باراك أوباما لا يختلف في سياسته تجاه الشرق الاوسط، والموقف من ايران عن السياسة التي تتبعها ادارة بوش، او حتى عن سياسة خصمه المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة جون ماكين، هذا ما ابرزته صحيفة واشنطن بوست في افتتاحية عددها الاخير، في حين ركزت صحيفة واشنطن تايمز على ابعادالموقف المتشدد الذي يتخذه أوباما من ايران، باعتباره سدا في وجه منافسه حتى لا يهاجمه من هذه النقطة.
ونشرت صحيفة واشنطن بوست افتتاحيتها تحت عنوان «اوباما والشرق الاوسط» تحدثت فيها عن الاعتقاد الذي ساد اثناء السباق الديموقراطي من ان اوباما سيقدم تصورا مختلفا للسياسة الخارجية، لاسيما في الشرق الاوسط، نظرا لنظرته التحررية، بيد ان اوباما فاجأ الجميع بعد فوزه بترشيح الحزب، بإلقاء خطاب مهم حول مخطط سياسته بالشرق الاوسط، لم يختلف كثيرا عن سياسة الادارة الاميركية الحالية او حتى عن سياسة منافسه الجمهوري ماكين.
ولا ترى الافتتاحية في موقف اوباما «ما يعيب»، بل على العكس تراه «دلالة على اجماع قادة الحزبين على المصالح الاميركية المهمة بالشرق الاوسط، وعلى ان الحلول المنطقية للدفاع عنها محدودة».
ثم تتطرق الافتتاحية الى الخطاب الذي ألقاه أوباما امام لجنة العلاقات العامة الاميركية ــ الاسرائيلية (ايباك)، حتى انه اضطر في ما بعد الى توضيح ان دعمه لعدم تقسيم القدس لا يعني استثناءه القدس من المفاوضات.
وتوضح الافتتاحية ان اوباما كان اظهر تشددا بشأن ايران، وتراجع عن استعداده للقاء الرئيس أحمدي نجاد، بقوله ان اللقاء سيكون مع «القائد الايراني المناسب في الزمان والمكان اللذين احددهما في حال اذا كان ذلك يخدم المصالح الاميركية»، ليؤكد بذلك رأي الادارة الاميركية الحالية في ما تمثله ايران من خطورة.
وتوضح الافتتاحية أن أوباما لن ينتهج اسلوبا جديدا لوقف ايران، وانما سيتبع اسلوب الرئيس بوش في تقديم حوافز اقتصادية وسياسية مقابل انهاء برنامجها النووي، والتهديد بالمزيد من العقوبات الصارمة اذا رفضت الاستجابة مثل وقف تصديرها للنفط، والعراق مازال يمثل فجوة في سياسة اوباما، اذ استخدم معارضته للحرب منذ البداية لتميزه عن منافسيه كلينتون وماكين، بيد انه بذلك يتمسك بفكرة قدمها منذ عام، حينما كان يعتقد ان بقاء القوات الاميركية يزيد الوضع سوءا في العراق، وتختتم الافتتاحية بقولها ان اوباما قد يزور العراق، بما قد يهيئ له الفرصة لصياغة سياسة جديدة قائمة على دعم انخفاض معدلات العنف.
التصدي لماكين
وفي سياق متصل، نشرت «واشنطن تايمز» افتتاحية تحت عنوان «اوباما وايران»، قالت فيها ان خطاب اوباما امام اللوبي اليهودي كشف انه لن يسمح لمنافسه جون ماكين بمهاجمته بدعوى انه متهاون مع ايران.
وتضيف: ان ايران تمثل خطرا بمحاولتها الحصول على سلاح نووي، وانه سيعمل على انهاء هذا الخطر، وقالت: انه وعلى الرغم من لهجته الحاسمة طمأن اوباما ايران الى موضوع تواجد القوات الاميركية في العراق، ودعا ثانية الى سحب القوات، لكنه لم يحدد ما اذا كان هذا الانسحاب سيراعي الاوضاع الحالية، وتكمن اهمية ذلك في ان قوات الحرس الثوري الايراني متورطة في تسهيل مرور القذائف والصواريخ الى الميليشيات العراقية الشيعية.
ولفتت الافتتاحية الى ان اوباما عارض التعديل القانوني لوصف الحرس الثوري الايراني بأنه منظمة ارهابية، فكيف سيكون موقف اوباما الاخير؟ هل سيظل اوباما الذي تعهد بانهاء الخطر الايراني ام يعود اوباما الذي رفض وصف الحرس الثوري بالمنظمة الارهابية؟