رأى نواب اميركيون فى تقرير الاربعاء ان مشاعر العداء للولايات المتحدة بلغت أعلى مستوياتها بسبب السياسات الاميركية الخارجية مثل الحرب على العراق و”نفاق” الولايات المتحدة بشأن الالتزام بمبادئها الديموقراطية. واظهر تقرير للجنة فى مجلس النواب يستند الى افادة خبراء وبيانات من استطلاعات للراى ان نسبة الرضا عن الولايات المتحدة انخفضت الى ادنى مستوى لها فى العالم منذ عام 2002، خاصة فى الدول الاسلامية واميركا اللاتينية.
وقال التقرير ان المشكلة سببها ليس رفض الثقافة والمبادئ والسلطة الاميركية بل السياسات الاميركية مثل دعم الانظمة الاستبدادية وفى الوقت ذاته الدعوة الى الديموقراطية وحقوق الانسان وحكم القانون.
وقال بيل ديلاهنت رئيس اللجنة الفرعية للمنظمات الدولية وحقوق الانسان “لا ينظر الى قوتنا الفعلية على انها مصدر راحة بل تهديد، وليس على انها ضمانة للاستقرار والنظام، بل مصدر للتهديد والعنف والتعذيب”.
واضاف “قوضنا ما حدده “الرئيس الاميركى السابق يوليسيس” غرانت بأنه اكبر مصدر لقوتنا الدولية وهو سمعتنا لما وصفه بالضمير او ما يمكن ان اسميه \’القوة الاخلاقية\'”.
ويقول التقرير ان السبب فى انخفاض شعبية الولايات المتحدة يعود الى ما وصفه بسياسات معينة خاصة الحرب على العراق ودعم الحكومات الاستبدادية والسياسة التى تعتبر منحازة الى جانب اسرائيل فى النزاع الاسرائيلى الفلسطينى و”تعذيب واساءة معاملة السجناء” فى انتهاك للمعاهدات الدولية.
وجاء فى التقرير ان “خيبة الأمل والمرارة” انبثقت عن الاعتقاد بأن “الحكومات الاميركية المتعاقبة تجاهلت” القيم التى تفخر بها الولايات المتحدة “حسب رغبتها” وبما يتناسب مع مصالحها الامنية والاقتصادية.
واضافت اللجنة ان الاحادية خاصة فيما يتعلق بقرارات شن عمليات عسكرية، تسببت فى “الغضب والخوف من التعرض لهجوم وهذا ما تسبب فى تحول الاختلافات مع السياسة الاميركية الى مشاعر واسعة وعميقة من المعادة لاميركا”.
وساعدت هذه العوامل اضافة الى مسائل تتعلق بالتأشيرات والهجرة على خلق “اعتقاد متزايد فى العالم الاسلامى بأن الولايات المتحدة تستخدم \’الحرب على الارهاب\’ كغطاء لمحاولاتها تدمير الاسلام”.
واعرب النائب الجمهورى دانا روهراباشير العضو فى اللجنة عن رأى مخالف للتقرير، وقال امام لجنة استماع فى واشنطن حيث نشرت الوثيقة “لا اعتقد ان الولايات المتحدة بحاجة الى الاعتذار” عن أفعالها.
واضاف ان اخطاء ارتكبت فى “الحرب على الارهاب” خصوصا فيما يتعلق بحقوق الانسان، الا انه قال انه على الولايات المتحدة الا تستند فى سياساتها الخارجية على استطلاعات الراى ولكن “على ما هو صواب”.
كما شكك فى ارقام استطلاعات الراى وتحدث عن معاداة الولايات المتحدة فى اوروبا، مشيرا الى ان الناخبين فى فرنسا والمانيا واجزاء من اوروبا الشرقية انتخبوا مؤخرا حكومات موالية للولايات المتحدة.
وقال “اعتقد ان هناك عددا كبيرا من الناس فى انحاء العالم يدركون ان اميركا هى القوة، والقوة الوحيدة التى ستحمى الشرفاء فى العالم من التطرف الاسلامى والشيوعيين والنازيين “…” والحمد لله اننا لا زلنا مستعدين للقيام بذلك”.
واكد ان التقرير “لا يهدف بأى طريقة الى تقديم اعتذار، بل يتعلق بأمننا القومي”.
واضاف انه يعد اول خطوة فى تحديد كيفية “كسب القلوب والعقول حتى يكسب الجميع”.
واستمعت اللجنة الفرعية فى الاجتماع كذلك الى افادات ضرورية لتقريرها المقبل حول تأثير تدهور سمعة الولايات المتحدة على السياسة الخارجية.
وقال ايسثر بريمر مدير الابحاث فى مركز العلاقات عبر الاطلسى فى جامعة هوبكيز الى انه بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001، ابدت الدول الاوروبية حرصا على مساعدة الولايات المتحدة بما فى ذلك فى افغانستان.
الا انها اكدت ان “غزو العراق اثر كثيرا” على دعمها، وساهم فتور العلاقات فى فشل واشنطن فى حصول مقدونيا على عضوية حلف شمال الاطلسي، وقوض دورها فى اصلاح آليات حقوق الانسان فى الامم المتحدة.