نوارس الشطآن وتغرد به البلابل و الكنار .
هل آتيك اليوم محملا ًبباقات البنفسج الحزين وأكاليل الياسمين والجلنار ؟ هل أفتح قلبك من جديد يا سفينة راحلة عبر المحيطات ؟ هل ألملم همسك المبعثر في روابي الفل وأذيبه عطرا ً أستحم به كل مساء ؟ هل أكتب على جيد التاريخ كانت هذه المرأة عنواني وخارطة أيامي فكيف أمضي بلا خارطة واهتدي بلا عنوان ؟
إحرقي هذا الكون من حولي ، لا عالم أنت لست فيه سيدة النساء تتعمد عند كعبيها سفوح الجبال وترانيم عشتار ، أنت ِ .. انت ِ عنواني .