على بساط الغضب و النقمة على الأوضاع المتردية, فالبطالة تضرب أطنابها في صفوف الشباب و الفقر المدقع و التهميش. عوامل كانت بمثابة عود ثقاب أشعل الشرارة الأولى, داخل محافظة سيدي افني المنكوبة, حيت ينحدر سكانها من قبائل ايت باعمران و ما أدراك.. ما ايت باعمران!! نحلق بعيدا داخل سجلات التاريخ, حتى يتعرف القارئ (ة) الكريم ( ة) على البطولات الرائعة التي دونها الشجعان الصناديد رجالات قبيلة ايت با عمران .اللذين لقنوا الجيش الاسباني المستعمر, و جنده, درسا قاسيا حيت ضربوا حصارا عليه و أغلقوا جميع المنافذ فصار جند الأسبان المدرب , مجرد لحمة بين فكي أسد, فأنهك الجوع و العطش الجند الصليبي مما جعل العطش يتمكن منهم ليجدوا( بولهم ) مصدرا وحيدا لمقاومة جبروت العطش..و هادا ما صرح به احد جنرالات الجيش الاسباني حينها..ليخرج المستعمر صاغرا يجر الخيبة و المهانة ,و ينحني مستسلما للفرسان الأشاوس ببنادقهم البدائية..ئبه الله يرحم زمان..مجرد إشارة ليس الا..
عودة إلى الموضوع. في ما يخص انتفاضة سيدي افني الشعبية, كما سبق الذكر أعلاه, انتفض الشباب بعد يأس من الوعود العسلية للمنتخبين و الحكومة, مع العلم أن حزب الوزير الأول ( الاستقلال) قد وعد الشباب بإيجاد فرص للشغل و قدم رقما(x) ( لكن حقيبة عباس الفاسي قد ضاعت بين زحمة المسؤوليات الجمة.. كان الله في عونه.قلت ..انتفض شبابنا بعد يأس و طول الانتظار, ليضعوا يدهم على القلب النابض اقتصاديا في إشارة إلى ميناء سيدي افني,و نظموا اعتصاما سلميا للتعبير عن غضبهم و لفت انتباه السلطة, لكن الرياح تأتي بما لا تشتهيه السفن, و نحن غير بعيدين عن الميناء( صدفة ليس إلا) ..و عوض ان تفتح الحكومة حوارا جديا مع الشباب العاطل, فضلت فتح الزناد على المواطنين, و أرسلت تعزيزات أمنية, و طوقت المنطقة و جعلتها محاصرة من كل الجوانب .فقام رجال القوات العمومية بمهامهم بالتنكيل و البطش بالمواطنين, و مداهمة البيوت و تكسير مقتنياتها .تدخل همجي بل حتى النساء لم يسلمن من الضرب..
أي مغرب هادا؟؟.
من محاسن الصدف أن التضاريس الجغرافية لمنطقة سيدي افني, تضم بين أحشائها سلاسل جبلية كانت رحيمة بشبابنا و جعلت من صخورها , درعا يحمي أبدان الفتية المنهكة بالضرب و الركض, الجبال تحمي أبنائها من بطش السلطة و الهراوات الاسبانية اللعينة( آه منك أيتها اللئيمة.. ربنا يقصف عمرك) .
ترى مادا سيكون رد حكومة الموظف الأول بالمملكة السيد عباس الفاسي؟؟ سؤال قد يطرحه المواطن المغربي المغلوب على أمره..الجواب ( شدوا أحزمتكم رجاءا…شكرا ) كان الجواب تحفة لا يصدقه العقل..حيت صرح سعادته للقناة الثانية المغربية, ان محافظة سيدي افني تعرف هدوءا و ليس هناك ما يثير القلق و احوال البلاد و العباد بخير..( الله الله على كلامك يا عباس عسل .. بل أصفى من العسل ). مع ان شيخ المرجعية و صاحب الفضل علينا جميعا العلامة ( يوتوب) نقل بالصوت و الصورة مشاهد الاضطرابات التي عمت محافظة سيدي افني..طيب اقرصوني حتى استيقظ..أو ربما إن تلك الاحدات تتحدث عن الموزمبيق و ليس المغرب..هل فهمتم شيئا؟؟ لا أجد ما أقوله.. سوى ئدا لم تستحيي يا عباس الفاسي فقل ما شئت ..
أتمنى أن يفتح القضاء المغربي تحقيقا نزيها بكل ما تعنيه الكلمة في حق المتورطين من رجال القوات العمومية المتورطين في الاعتداء على المواطنين الأبرياء و اقتحام حرمة البيوت و الاعتداء على النسوة .
استودعكم الله و السلام عليكم.