اكد الناشر المصري الحاج محمد مدبولي الذي يعتبر من اهم الناشرين المصريين، لوكالة فرانس برس الخميس انه امر بالتخلص من كتابين للكاتبة المصرية المثيرة للجدل نوال السعداوي لتعرضهما للدين.
وقال مدبولي انه “طلب من المطبعة ان تعدم الطبعة الاخيرة من كتابي نوال السعداوي وهما رواية )سقوط الامام( ومسرحية )الاله يقدم استقالته من اجتماع القمة(“.
واوضح مدبولي انه “اتخذ القرار بعد ان اتصل به احد الصحافيين العاملين في صحيفة )المصري اليوم( الذي انتقد في الصحيفة الكتابين. فطلبت العملين وعندما قراتهما قررت ان اتوقف عن توزيعهما وطلبت من المطبعة اعدام الطبعة الجديدة والتي يبلغ عددها 3 الاف نسخة لكل كتاب”.
واوضح مدبولي “وجدت ان كتاب )الاله يقدم استقالته( يتعرض للاله وانا رجل لا احب المساس بالمشاعر الدينية خصوصا وانا احمل رسالة الحفاظ على الفكر وعلى تقديم كل ما هو جديد للقارىء العربي”.
وردا على سؤال حول حرية الفكر التي ينبغي ان يراعيها الناشر، اكد مدبولي انه “مع حرية الفكر الى اقصى مدى (…) الا ان المسالة عندما تتعلق في الذات الالهية فانا اتوقف عن ذلك”.
وقال “تحملت خسائر تجاوزت ال70 الف جنيه مصري (14 الف دولار تقريبا)” اثر هذا القرار.
ونفى مدبولي ان يكون قام باحراق الكتب. وكانت صحيفة “البديل” اليسارية المعارضة اشارت في عددها الصادر يوم الجمعة الماضي الى ان مدبولي “قام باحراق الرواية والمسرحية”.
من جهته، اعتبر مسؤول الصفحة الثقافية في “البديل” سيد محمود انه “لا فرق بين احراق الكتب او اعدامها فهذا يشكل سلوكا غريبا جدا بالنسبة للناشر الكبير الحاج محمد مدبولي”.
واضاف ان “الرجل كان طوال عمره وتجربته الناجحة على مدى خمسين عاما دقيقا في اختياره للكتب ومراعيا لحرية الفكر والتعبير وان كل الكتب الاساسية في الثقافة المصرية والعربية المثيرة للاشكال كان مصدر الحصول عليها من مكتبته”.
وتخوف محمود “من ان تكون هذه الخطوة تمهيدا لناشرين اخرين ليقوموا برقابات داخلية الى جانب الرقابة التي تفرضها الدولة”.
وكان الكتابان اثارا الكثير من الضجة عند صدورهما في العام 2000 ما دفع مجمع البحوث الاسلامية الى تقديم اقتراحات بمصادرتهما. ووصل الامر الى اللجنة الدينية في مجلس الشعب وهي اللجنة التي يراسها عميد جامعة الازهر الاسبق عمر هاشم.
والسعداوي عرفت بمعارضتها للسلطة المصرية وهي مدافعة شرسة عن حقوق المراة.
وسجنت العام 1981 لبضعة اشهر بسبب انتقادها نظام انور السادات.
وهي طبيبة نفسية والفت نحو اربعين كتابا نشرت في ثلاثين لغة.
يشار الى ان مكتبة مدبولي التي بدأت النشر في العام 1958 تحتفل بيوبيلها الذهبي هذا العام بفضل جهود محمد مدبولي الذي بدأت علاقته بالنشر في مرحلة طفولته واستطاع بعد ان اصبح شابا ان يفتتح الدار ويبدأ بحركة النشر حيث كان له الفضل في نهاية الخمسينات.
وكان من اوائل الكتب التي بدأ بنشرها مسرحيات لعدد كبير من الكتاب العالميين مثل جان بول سارتر وصموئيل بيكيت وغيرهما خصوصا ان دور النشر التابعة للدولة لم تكن في ذلك الوقت تهتم بهذا النوع من الكتابات رغم نشاطها في اصدار مئات من امهات الكتب سنويا.