سأم من ذبح “الإرهابيين” في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فدبر خطة للهرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليعمل مصففا للشعر.
تلك بعض مشاهد فيلم “لا تعبث مع زوهان” للممثل اليهودي الأمريكي آدم ساندلر، الذي أراد من خلاله تمجيد إسرائيل، وإضفاء طابع “شيطاني” على الفلسطينيين، والعرب عامة، في قالب كوميدي يتناول الصراع في الشرق الأوسط.
ويواجه الفيلم -الذي يعد حلقة في سلسلة أفلام بهوليود “مسيئة” للعرب والمسلمين- انتقادات واسعة من مسلمي الولايات المتحدة وبعض نقاد السينما.
طالع:
“الشرق الأمريكي”.. يواجه “الإسلاموفوبيا” بهوليوود
ويحكي الفيلم قصة “زوهان”، وهو عميل بجهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية “الموساد”، الذي سأم من ذبح “الإرهابيين” الفلسطينيين، ويريد أن يهرب إلى الولايات المتحدة؛ للعمل كمصفف للشعر.
ولتحقيق هدفه، يزيف “زوهان” وقائع تفيد موته؛ ليفر بعدها إلى مدينة نيويورك، ويعمل في أحد متاجر الأحياء المأهولة بمهاجرين من الإسرائيليين والفلسطينيين.
ويفاجأ بأن هؤلاء المهاجرين يعيشون في المهجر بسلام جنبا إلى جنب، وينتهي به الأمر إلى العمل في صالون تصفيف شعر تملكه مهاجرة فلسطينية جميلة، ويتباهى بأنه بارع في حمل مقص الشعر، بالقدر ذاته الذي يبرع فيه بحمل السلاح.
رسائل موجهة
وقال الممثل اليهودي الأمريكي ساندلر: إن “الفيلم يذكرني بصغري عندما كنت أسمع قصصا عن الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر”.
وقوبل الفيلم بانتقادات من جانب العديد من المسلمين والنقاد السينمائيين؛ لتحريفه الحقائق، وإظهاره الفلسطينيين والعرب وكأنهم إرهابيون.
وفي بيان وصلت “إسلام أون لاين.نت” نسخة منه، اعتبرت هيئة “مسلم بردجيز”، التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها، أن ساندلر أراد إيصال رسالتين من الفيلم تتعلقان بتحسين صورة الجيش الإسرائيلي.
وأوضحت الهيئة غير الربحية والمعنية بشئون المسلمين، أن الرسالة الأولى تتمثل في “التغطية على فرار عدد كبير من الجنود الإسرائيليين من الخدمة العسكرية بسبب رفضهم القيام بأعمال قمعية ضد الفلسطينيين”.
أما الرسالة الثانية، بحسب الهيئة، فهي “محاولة تحسين صورة الجيش الإسرائيلي التي لطخت بعد أدائه المزري أمام (حركة) حزب الله (اللبنانية)، خلال الحرب الأخيرة على لبنان في صيف 2006”.
صور ذهنية عنصرية
ومعلقة على الفيلم، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن ساندلر “استخدم صورة ذهنية مغلوطة (…) في عالم اليوم، وفقا لساندلر، فإن العرب يتسمون بالسخافة والعنف والغباء، أما الإسرائيليون فعدوانيون وكاذبون ومفرطون في ممارسة الجنس”.
وبدورها، وصفت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الفيلم بأنه “تهكم محبط وغير متوازن في تجسيد الصراع العربي/الإسرائيلي”.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن “ساندلر لم يحالفه الحظ من خلال دوره في هذا الفيلم في أن يكون وسيطا للسلام العالمي”.
وفي انتقاد أشد، قال أحد النقاد لصحيفة “سياتل تايمز”: إن “العبث هو الوصف المناسب لفيلم (لا تعبث مع زوهان)، وهو أسوء أفلام النجم آدم ساندلر.. الفيلم يقدم 100 دقيقة من تداخل الصور الذهنية العنصرية”.
ومنذ هجمات 11 سبتمبر، تقدم وسائل إعلام أمريكية، وبينها قطاع السينما، صورة نمطية عن العرب والمسلمين، أبرز سماتها أنهم إرهابيون متعطشون لسفك الدماء وغير متحضرين وجشعون، وغيرها من السمات السلبية المزعومة؛ وهو ما يترتب عليه تزايد التمييز ضد مسلمي الولايات المتحدة، بحسب منظمات حقوقية أمريكية