عماد بني حسن
الصورة المقربة لمائدة العشاء الأخير لأدارة الرئيس بوش تبدو سريالية بأمتياز عن قفزات مرحلة عهدة للفترة الماضية
عماد بني حسن
الصورة المقربة لمائدة العشاء الأخير لأدارة الرئيس بوش تبدو سريالية بأمتياز عن قفزات مرحلة عهدة للفترة الماضية .التي أتسمت بالعنف المصحوب بالغباء السياسي وأستغلال كل العناوين التي يمكن أن تحقق له مدخلا لحرب او تخريب دول … أو أستهاض فتنة …
حيث صعد الرجل بادارته إلى اعلى قمة في الاساءة للولايات المتحدة الاميركية بين الشعوب الفقيرة والمستهدفة بالغزوات والمكيدات الداخلية … وفاق سوء اداء أدارتة أي عهد أميركي سابق … من خلال أختراع الاكاذيب التي تتصف بالسخف والاستكبار المقصود على دول الفـقـر في خارج حدود الغرب … بغض النظر عن الكثير من سلبيات هذه الدول التي ننتمي لمشاريعها السياسية المتخلفة والبغيضة الا أن أستثمار مساوىء الدول كان بطريقة بشعة … وكلنا يذكر الدعاية السخيفة لنساء عدي صدام حسين … والتي على شعوبنا أن تعتبرها من الكبارئر التي يستحق العراق عليها عقابا بسحق كل من يمت للعائلة بصلة …. فيما كان يتربع ذاتة الرئيس الاميركي على ناقة تطوف به جزر الرمل التي تفوح منها رائحة النساء بشكل بشع … ولم يستل بوشنا الابي سيفة ليقطع رأس الزاني بالعشرات .. او أنة لم يحاسب على نهب الاموال …ليست هذه الادعابة تقابل أداعيب رئيس مارق لاكبر دولة في العالم يحلم بالكذبة ثم تغزوا عقلة فتصبح حقيقة تقتل بصواريخها وجنازيرها المئات من فقراء هذا الشرق …….
الكثير من المبررات التي قد تكون جزء عاديا من سلوكيات كل حكام المنطقة وحواشيهم … الا أن التحليل المنطقي لايعفي أن نستنج بعد فشل هذه السياسة أن العالم خضع لمشيئة رجل شيطاني … والا اين حققت هذه الادارة أهدافا حقيقية للولايات المتحدة الاميركية .. وأين تحقق الامن والاستقرار ؟ فيما الصورة الحقيقية تقول أن العالم كان مستقرا وما كان للآوصوليات أن تنتشر بهذا الشكل لو لم يتم أختراعها بردة الفعل … لان هذه القوى أستخدمت بذكاء ردة الفعل على فعل غير مبرر … قادتة الادارة الاميركية عندما ازدادت أفغانستان سوءا أنسانيا عن ما كانت علية قبل الغزو .. وأضحى العراق أعجوبة ومثلا في أنواع القتل .. ومنبعا للأرهاب … والفتنة سيدة الموقف … والانكى من هذا وهو ما يدل على غباء هذه الادارة أن كل جندي أميركي متحرك في العراق هو في مرمى السلاح الايراني … هذا في جانب أما في جانب اخر نعيشة هو طرح الديمقراطية من فوق المجنزرات … وسرعان ما يتم لحسها .. ولكنها خلفت ورائها ….. بعد أن نبشت الاستقرار للأقليات في مصر ولبنان … كوارث تجعل من الكلمة التي طالما نادى بها المثقفون في بلدان مصدر كرة ورعب .. لما حملت من معنى دامي لازالت شواهدة حاضرة في فلسطين الغير معترف بديمقراطيتها في الانتخابات … واخذت وصفة بوسية بالارهاب بغض النظر عن الاحداث السياسية الاخرى .. لكن حتى الانتخابات ونتائجها لم تكن مدعومة أميركيا بل محاربة ..
