كتب أحد المواطنين يصرخُ عاليا ويطلب من المعارضة فتح قناة فضائية لمحاربة المفسدين وإسقاط الطّغمة الحاكمة ،وهو مُحقّ في طلبه، لكنه أخطأ العنوان عندما وجّه رسالته إلى المعارضة لأن كلامه مُبهما وعاما ًيحتاج إلى توضيح، تعلمنا الكثير من الإجابيات في الغرب ورمينا بالسلبيات إلى سلّة المُهملات ولم نبال.
مُحقّ ياسيدي أنت في طلبك بحكم وضعك ومحيطك لكن ،دعني أسألك بحكم أنني مررت بهذا النفق الذي لا زلت أنت فيه، من تقصد بالمعارضة؟ هلاّ فكرت وقمت بتحديد من تقصد ،أم كلامك كمن يبحث عن شخص في عالم مفتوح
ومن رآه قال له هل تعرف فلان؟ من فلان وماعنوانه، وفي أي مدينة يسكن وأي شارع ،ومارقم هاتفه…..؟؟؟
من تقصد بالمعارضة ؟المعارضة التي تنتظر الفضائيات للتصدّق عليها ببعض الدقائق لتأتي تحدثنا عن الشريط المشروخ “الجنرالات”
أم المعارضة التي دخلت الأرشيف وتخرج لفعل التحديثات ، لأن الزمن تجاوز فرضياتها وأصبح كلامها لايقبله المنطق ولا يصدّقه الواقع ،تخرج فقط لتعلن لنا بأنها لازالت على قيد الحياة أم التي تنتظر أن يثور الشعب وتأتي لتقول لنا بأنها هي من حرّكته قصد تسيير غضبه واستغلاله وأي فضائية تتحدث عنها ياسيدي ؟
الفضائيات نفسها لجأت إلى الأنترنت وهيا بنا نعطي أمثلة واقعية حتى لابنقى في الكلام المُبهم والعام كما هو طلبك ،ولنأخذ قناة نشاهدها تصنع الحدث كل يوم، ألم تشاهد قناة الجزيرة كمثال، هي نفسها لجأت إلى فتح موقع بالأنترنت وفي كل نشرة أخبار تشهره وتنقل أخبارها منه وغيرها ،عد ولاتتوقف.
ألم ترى كل القنوات الفضائية التي ليس لها موقع في الأنترنت لامعنى لها ،هل الأنترنت حكراً على السلطة أم بإمكان المعارضة أن تستغل هذا الفتح الإعلامي لتدك معاقل المستبدين والظلمة؟
أين هي المعارضة ومامكانها من الإعراب؟ أما زلتم لم تفهموا الدرس بعد؟
سقطت حجة المعارضة بعد فتح الإعلام وأصبحنا سواسية ويمكن أن نمرر رسائلنا ولانحتاج إلى إمكانيات ضخمة ومن مازال ينتظر أن تفتح له السلطة قناة اليتيمة فليذهب إلى الجحيم هو ومعارضته شأنه شأن ذلك الرّجل القمّار الذي يطلب من صاحبه أن يستلف منه مبلغا ليلعب معه.
من أراد أن يعمل فالباب مفتوح لامكان فيه للصراخ ولامكان فيه للرداءة،أرونا مهاراتكم ، أرونا تقنياتكم ، أرونا برامجكم ، أرونا بديلكم ، أرونا أخلاقكم ، أرونا إستراتيجياتكم ، أرونا عنترياتكم ، أرونا تكافلكم لامكان للكذب والسفسطة يمكن أن تدحض كل الشبهات في لحظات في زمن الغوغلة والعالم المفتوح ،ماذا تنتظرون؟ هل تنتظرون أن تنزل عليكم مائدة من السماء ؟
المعارضة التي لاتستطيع فتح مُدونة بالمجّان هل تستطيع تخليص الفقراء والمُعوزّين من الدّيون؟ المعارضة التي لاتستطيع كتابة مقال هل تستطيع أن تدخل الهيئات الأممية وتقنع العالم الغربي الذي بدأ يفكر في الإنتقال إلى كوكب آخر ،وتدافع عن المحرومين وتصنع برماجا تعليميا واقتصاديا وثقافيا …….؟
المعارضة التي لاتستطيع أن تقوم بتخليص نفسها من هذا العجز والشيب الذي بدى عليها ،هل بإمكانها أن تستطيع تخليص مرضى بالسرطان من آلامهم ؟ المعارضة التي عجزت في توحيد خطابها هل بإمكانها توحيد شعب كامل؟
المعارضة التي لاتستطيع تقديم مبادرة تحرك مناضليها بل تحديث صفحة موقعها كل يوم هل بإمكانها إستثارة شعب؟
كان فيديو إعدام صدام قد نُقل من جوال ومدته لاتتعدى الدقيقتين كافيا بقلب الدنيا رأسا على عقب ،كم من المعارضين يملكون جوالا؟
كم من المعارضين يملكون أجهزة تصوير من فيديو إلى الصوارات الرقمية؟ أين هو إنتاجهم أيها المُسمّون زورا بالمعارضة لإبراز الجرائم ؟أين هي الفديوات التي تبين جرم النظام وتعري سوءاته؟ أين هي صور الجرائم؟ صور القصور المشيدة في نادي الصنوبر أم أنتم ممنوعون من دخوله؟ ألا تستطيعوا إلتقاط أماكنهم من غوغل إيرث ؟ أم أميون أنتم في عصر الغوغلة؟
مالذي منعكم من التقاط صور في الشارع الذي يتنافس فيه المشردون على التقاط كيس من القمامة ؟ إن المعارضة التي تتحدث عنها تحتاج إلى تحديثات هي نفسها كما تُحدَّثُ البرامج التي في جهاز الكمبيوتر لأن كلامها أصبح غير قابل لمسايرة الوضع بل أصبح كمن يعيش القرون الوسطى .
وقبل أن ترفع شعار التغيير والإصلاح هذه المسمّاة زورا المعارضة عليها أولا بتغيير نهجها وإصلاح نفسها وإلا ليتركوا الشعب كما هو حتى يثور بعفويته ويأتي على الأخضر واليابس أو ليبقى تحت رحمة نظام مستبد خير له من حكومة المالكي وهلم جرّا.