خضر عواركة
ليس الوزير اللبناني في حكومة فؤاد السنيورة طارق متري بوزير ثقافة فقط، هو أكثر من ذلك،
خضر عواركة
ليس الوزير اللبناني في حكومة فؤاد السنيورة طارق متري بوزير ثقافة فقط، هو أكثر من ذلك، فضلا عن كونه حامل حقيبة ممثل الرئيس الأميركي الشخصي في السراي المدعو محمد شطح، فإن لطارق متري دورا أهم، إنه دور المثقف الذي تعتبره الأجهزة الأميركية النموذج المطلوب لكلاب الحراسة في المستقبل المخابراتي المنظور،هو المثال عن المصدر البشري للمعلومات و القدوة المبتغى تعميمها على مستوى العالم أجمع .
هو مثقف آدمي للسنوات العشرين الماضية، ليس من طائفة لها طموحات سياسية كبرى وبالتالي تقدمه لا يخيف إلا ميشال المر الأرثوذكسي مثله، في حرب لبنان الأهلية السابقة (ما قبل العام 90) لكان طارق متري مرّ على حواجز الطرفين دون أن يعترضه أحد. الأرثوذكس في الشرقية محايدون وفي الغربية إما محايدون أو قوميين سوريين أوشيوعيين.
هو المتعلم الذي يتقبله الجميع براحة وطيبة خاطر، غير مؤذي وحديثه لين ومعشره بسيط وبلا تكلف، أهلته إهتماماته في الدراسات الدينية( وخصوصا تلك التي نتزامل وإياه فيها عنيت الإهتمام بدراسة الحركات الإنجيلية الصهيونية. هو ليتقرب منها وأنا لأجد أفضل الطرق لمحاربتها) ليكون عضوا في مؤسسة (التفنيص) على بعض بين اللبنانين أو ما يسمى مجازا لجنة الحوار الإسلامي المسيحي. خبرته في العلاقات الإسلامية المسيحية هي مفتاحه إلى قلب أي ضابط أمن في السفارات وفيما وراء البحار.
أجزم أن له علاقة بالسي أيه إيه؟ طبعا والدلائل عقلية وتحليلية وأخرى قدمها هو على نفسه شاهدا بأنه نوع منحط من العملاء والمخبرين لأنه هناك نوع حقير ويسمى بالخائن وهناك المنحط ويسمى بالدجال الخائن وتلك مرتبة أعمق في بئر الخيانة والعار.
كان متري في لبنان صديقا للجميع، من شيوخ وقساوسة ومطارنة ومفتين، وله بينهم صداقات عميقة، أهمها صداقته لمفتي الجمهورية الشيخ قباني وللسيد فضل الله ولمفتي صور السابق المتحول حاخاما بعد أول كمشة مال مجبولة بدماء أطفال الجنوب والبقاع قبضها من متري نفسه بحسب مصادر شيعية مقربة من حاخام صور علي الأمين.
صداقاته تلك وعلاقاته المفتوحة مع كل الأطراف ومظهره الهاديء وحديثه المتواضع وشخصيته التي تحرق القلب وتدمع العين لفرط ضعفها تجعل منه جاسوسا مثاليا خصوصا إذا ما عرفنا بأن طارق متري حين الإمتحان الوطني أهان متري نفسه ومحى تاريخ الأودمة من محفظة نقوده ووضع بدلا عنها وصولات للخيانة قبض بدلا عنها الأموال واللعنات. أموال من الأميركيين والسعوديين واللعنات من ثلاثة ملايين معارض (لا تصدقوا أن سكان لبنان ثلاثة ملايين هذه كذبة رسمية لخفض الكلفة ورفع الدخل الفردي بناء على الدخل العام ورقيا)
حين تم تعيين طارق متري وزيرا من حصة رئيس الجمهورية الأسبق أميل لحود كان يمكن لمتري أن يطرق برجله الأرض ويدعي بأنه يتحدث بإسم المقاومة ، وكان يمكن لمتري أن يكون قمة في الوفاء لا تزاحم ورمزا للمناقبية لا تضاهى لو أنه فقط….إلتزم بعهده مع من عينه أولا ومع ما يمثل في شخصه كوزير من تمثيل لحصة المعارضة التي كان الرئيس جزءا منها في مجلس الوزراء.
جاء الإمتحان حين جاء قرار الإنسحاب من حكومة الأمن الوطني الأميركي لإسقاطها، فطلبت المعارضة ومنهم لحود من ممثليهم في الحكومة بالإنسحاب منها لكي تسقط ويذهب البلد إلى إنتخابات مبكرة، كما تفعل كل المخلوقات البشرية المتحضرة والتي تزعم الديمقراطية كما يزعمها الخمسة ملايين طائفي في المسكن ومثلهم في المهجر من اللبنانيين.
