النظام السياسي اليمني يتداعى اليوم بوتيرة متسارعة ويمضي نحو الانهيار الوشيك وهو من ذلك الحدث الجلل قاب قوسين أو ادنى ،يتمخض هذا النظام في كل مساراته عن أزمات وانهيارات وحروب ويستولد استمراره مزيدا من إجهاض الحلول والامكانات التي كان يمكن من خلالها أن يتدارك سوء نتائجة وما أنتجته تعرجات تفكيرة اللاعقلاني والذي خرج عن انساق مقتضيات الفعل السياسي الرشيد الذي يدقق في اعتملات الاحداث الدائرة ويخرج بحلول واقعية حقيقية يمكن ان تشكل عائقا أما م قوارض انفجار اليمن الجديد التي جمعها فانتجت خروقا لم يعد بالامكان تداركها وإرتاقها.
يحاكم النظام السياسي اليمني صحافيون ويقضي عليهم بالسجن ،ويرمي بقايا فكر يمكن أن يسترشد به في دائرة الأصفاد وقيود الاذلال عنوة ،ويخرس كل صوت وقلم ولسان كشف مساؤه وفضح تعرياته المستمرة من الوطن والوطنية ،وأراد أن يصرخ في وجه سيره المجنون بالبلاد نحو اللتجزوء والاقتتال الذي بات من العاصمة على بعد أمتار في منطقة بيني حشيش بعد أن امتد من صعدة التي لم تهدا فيها بعد فوهات المدافع وسقوط الجثث والتي أتت على كل شيء فجعلته كالرميم ..
في ذات الوقت لم يعد أمام العقول في البلاد ما تقول سوى الصراخ الذي بات مدويا الى درجة صم الآذان والذي تجاوزه الحاكم في اليمن بكل عنجهية دون ان يعير ذلك الصوت العاقل بالتفاته بسيطة يمكن ان تعيد اليه العقل التائه في غيبوبة انتصارات وهمية وانجازات عاقرة لا وجود لها الا على شاشات فضائياته ومانشيتات صحفة وأفواه مسؤليه ووزارئه .
وفيما الجنوب اليمني مقموع بعد احتجاجاته ومحاط بجحافل النظام ومكبوس بثورة مضغوطة في علب القمع والخوف والاخراس وشراء الذمم يتنامى الغضب اليومي ويستفحل خيار الشق هناك ليعلن في المستقبل ربما عن إمساك “زناد السلاح” وخيار المواجهة لتحقيق مطلب تقرير المصير الذي تتبناه عناصر واعية بأداء النظام وتستغل تخريبة للحياة وعنفنة البلاد لامتلاك مشروعيتها في تقرير مصير جنوب الوطن، يمضي النظام واعيا ولا وعيا نحو مصير غير مرغوب او مطلوب من كل اليمنيين، ينط على خيارات الاصلاح ملتفا على الديمقراطية وشروط إنتاج وضع أفضل ،فهو نظام عاقر وجامد ذو نزعة استحواذية واستعلائية ،يستخدم شرعيته المزيفة في توتيد وجوده ،ويدمر البلاد بإتقان وتفان مميت وكأنه ليس من نبتة هذا الوطن وغير مسؤل عنه ،ويعطي لقوى التجزوء والفوضى وقوى الهيمنة العالمية المشرحة لأوصال العالم العربي مبررات جاهزة وكأنه على اتفاق تام معها أو جاهل بأطماع قوى الهيمنة الخارجية وسعيها الدؤبب لجعل الوطن العربي أوصال ومزق اشلاء للأوطان يقتل بعضها بعضا بينما يتمص ثرواتها ويصادر حريتها ووجودها ويؤسس لأوضاع التخلف ألف أساس كي يمارس عبثه التشريحي المعتاد وشهوة السيادة العالمية .إنه اليمن ،وطن يدمره حاكمه ويجزوءه من أجل بقاءه أجزاء متناثرة ،وطن ولا عقلاء سوى ضمير الشر وصوت الظلام.
*كاتب وصحفي يمني