عبد الستار الكفـــيري
استطاعت قناة الجزيرة أن تجذب الكثير من المتابعين , حين اختارت الوزير العراقي السابق حامد الجبوري
عبد الستار الكفـــيري
استطاعت قناة الجزيرة أن تجذب الكثير من المتابعين , حين اختارت الوزير العراقي السابق حامد الجبوري , ليكون ضيفاً على برنامج ” شاهد على العصر” , وكان متوقعاً لدى كثير من مشاهدي سلسلة الحلقات أن يسمعوا ما لم يسمعوه من قبل حول حقبة هامة من تاريخ العراق المعاصر , وسيما أن الجبوري تبوأ العديد من المناصب التي دفعته الى مستوى صنع القرار السياسي في عراق البعث , في ظل حكم أحمد حسن البكر و الشهيد صدام حسين من بعده .
ولست هاهنا في معرض الرد على ما قدمه في شهادته من أحداث ووقائع , وربما أحيل هذا الى من عاصروه في وظيفته والفترة التي كان مسؤولاً فيها من ذوي المعرفة والدراية لكشف حقيقة ما قدمه , والوقوف على دقة الشهادة وصحة وقائعها , إنصافا له وللفترة التي وقف شاهداً عليها وللتاريخ أيضاً .
لكن هذا لا يمنع من أن أقدم ملاحظتين , أرجو أن تسهمان في فهم الدوافع التي حَملت قناة الجزيرة ومقدم برنامج ” شاهد على العصر ” على اختيار الجبوري ضيفاً على البرنامج . أولى هاتين الملاحظتين تتعلق بمقدم البرنامج وهو الإعلامي المأجور احمد منصور , والذي يعرف من يتابع برامجه أنه لا يوفر جهداً ولا يفوت فرصةً الا ويسعى الى تشويه الفكر القومي وتشويه أي تجربة تنتمي لهذا الفكر , هذا الشخص المأجور يدعي الموضوعية ولكنه أفقر ما يكون اليها , يدعي الحياد وهو أبعد ما يكون عنه , بارعٌ في اقتناص الأخطاء وأبرع ما يكون في توظيفها ( بلا حدود) لخدمة المشروع المعادي للأمة , هذا الإعلامي المريض بعُقَد أيديولوجية مزمنة , وبتقرحات مبدئية مستعصية , مصابٌ بعداءٍ تاريخيٍ وموقفٍ مسبق من القومية والقوميين , يستثمر برامجه لضربهم وجلدهم وتحقير مشروعهم , وهو بهذا يعري نفسه ويكشف حقيقته أمام الملايين من المشاهدين , ممن لا تقنعهم ” لحيته ” المزيفة التي يعشش فيها قطيعٌ من (القمل) .
لقد استأجرَ هذا المأجورُ مأجوراً آخر , وهو حامد الجبوري الذي بدا كلقمةٍ سائغةٍ لمقدم البرنامج ليساهم الأخير في العزف على الوتر ذاته الذي يعمل جاهداً على تشويه والإساءة إلى زعيم عربي دفع حياته ثمناً لقضية آمن بها وأستشهد في سبيلها , وهو الشهيد صدام حسين , وهذه هي الملاحظة الأخرى , فلحسابِ مَن وفي هذا التوقيت بالذات يُساءُ الى شهيدٍ وقائد قومي سعى لبناء مشروع نهضوي , سرعان ما تكالبت عليه قوى الظلم والهيمنة العالمية لضربه , ولمصلحةِ من يشتغل هؤلاء ممن سكتوا دهراً , ونطقوا الآن زوراً وبهتاناً ؟. وهنا يحق لنا أن نتساءل وإياكم : من يا ترى دفع للقناص أحمد منصور ؟؟