د.مرادآغا
منذ نعومة أظفارنا ونحن نعيش على عاطفيات وهوبرات يعيش ويسقط حيث قمنا باحياء وانعاش ماهو محبوب أو مفروض آلاف المرات وقمنا باسقاط وشحط واهباط المكروه أو العدا أيضا آلاف المرات والكرات
وان كانت عاطفيات يعيش ويسقط وخير اللهم اجعلو خير في عالمنا العربي اجمالا وفي منطقة الشرق الأوسط تحديدا يتسم بتقلبه العاطفي والسريع تقلب الطقس والرياح والخطط والمشاريع
حيث يتم احياء شخص ما وجعله بطلا هماما وصنديد وذي همة حديد وفجأة وبدون سابق انذار وكالاعصار يتحول الى منافق وخائن ورعديد ويتم تحضيضه الى الحضيض ورميه بالشحاحيط وقذف صوره في القمامة والمراحيض
والأمثلة في عالمنا العربي كثيرة لكن من أبرزها وعلى سبيل المثال لا الحصرهو تحول السادات من بطل قومي قبل زيارته الى سوريا عام 1979 قبل توقيع اتفاقيات كامب ديفد مع اسرائيل من بطل العبور والتحرير الى خائن وصغير بعدما بدأت طائرته بالاقلاع تطير من دمشق باتجاه القاهرة
نفس الشيئ عندما ترك السيد خدام جبهه الموالاة الى جبهه المعارضه السورية انهالت عليه كل أنواع راجمات الصواريخ والشواريخ والشحاحيط والمسبات والشتائم عالواقف والنايم وعالخشن والناعم بعد أن كان رفيقا رقيقا يشع وطنية وبريقا
نفس الديباجه والعراضة حصلت اثر سقوط حكم صدام حسين في العراق حيث وبقدرة قادر انهالت أعاصير وتسونامي الشحاحيط والصنادل عالواقف والمايل على صوره وآثاره
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
فان ظاهرة أن فلانا راح أقيموا الأفراح أو بعد أن طار ظهرت الثوار أو زحط والباقي زلغط هي ظواهر وعاطفيات سواء كانت عفوية أو مسيرة واجبارية كما هو الحال في دول الصمود والتصدي وياأرض اشتدي هي ظواهر تؤكد مبدأ المرجحة والأرجحة بين مؤيد ومعارض بشكل عرضي أو عارض وتحول الشخص من نقيض الى آخر بلمح البصر
وهذا يفقد أي سياسة ان وجدت أي مصداقية ويحول الانسان البسيط في عالمنا العربي وخاصة في دوله الشمولية الى مجرد دمية تحمل وردة في يد وشحاطة أو شبرية في اليد المقابلة وتتحول الحشود الى مجرد مجموعات طالعة ونازلة مترنحة أو مايله حسب تقلبات الطقس والرياح قالبة الاتراح الى أفراح وبالعكس ونيقه عن الخليقة
بطبيعة الحال لايمكننا القاء اللوم على بسطاء القوم لأن غسل العقول وادخالها موسوعة غينيس في السبات والنوم نجد مايقابله حتى في السياسة الدولية وبحركات طفولية أدهشت المترنحين والحشاشة وأهل الكيف والبشاشة
مثلا تحول المناضل الكبير ياسر عرفات من ارهابي بعد مصافحته لاسحاق رابين الى رجل سلم وكبير المسالمين وتسليمه نوبل في السلام ومن ثم وبقدرة قادر بعد أن غضب عليه شارون تحول مرة أخرى الى رجل ارهاب بعدما كان رجلا طيبا وحباب
المؤسي في الأمر أنه يطلب منا ومن بسطاء القوم أن نحيي ونميت فلان وعلان حسب المزاج وحالة الترنح والارتجاج ونقيم الدبكات والهوبرات مسبوقة بحرق الأعلام وكسر الأقلام وكلو تمام وكلو مليح وكل نشمي على مزبلتو بيصيح
هل حررنا أو طورنا أو حتى اكتفينا ذاتيا أمام غدر الزمان بل هل ضمنا أو حتى نضمن للأجيال اللاحقة أي مستقبل مضمون مبني على تتابع مسلسلات يعيش ويسقط ويرتفع ويهبط
أم أننا ننتظر يوما نحيي فيه من يعطينا الرغيف الخفيف ونسقط من يمنعه عنا هذا ان بقي من الهمم مايكفي لهكذا استعراض
د.مرادآغا
حركة كفى