قرأتُ في القُرآنْ
” تَبَّتْ يدا أبي لَهَبْ “
فأعلنتْ وسائلُ الإذعانْ
” إنَّ السكوتَ من ذَهَبْ “
أحببتُ فَقْري .. لم أَزَلْ أتلو
” وَتَبْ
ما أغنى عَنْهُ مالُهُ و ما كَسَبْ “
فصُودِرَتْ حَنْجَرتي
بِجُرْمِ قِلَّةِ الأدبْ
وصُودِرَ القُرآنْ
لأنّه .. حَرَّضَني على الشَّغَبْ !
صِحـتُ مِـن قسـوةِ حالـي
فـوقَ نَعلـي
كُلُّ أصحـابِ المعالـي
قيـلَ لي : عَيبٌ
فكرّرتُ مقالـي
قيلَ لي : عيبٌ
وكرّرتُ مقالي .
ثُـمّ لمّا قيلَ لي : عيبٌ
تنبّهتُ إلى سـوءِ عباراتي
وخفّفتُ انفعالـي .
ثُـمّ قدّمـتُ اعتِـذاراً
!.. لِنِعالـي
الواحد في الكل
مُخبرٌ يسكنُ جنبي
مُخبرٌ يلهو بـجـيـبـي
مُخبرٌ يفحصُ عقلي
مُخبرٌ ينبشُ قلبي
مُخبرٌ يدرسُ جلدي
مُخبرٌ يقرأُ ثوبي
مُخبرٌ يزرعُ خوفي
مُخبرٌ يحصدُ رعبي
مُخبرٌ يرفع بـصـما ت يقيني
مُخبرٌ يبحثُ في عينات ريـبـي
مُخبرٌ خارجَ أكلي
مُخبرٌ داخلَ شُربي
مُخبرٌ يرصد بيتي
مُخبرٌ يكنسُ دربي
مُخبرٌ في مخبرٍ
من منبعي حتى مصبي
مُخلصاً أدعـوك ربي
لا تعذبهم بذنبي
فإذا أهلكتهم
كيف سأ حيا . . . دون شعبي ؟!
رب ساعدهم علينا
أدع للحكام
بالنصر علينا
يا مواطن
وأشكر الله الذي ألهمهم موهبة القمع
وإبداع الكمائن
قل : إلهي أعطهم مليون عينٍ
اعطهم ألف ذراع
أعطهم موهبة أكبر
في ملء الزنازين وتفريغ الخزائن
رب ساعدهم علينا
فهم أثنان وعشرون شريفاً مخلصاً
وإننا ياإلهي
مئتا مليون خائن!
أحمد مطر