إنسحب الوزراء المعارضين من الحكومة وتبين بعد أن أعلن القرار بأن إختراقا حصل في حصة الرئيس لحود حيث رفض صهره سابقا الوزير الياس المر الإنسحاب وكذلك فعل الوزير طارق متري ومعه آخر عنقود حصة لحود شارل رزق صديق عمر لحود .
وحده الوزير يعقوب الصراف من وزراء لحود قدم إستقالته مع الوزراء الشيعة الذين صار خروجهم بهذا الشكل دون متري والمر ورزق خروجا طائفيا لا وطنيا، مما سهل إشعال الحرب المذهبية الباردة بين الشيعة الخارجين من الحكومة والسنة الذين باعت المعارضة تمثيلهم لآل الحريري بحجة أنهم يقودون أكثرية السنة (لو دعمت المعارضة الشيعية بأصواتها في البقاع الغربي عبد الرحيم مراد ولو دعمت في بيروت شخصية سنية حتى ولو لم تنجح لم يكن الحريري ليجروء على القول بأنه الزعيم الأوحد للسنة).
إذا ومنذ خروج الوزراء الشيعة زائد الوزير الصراف من الحكومة ومرورا بكل القتلى بالضغط والسكري والسكتة القلبية والذبحة الصدرية وصولا إلى القتلى في إشتباكات المشتبكين ومعهم قتلى مارمخايل وطريق المطار وقصقص وآخيرا قتلى بيروت والجبل المئة وجرحاهم الألف، كل هذه الدماء وكل التعصيب والنرفزة والأمراض المزمنة وكل المهاجرين الذين هربوا بأنفسهم من الوضع الميؤوس منه خلال السنتين الماضيتين وصولا إلى ما حصل في الدوحة وما بعد الدوحة، كل تلك الدماء وكل تلك الخسائر التي نزلت فوق رأس اللبنانيين نزول الصواعق المحرقة كان يمكن لها أن لا تحدث وكان ممكن للميتين والشهداء أن يكونوا بين أهليهم اليوم تماما كما هو طارق متري الآن في حضن عائلته يحلم معهم بمستقبل زاهر في منصب دولي أو إستشاري مجهز له أميركيا بعد خروجه من لبنان على إثر خروجه من الوزارة التي قد تحل قريبا بعد تشكل الوزارة الجديدة .
لو لم يكن طارق متري عميلا للسي أي أيه فلماذا إذا نفذ الأمر الصادر عن جورج بوش بدعم السنيورة؟
لو لم يكن طارق متري خائنا للبنان فلماذا رضي بأن يوقع على قرار إرسال أسرار شبكة الإتصالات العسكرية للمقاومة إلى إسرائيل عبر الأمم المتحدة.
لو لم يكن طارق متري مجبولا على الخيانة والمومسة فلماذا باع لبنانه بمناصب خارجيه سنراه فيها والشهور القادمة بيننا وسيتم تعيينه في منصب مرموق دوليا مكافأة له (لأن الأميركيين يعرفون كيف يبنون المغريات لعملاء المستقبل عبر تزبيط العملاء الحاليين على عكس المعارضة التي ستراعي من طعنها في الظهر وسترمي خلف ظهرها من حماها وإسألوا أهل صيدا إن كنتم مستوزرين)
طارق متري وشارل رزق والياس المر لو خرجوا من الحكومة مع الخارجين لما وقعت كل تلك المصائب التي وقعت في العامين الماضيين ولأسقط بيد السنيورة وداعميه ولتم إيجاد الحل السلمي بدون اللجوء للعنف الذي أضطرت إليه المعارضة مؤخرا ولما كان لبنان خسر صيفين كما هو خاسر الآن ولما تعطلت بارات عين المريسة وجوار قريطم عن إستقبال طلبات المسيار الخليجية المباركة كما هو حاصل الآن.
لو لم يكن طارق متري خوانا لعمل بالمثل القائل في تعامله مع الرئيس لحود: من وزرك لا تخونوه ولو كنت خوانا ولو كنت طارق متري .
من يسرق الذرة يسرق الدرة وطارق متري خان العهد ونام في السراي وتكلم في المحافل الدولية بما طلبه منه ممثل الإدارة الأميركية الرسمي محمد شطح فكيف لا يكون عميلا للسي أي أيه؟
أصدر القاضي فادي العنيسي يوم أمس قراره الظني بالمدعو خضر عواركة وأحاله على محكمة المطبوعات بتهمة نشر أنباء كاذبة عن الوزير متري حيث إتهمه عواركة بأنه وزير مسيحي يقدم الزكاة الأميركية لشيوخ المسلمين.