أنس إبراهيم
سقطتُ أبي / إلى روح هديل الطـاهرة ” ثمـانية أعوام “
هـديل
ثمـانية أعـوام ، شـاهدتُ مـقالة إخبـارية عنـها في موقع إخباري
قصةٌ محزنة ، ربـما لخصتـها فيما كتـبت ، تـأثراً وبكـاءً
على وردة من ورودِ الوطـنة أعـوام
هـديل
ثمـانية أعـوام ، شـاهدتُ مـقالة إخبـارية عنـها في موقع إخباري
قصةٌ محزنة ، ربـما لخصتـها فيما كتـبت ، تـأثراً وبكـاءً
على وردة من ورودِ الوطـنة أعـوام
” سقطتُ أبي ”
سقطتُ أبي . .
سقطت أشلائي بين يديكْ ، تناثر لحمي على قميصُك
الذي أصبحَ أحمَرَ اللون . .
أبتـاهُ لــا لـم تسقطي . .
أخـتاه . .
استيقظتُ ، وجدتُ . .
مـاذا وجدتُ ؟ !
بقاياكِ . . !
أبـي
كفكف دمـوعكَ ، ارعى أمي . .
أنـا ” هديل “
من كنتَ !
تحبـها
سـأعودُ كي أكمـل ما بـدأت
استيقظتْ ” هديل ” ، تراودها الثمانية أعـوام ، تعتريهـا ابتسامةٌ بلسميةُ المصدر ، إلـهية المـكان والزمـان ، ترتادُ الذكـاء ، تمتزجُ براءة ، تـنادي . .
أبي ، أمي ، أخي ، أختي . .
أحبـكُم !
كـان ذاك الصبـاح ، ” مجنزراتٌ ” يسمعُ صوتـها من بهِ صممُ ، تحـصارُ قرية نائمة في حضن ” غزة “ . .
هنـاك بيتٌ
في البيت أبٌ وأم وأخٌ
ابنةٌ صغيرة
تـركضُ ، تـسارعُ قدمـيها ، تريـدُ الوصـول إلى البـاب كي تفتحهُ
ثم !
تلهـو قليـلاً . .
بنيتي : أغلقي البـاب ، مـا أدراك كم ” دبابةٌ ” تـنتظرُ مثلـك !
الـبابُ يغلق
قذيفةٌ تـسارعُ الزمن ، تـسارعُ خطـوات الصغيرة . .
الـآن . .
مـاذا حدث ؟!
الطـفلةُ تمشي تنادي ” أبي “
يخترقُ الصدر ، تنقسمُ نصفين !
يتطايرُ اللـحمُ ، تتلـاشى الدمـاء
شرقاتُ الروح مـا زالت عالقة في روحها ، لـكنهم لـا يريدون ذلـك
قذيــفةٌ اخرى
تشـطرُ القـسم الأول من الجـسم أنصـافاً
أشـطاراً شتى . .
الأبُ يهمسُ في صوتٍ مبللٌ بالأسى
ابنتي . . !
يصحو الأخُ على مماتِ الأختِ
.
.
.
الثمـانيةٌ ما اكتملوا . .
.
.
الثمـانيةٌ ما اكتملوا . .