…ومع أقتراب موعد رحيل هذه الادارة تقوم بعكس الاساليب والطرق من خلال أبعاد المعتدلين بين قوسين عن تحالفها او تسويق أهدافها او ما تعتقدة أهدافها ومد يد الدبلوماسية لمحورالاشرار
… ويبحث عن وسيط لمصافحتهم من خلال الدبلوماسية السرية … بهدف التغطية على الفشل وانقاذ خططة المزعومة بأستبدالها بطريقة اخرى …
وكأ ن الناس يشربون الخمر والمخدرات على مدار الساعة فلا يتذكرون التاريخ القريب لسياسة هذه الادارة … ولكن لاعجب أن كان التعقيد الذي حصل على المستوى العالمي قدتم نتيجة قرارات تصدر عن سكارى في هذه الادارة التي ذهبت في التصعيد ضد الدول التي اشار اليها بالخط الاحمر على انها مارقة وارهابية او مساعدة للأرهاب وبالتالي اعطي لهذه الدول صفة محور الشر (القول الشهير) منطلقا للحروب المباشرة أوبالوكالة ..وقد كان للديمقراطية نصيباً في أن تصعد ضهر الدبابات والصواريخ المقذوفة لأقاصى الشرق …
2
وكلما كانت تنتهي فاتورة إحدى الحروب سرعان ما يبتدع عدواً جديدا …مهما كان حجم هذا العدو المفترض وللمفارقة والتذكير كان لأبي محجن الفلسطيني في مخيم عين الحلوة نصيباً في أن يكون هدفاً لضرب امواله لولا انه سمع الضحك والهزل لهذه الكذبة التي لا اساس لها بشواهد الناس لكن عنوان ابو محجن عند بوش هو عنوان مباشر لغزو الفلسطينين في اماكن نكباتهم من خلال الحرب المباشرة ..وإذا كانت كوريا بالنووي قد تربعت على عرش التهديدات لأدارة بوش لفترة من الزمن إلا انها غابت لتحل ايران بشكل مباشر كعدو اساسي لكن ثمه من يفكر بغير هذه الطريقة الفاشلة لأدارة بوش ومهندسي حروبه بعد حرب العراق الفاشلة و افغانستان التي لم يستقر وضعها
بعد… وكان واضحاً أن الديمقراطية التي تسلح بها للمنطقة لم تطأ قدميها من مقعدها من على ضهر الدبابة الأمريكية ..إلا أننا ايضاً يمكن أن نقول مع الوقت المتبقي لهذه الأدارة انها اخفقت في جعل (الديمقراطية) جسراً للتمردات المحلية بدء من سوريا إلى ايران مروراً ب لبنان ومصر والمملكة السعودية …الخ …
وبالتالي فان ما يلوح في الافق لنهاية هذا العهد هو مائدة سرية لعشاء غير معلن قد ينتج عنه يوم وداع هادئ لإدارته وملفات تحمل بعض الانجازات وما يدل على ذلك فتح بازار الحوارات والتسويات وفرط عقد ادوار ما سمي بالمعتدلين على مستوى القضايا المعقدة بفعل السياسة لهذه الادارة من خلال اعطاءإشارات تعني استبدال التعامل بالعص مع كل من وضعه تحت لائحة الشرير …..بالجزرة() فاصبح المطارد رقم (1) في ما تبقى من الفارين من نظام البعث العراقي عزت ابراهيم الدوري مثلا مقبولاً للتفاوض عن انصار صدام ولم يتأخر الدوري في ابداء رغبته في الحوار مع أي طرف كان حتى مع الولايات المتحدة الامريكية وهذا يعني أن للدوري نظرة لما يجري في هذه المرحلة مع تحولات وشبه انقلابات ضرورية بدأت تلجأ اليها السياسة الامريكية في المنطقة واعلان الدوري يأتي بعد بدء المفاوضات الغير مبينة المكان والزمان بين الادارة الامريكية وايران .وبعد اعلان عن مفاوضات سورية إسرائيلية أضافة الى تراجع أدارتة عن دعم خط الفتن في لبنان وعدم دعمة في لحظة محاصرتة بقوة السلاح .
ولم يعد من فعل يذكر عن سياسة الفوضى البناءة التي كانت مقولة بين سطور الديمقراطيات تلهب مشاعر المعارضات في الدول .. الا أنها ومع بدء تحركها تكشفت أنها مجرد خطط لضرب المجتمعات وخلق الفتن بين الاقليات والاكثيرة وهي رؤية خراب وتقسيم للمجتمعات المتجانسة وللدول بغض النظر عن نظمها وسياساتها الغير مرضى عنها محليا …
تلك الفوضى التي تركب ضهر حمار الديمقراطية ويركب بجانبة المسميات لمعارضات وطنية _ وعلى سبيل المثال عبد الحليم خدام الذي أتصف خلال وجودة بالحكم في سوريا بالاسواء ضد مواطنية وعندما أفترقت مصالحة الخاصة عن النظام الجديد سرعان ما وجد ضالته فوق حمار الديمقراطية الاميركي وأصبح موجها للفقراء والمظلومين ؟؟؟!!!الى الاخوان المسلمين في سوريا والذين يفترض في أنهم ذبحوا بمباركة خدام ذاتة … فوجدوا أنفسهم بجانبة على ذات الحمار– الى بقية جوقة الديمقراطية () وكان سبقهم أحمد الجلبي كفاتح للديمقراطية الجديدة التي يفترض بها أن تطل من العراق كما قال الرئيس بوش في ان يكون العراق نموذجا للمنطقة … فطار العراق ولا أحد يتمنى بالحلم أن يكون وطنة كالعراق الذي نمذجه بوش وفق كلامة .
