تعدّدت التفسيرات والنتيجة واحدة. لا لقاء بين الرئيسين السوري بشار الأسد والمصري حسني مبارك في ليبيا، بعدما ألغى الأخير في اللحظة الأخيرة مشاركته في القمّة العربية المصغّرة والمخصّصة لبحت مشروع «الاتحاد من أجل المتوسط»، الذي من المرتقب أن يثير خلافات عربيّة ـــــ عربيّة إضافيّة، محورها رئاسته (تفاصيل ص 20).
وأثار غياب مبارك عن القمة، التي استضافها الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، تساؤلات عديدة، وسط معلومات مصادر عربية وغربية عن صفقة بين مبارك والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تقضى بأن يتولى الرئيس المصري إقناع المعارضين للاتحاد المتوسطي بالعدول عن موقفهم وحضور قمة باريس الشهر المقبل، في مقابل حصول مصر على رئاسة الاتحاد مناصفة مع فرنسا.
وكشفت مصادر مطلعة عن أن مبارك، الذي التقى القذافي وساركوزي أخيراً، طلب من الزعيم الليبي عدم مقاطعة قمة باريس أو تحريض بقية الدول العربية المعنية على ذلك. ورأت أن قرار مبارك بمقاطعة قمة طرابلس استهدف تفويت الفرصة على القذافي لإحراج مبارك رسميّاً.
تفسير آخر للغياب نقلته وكالة «يونايتد برس انترناشونال» عن «مصدر رسمي مصري» قال إن مبارك ألغى زيارته إلى طرابلس «في آخر لحظة لعدم رغبته في لقاء الأسد في الوقت الحاضر».
وأضاف أن قمة مبارك والملك السعودي عبد الله في جدة الأسبوع الماضي «أكدت استمرار امتعاض القاهرة والرياض من الدور السوري في المنطقة، وخصوصاً ما تريانه استمرار عرقلة دمشق للأمور في لبنان في ما يتعلق بتشكيل الحكومة اللبنانية وقضية سلاح حزب الله». وأضاف أنهما «يعتقدان بأن السوريين لن يساهموا في حل الأزمة اللبنانية وأنهم قد يستغلونها لتحقيق مكاسب إقليمية».
ما بين التفسيرين، خرج وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بتبرير ثالث مغرق بالدبلوماسية. وقال، عقب اجتماع مبارك مع وزير الخارجية الكويتي محمد الصباح السالم الصباح الذي نقل إليه رسالة من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، إن «ارتباطات مبارك وضيق الوقت لم تسمحا له بالمشاركة في القمة».
إلى ذلك، من المرتقب أن تثير مسألة رئاسة مصر لـ«الاتحاد من أجل المتوسط» خلافات عربيّة إضافيّة، إذ قال مصدر جزائري إن بلاده «ترفض الإقرار برئاسة مصر للاتحاد المتوسطي»، مشيراً إلى أنه يجب طرح الموضوع على كل رؤساء الدول المعنية للتصويت عليه قبل إقراره.
وأشارت مصادر عربية إلى أن ساركوزي يثير الفتنة، عامداً لتكريس مشروعه على حساب المصالح العربية.
(الاخبار)