الزعرنة في المأثور السائد بين الناس ، فئة من المواطنين الخارجين على القانون ،وبالبلطجة وقوة الذراع يفرضون قانون الغاب ( القوي يأكل الضعيف ) وقانون البحر ( الكبير يبتلع الصغير ) والقانون الشعبي ( إذا لم تكن ذئباً تأكلك الذئاب ) وعليه فهم يسيطرون على كل مصادر الرزق والمعيشة تحت المسميات التي يريدون ،حيث تحميهم التشريعات الضعيفة ، والتشريعات الفضفاضة ، والمحامون أمثال (سبانخ ) في فليم عادل إمام ( الأوفكاتو ) ، حيث يُخرّجون أعتى المجرمين مثل (الشعرة من العجين) .
أمّا ألأزعر في المأثور السا ئد فهو : الحيوان المقطوع الذيل ، وحيث أن الذيل في الحيوان والطير خصوصاً يحفظ التوازن ، وقطعه يفقد الحيوان توازنه ولا يستطيع أن يؤدي كثيراً من الواجبات لعل أبرزها : (كش الذبان وهز الذنب ) !!!
الأزعر هو الحيوان مقصوص الذيل ، وهو شاذ في القطيع ، وعادة ما يحاول الانتقام ممن يتميز عليه بالكمال ، ويحاول أن يخرب الدنيا ليشفي أحقاد نفسه الخاسئة ، فيفعل كل ما تسوله نفسه إليه ، أي فعل أزعر غير متزن ، وقد يكون بحجم فعل ( نيرون ) في روما ، حين حرق عاصمة ملكه وهو يستمتع ويتلذذ بعزف القيثار ، دون أن يرتجف له رمش،أو يهتز له هدب !!
والأزعر مخرب وأثيم ، وهو يستنفر قوات الدولة ، صاحبة الشأن الأول ، وصاحبة الوصاية على أرواح وممتلكات المواطنين ، وهي صاحبة الحق باستئصال الشر وفرض الهيبة ، وهي صاحبة الشأن على أجهزة الدولة من جيش وشرط وقوات أمنيّة بكافة تسمياتها ، وهي صاحبة الحق باجتثاث الشر وكل ما يُهدد أمن الدولة أو يُرَّوع الأمنين ، والبلاد والعباد بخير ما دامت الدولة في قوة ومنعة ، وما دامت القوانين والتشريعات في خير وأمان وسلام .
والأمن يحمي بالقوانين والدستور ، ومن خلال التشريعات ، ومن خلال مؤسسات الدولة ، وموظفيها بما يملكون من الصلاحيات ، ولعل السلطة القضائية ذات المرجعية الأولى والأخيرة ،وكل القوى الأمنية تنفذ أوامر السلطة القضائية ، وأن الإصبع الذي يقطعه الشرع لا ينزف دماً .
والأزر ليس ذلك الشاب (الصايع ) المرسوم بالوشم من رأسه إلى أساسه ، والذي يضع الشفرة تحت لسانه والبومة في أصابعه ، ويستل الشر من تحت إبطه ، والذي يتميز بوهرة كوهرة الضبع ، فهذا الأزعر التقليدي والصورة النمطية كصورة الغول المخاوق الضخم الأشبه بالغوريلا ، ولكن يستطيع التقمص والتلبس والتغير بأي شكل ساء ، والشيطان المخلوق المخيف ، ذو القرون الذي يملك العصا السحرية وطاقية الخفاء والقوة الهيبة بالتجوال في الفضاء وحول الأرض بزمن قياسي وقوة خارقة .
الأزعر هو التاجر الحوت الذي يحتكر قوت المواطن ليحوله بقدرة قادر إلي ذهب وأرصدة ولا يشعر بإخوة ناحية أخيه الإنسان ، بل يتلذذ على عذابه ، وتنتشي نفسه الآثمة وهو يراه يذوي ويذبل ويموت أمامه ، وهو يذكرنا بالرجل الذي كان يبكي على كلبه الذي كان يحتضر ، فمر به رجل وسأله عن سبب البكاء ، فأخبره أن كلبه سيموت جوعاً ، ولمّا نظر أمامه شاهد كيساً من الخبز ، فقال له : ولكن كيسك مليء بالخبز فأطعمه ، فقال الرجل الباكي : نعم أنا أحب كلبي ، ولكن الحب بيننا لم يصل إلى كيس الخبز !!!!!!!
الأزعر هو قطاع النقل الغريب من نوعه ، العصي على السيطرة ، الذي يصنع الموت بالسعة الهائلة ، الذي لا يصلح لركوب الناس ، فحافلاته مهلهلة مهملة ، والسائق خارج على القانون ، فهو قد ورث الشوارع عن أبيه ، يدهس من يشاء ، ويقتل من يشاء ، ويصطدم ويتدهور بالعباد كيفما يشاء ، يحميه ( فنجان القهوة ) بعد تعليق سود أفعاله على النصيب ، والقضاء والقدر ، حتى الحق العام حق ضعيف وهزيل ، يطعم الضحية للغول هنيئاً مريئاً ، إضافة إلى المزاجية بفرض الأجرة وآخر الخط على كيفه ومزاجه ، ويسخر ممن يهدده بالقانون لأنه أكبر من القانون ، وبمن يُمثل القانون !!
الأزعر هو كل من يمتلك القوة غير الشرعية المفروضة على الآخرين بالشفرة ، أو بالبومة ، أو أي وسلة قمع أخرى .
الأزعر هو الذي يستل حقك من بين أسنانك بالواسطة والمحسوبية ، وبالوجاهة ، وبالترهيب ، ويحتقر صاحب الحق لأنه ضعيف وليس له ظهرا يحميه !!!
الأزعر المرتشي ، والمتنفذ ، والفاسد ، والمفسد ، وكل اللّين وصفه رئيس الوزراء السابق بأنهم ( أقوى من الحكومة )
وبعد ؟؟؟
إن الزعرنة هي السائدة ، ولا زال كل محبي الوطن يرجون القانون والعدالة إنصافهم ، حتى لا يتحول القط إلى نمر ، والأرنب إلى أسد ، والبغاث الى ضواري ، وعظم الله أجرنا وأجركم !!!