والان يريد بوش الذي طبع أقذر صورة رعناء للكذب والنفاق أن ينجدة ذاتهم أعداءة المتطرفون والارهابيون وصناع القنابل النووية … ومدمري اسرائيل … الخ .. ويمكن أن يتخيل أحدنا اذا كان قد تودد بأذلال لمحور الشر أن يأخذوا فرصتهم في التعاون مع الولايات المتحدة الاميركية قبل رحيلة … ؟
.. الرؤية الاخيرة لسيناريو سوريالي هو التحول المفاجىء من دعم قوى الاعتدال إلى محاولة التفاهم مع قوى محور الشر !وفق وصف هذه الادارة أن كان مباشر ة او عبر اسرائيل او من خلال تحييد ملفات مرتبطة بسياسة هذه الادارة وتحويلها لحل داخلي محكوم بالتفاهمات فيما بين الأطراف والاكثر من هذا يمكن الاشارة إلى ثمة غضب امريكي من دول الاعتدال وحلفائها المفترضين في المنطقة على انهم اوفياء لدرجة أن تلعب مصر دور المحاصر للفلسطنيين وبشكل مباشر .وهذا وضع لا يحتمل في أن يؤديه المصريين كقيادة .مهما كانت درجة التحالف الامريكية المصرية وكذلك التفاهم الاسرائيلي المصري ….
وبالتالي فأن الاتجاه الاسرائيلي وبرضى امريكي بالطبع قبل ان يكون التركي وسيط في مفاوضات قد لا تكون فقط مع سوريا في المنطقة وتجاهل النظام المصري والسعودي هذا امر يرشدنا بلا شك إلى اقرار من الادارة الامريكية وفشلها في فرض امر واقع اولا على المنطقة بالقوة وجعل الامور تسير وفق معطياتها ومصالحها وهو ما لم يعطي نتا ئجه لا في العراق ولا في افغانستان ولا تبدو ايران متراجعة عن صلابتها وكذلك فشل قوى العناوين الديمقراطية في المنطقة من تحقيق خطوات ملموسة من المعارضة السورية إلى ما سمي بالموالاة اللبنانية إلى السلطة الفلسطينية
اسس كل هذا خلاصة واضحة لادارة الرئيس بوش في الحقبة الاخيرة من عهده واصبح البديل هو كيف يمكن عقد صفقات سرية تحفظ ماء وجه هذه الادارة وان لم تحقق أي تقدم في هذه المفاوضات فأن هذه الادارة بحاجة إلى مرحلة هدؤ على المستوى العام للقضايا التي عقدتها ووضعت العراقيل في طريق أي حلول لها وكانت تستسهل أعطاء هوية عامة للارهاب وتحديد امكنة تواجده وبالتالي اصبح هذا النوع من الايحاء جزء من مفهوم الخوف والرعب لبلدان المنطقة المشار إليها بأيواء الارهاب او هي مصنفة خطر دوليا لاحتوائها اسلحة نووية لذلك فان الكثير من التحرك الدبلوماسي السري يجري في المنطقة على قدم وساق من قبل وسطاء اوروبيين وعرب موثوقين للادارة الامريكية يسعون لفتح الخطوط مع الدول التي كانت بالامس محور الشر بما فيها الجماعات الاسلامية التي يمكن أن يشار اليها من خلال العلاقة التي تبدو مسرح التقائها بين الاخوان المسلمين في مصر كنقطة قوة اولى إلى حماس وغيرها من الحركات التي يمكن أن يكون التعاطي المباشر معها من قبل الادارة الامريكية في هذه المرحلة اجدى من التعاطي مع دول وقوى الأعتدال التي فشلت بحكم طبيعة الامور والخلل في الرؤية الامريكية للمنطقة وتعقيداتها بشكل جيد والأنجراف وراء الأكاذيب التي قد تكون ورائها جهات يهودية في الولايات المتحدة لأمريكية وتقارير سبق وان قدمت من جهات محلية اثبتت عدم مصداقيتها مثل تقارير احمد الجبيلي عن العراق وان كانت الفكرة أن يعمل هؤلاء على تضليل مجلس الشيوخ خدمة للآدارة التي ستذهب قريباً ولن يتذكر منها العالم إلا المأسي.
*كاتب وصحفي فسطيني