عقد بالأمس في القاهرة ندوة سياسية وتربوية هامة شارك فيها لفيف من خبراء السياسة وأصول التربية وحملت عنوان [لمن تدق الأجراس في السعودية: الشباب والطلاب ومواقفهم من النظام الحاكم]، خلص فيها المشاركون إلى جملة من النتائج والتوصيات كان أبرزها: أولاً: الشباب والطلاب السعوديون لا يمكن فصل أحوالهم ومواقفهم السياسية تجاه النظام الحاكم عن مجمل الحياة السياسية المتردية التي يعيشها المجتمع السعودي، والذي يعاني غياباً كاملاً للحريات وللدور الحقيقي للمجتمع المدني الفعال، مع حضور قوي لسلطة الأسرة السعودية التي تتحكم في المجتمع عبر شبكة واسعة في الاقتصاد والسياسة ومؤسسات المجتمع وهي فضلاً عن استبدادها وانفرادها بالثروة والسلطة، تعد أكبر أسرة حاكمة فاسدة في التاريخ العربي المعاصر، كل هذا المناخ السيئ يؤثر سلباً على الشباب السعودي وفي قلبه (الطلاب)، ويحولهم إلى مجرد هامش لا قيمة حقيقية له.
ثانياً: كشفت الأبحاث والمناقشات في الندوة على أن غالبية الشباب في المملكة السعودية يحملون رؤيتين خطيرتين تجاه النظام الحاكم، الرؤية الأولى: الكراهية الشديدة له من منطلق وطني حيث النظام يعمل منذ نشأة المملكة من وجهة نظرهم كذيل وتابع ومنفذ للاستراتيجية الأمريكية العدوانية ضد المسلمين (العرب)، والرؤية الثانية: ويمثلها الشباب من المنتمين للتيار السلفي الجديد فلا تكتفي بالكراهية السياسية للنظام الحاكم على أرضية وطنية بل تذهب إلى تكفيره هو وجوقة علماء الوهابية واعتبارهم (خارجون عن الإسلام الصحيح) وأن النظام يقوم بدور عالمي رئيسي في محاربة الإسلام والمجاهدين في كافة أنحاء العالم، ومن ثم وجب ليس فحسب نقده بل قتاله واستنزافه أمنياً، هاتان الرؤيتان تعملان بقوة في الواقع الشبابي السعودي رغم دعاية النظام وإعلامه الذي يزيف حقيقة التمرد داخل صفوف الشباب السعودي ولا يقدم سوى الشباب التائه الذي بلا عقيدة سياسية أو رؤية ثقافية.
ثالثاً: أكد الخبراء أيضاً أن الفتيات بالسعودية يعانين معاناة شديدة، حيث أثبتت الأبحاث أن 70% من المتعلمين بالمملكة سواء في المدارس أو الجامعات من الفتيات، ورغم ذلك لا نجد ترجمة لهذه النسبة في سوق العمل، بل تحرم الفتيات منه بحكم الثقافة الوهابية المتشددة والمتخلفة التي تنظر للمرأة نظرة متدنية، وتعتبرها مجرد عبء وعورة وهو الأمر الذي ولد مشكلات اجتماعية خطيرة داخل المجتمع السعودي، قد تؤدي إلى انفجار إنساني وأخلاقي وسياسي قريباً، نتيجة القهر والفساد من ناحية والنظرة المنحازة ضد المرأة من ناحية أخرى.
* هذا وقد شارك في الندوة كل من أ.د. عبد اللطيف محمود أستاذ ورئيس قسم أصول التربية بجامعة حلوان ـ د.أحمد عبد الدايم أستاذ التربية بجامعة عين شمس ـ د. عواطف أبو شادي أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ـ د. داليا الأنصاري الباحثة المتخصصة في الشئون السعودية ـ د. فتحي حسين: كلية الإعلام جامعة القاهرة ـ د. رضوان أنور ـ أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية ـ أ. فاروق العشري أمين التثقيف بالحزب الناصري ـ د. علي أبو الخير الخبير في شئون الجزيرة العربية ـ أ. تامر دياب الكاتب الصحفي بجريدة المسائية ـ د. فكري عبد المطلب الخبير السياسي ـ د. خالد محي الدين الباحث في شئون المعارضة السعودية ـ وفاء جمال الدين الإعلامية السابقة في قناة (الناس) السعودية والتي روت تجربتها المُرة مع هذه القناة التي أكلت حقها وحقوق زميلاتها باسم الإسلام ـ فضلاً عن لفيف من الخبراء والسياسيين.
* هذا وقد قامت صحف (الدستور ـ المصري اليوم ـ الموجز ـ الغد ـ والعديد من المواقع على شبكة المعلومات الدولية بتغطية فاعليات الندوة والتي وستصدر قريباً في كتاب واسع الانتشار عن مركز حجازنا للدراسات والنشر.