إبراهيم حسون
لا رموش للشمس لتنعس
لا مقل للورد لينام
والفصول تتشابه
حدَّ التوأمة
والقهر الشارع الرئيسي
للقرية
يأتون ويروحون عليه
هكذا الحب والأشياء
يخترقهم خيط القهر
السرمدي
2
بكرتُ – من أول الحلم :
أفاجئك بالصباح ,
كان الفجر يهر عن كتفيك
كحبات البرد ,
وأنت تزرعين الزاروب
: بخطى صلاة الصبح
كان وجهك على الحيطان
ضاحكاً
والورد فاتحاً يديه للتجهد
هي فجيعة – هذا الغلاف وصل حدود القمر
وهذا الحلم يداعب زهر الروح
عند بوابة الصباح
3
بمقدوره ليلنا ,
من الآن – إلى آخر هذا البياض
أن يسقي حبقه ودواليه
بأكواب شمس
وأهداب نوافذ
تحاول ألا تنعس ,
قبل أن يعانقها حلم
رسمته على دروب الألم
4
هكذا جُبلنا ….
شمس وقمر ,
وغمامة كانت فوق اليم
وحفنة تراب ,
وحدتْ جنسنا
وجعلتنا خمس كواكب ,
وأربعة أقمار,
وجرمان ,
وجرحان مفتوحان على الخلود
5
شزراً , إذا سايرتنا بنظرة
تعبر كالنهر ,
لا تلوي – لا ياسمين ولا جثث
خلفها نعوي
لا نلوي – شمس ولا قمر
ندفن جثثنا ونتابع العواء
نكتب – نحن دائماً على حق
وهي خلفنا تحكْ
ترفع فعل فاعل
وتجر فعل مفعول
6
نبعُ لا ينتظر أحد
يلقي التحية وهو يهرول
إنه يحب الملح
ولأجله يخلع كل أحذيته في الطريق
7
اقرأ :
الحقيقة أعلى ,
أعلى الليل الفجر ,
وأعلى الأيام الحق ,
وأعلى الأشياء العقل
8
ما دمت أمامي ,
فأنا ما زلت أنتظر ,
أصل خاتمة الحكاية .
مادمت كل الدروب ,
فكل تصاريف اللغة مضارع
وعلى جنباتها يخضل عشب الحياة
9
مادمت الياسمين
الذي يعرش على أعمدة الخلود
ونسغ يرتفع إلى باطن الروح
ألون بماء وردك
سر الوجود السرمدي
10
أجمل الأشياء
التي لم نحلم بها بعد
أعظم القمم
التي لا نفكر مجرد تفكير بها
أسمى الكنوز
التي نفقدها
وأنبل الحزن
دمع الأم
11
بحبر القلب
على معارج الدروب
زدنا سطورنا
شواهد , لشواهق الأقاحي
والتواءأ ت الألم
منارات للقادمين
يبصمون عليه بحبر جديد
12
الدهر يغربل الكائنات ,
هذا لسواد الأرض
وذا لبنيانها هوية وأبجدية
13
اقرأ :
زدني ظناً بك ,
افتح أفقي على تخيلك ,
أنك غير ذلك
متعني بنشوتي ,
أنني دائم الحيرة ,
مقرراً – أنْ لاقرار
14
في صباح يقظتها
كنا بإنتظار أن تفلقنا
وتسألنا لنجيب :
هذا الشعاع لك ,
وهذا الظل
وهذا البيت
وهذا درب الشمس الواقفة
ونحن السائرون
هذا يراعك ,
يكتب شواطئ النجاة
لشرفتك الوحيدة
15
هلا علمت لِمَ الشمس
لا ترتدي قمصاناً وسراويل
هلا علمت لِمَ الحب
لا سرير ينام فيه
هلا علمت الطريقة ,
لرؤية الحبيب بلا ثياب
هلا عرفت كيف تفك
أزرار الليل عن كتفيك
هلا تركت جراحك تنزف
لتصير نجماً آخر الليل
هلا رتلت …
حتى يقضي هذا الليل
آخر أنفاسه
وتنجو بصرتك الغنية
16
غداً – لمن عشقنا
نخلع قميصنا
عاريين نغادر
عبر هذا الشارع – إلى آخره
17
كان الضوء شحيحاً
عندما كانت النوافذ تشعل قناديلها
هدم الضياء البيت
عندما فتحت الباب
صارت السماء سقف
والمدى جدران
18
ها قنديلي …
ملأته دمع وحروف
أوقده بصوري وآخر قميص
من آخر دكان أغلقته
19
عندما فتح بابي لي
وتأبطني إلى الشوارع
صعقت ؟!؟!
كانت المكتبات أرصفة للعابرين
والريح , بممحاة ؟
تدهس رسوم الأولين
حَمّلني على غيمة
وتركني أنفض غُبار أكفاني
20
ها أنا أنفض قهري
وأشعل مستقيماتي
بقايا جسدي
من علم الحساب – علم الكلام
21
ربما …ربما …
عندنا يوم
نجد طريقاً
نهيم فيه
وكتاباً ,
نكتب فيه قصيدة
وباباً ….
لا جدران له
لا سقف
ولا أقفال
إبراهيم حسون