حذرت عناصر غير مدنية مؤيدة لـ”حزب الله” و”حركة أمل” من ان دولا اجنبية وعربية تضع كل ثقلها في مؤسسة الجيش اللبناني للتقيد بقرارات الحكومة الشرعية دون سواها من المسؤولين الآخرين او الأحزاب والتيارات “الهجينة” التي لا علاقة لها مباشرة بلبنان ، مشيرة الى أن تلك الدول تستعجل تسليح الجيش بكل ما يتناسب مع ما تحتويه ترسانة “حزب الله” من السلاح المتطور وخصوصا مد المؤسسة العسكرية بطائرات هليكوبتر هجومية وسربين او ثلاثة اسراب من المقاتلات الجوية الامريكية والأوروبية قبل ان تكشف خططها للبدء بتنفيذ القرار 1559 الداعي الى تجريد “حزب الله” والميليشيات الأخرى من أسلحتها.
وذكرت صحيفة السياسة الكويتية أن “هذا ما كشف عنه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اول من امس من القصر الرئاسي اللبناني في بعبدا بطريقة تمويهية حين أكد على إحياء الدولة اللبنانية القوية والمستقلة ومساعدة الجيش اللبناني ضمن إستراتيجية دفاعية من خلال حوار صادق بين اللبنانيين في محاولة منه لطمأنة اللبنانيين الى ان خططا لتسليح الجيش قائمة على قدم وساق”.
واضافت ان ساركوزي المح الى ان ذلك سيكون بعد “الإيحاء الى حزب الله وايران بأن هذا التسليح لن يكون خارج الاتفاق معه على استراتيجية دفاعية وبالتالي فهو ليس موجها ضده تحديدا، فيما واقع الحال في اعلان ساركوزي هذا يؤكد اسباب زيارتي مساعد وزير الدفاع الامريكي اريك ادلمان وقائد المنطقة العسكرية الوسطى الامريكية الجنرال ديفيد بترايوس وغيرهما من مسؤولين في ادارة جورج بوش والكونغرس خلال الاسابيع القليلة الماضية وخصوصا بعد اجتياح حزب الله بيروت واطراف الجبل”.
واضافت ان الزيارات انطوت على مفاوضات جادة حول متطلبات المؤسسة العسكرية اللبنانية من السلاح لمواجهة الفصائل المسلحة على اراضي لبنان، ومن ضمنها اقتراحات عسكرية أمريكية بمدها بأنواع استثنائية من السلاح المطلوب خصيصا لتنفيذ هذه المهمة التي وعد المقربون من نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني بأن يجري تطبيق بند نزع السلاح قبل نهاية هذا العام، اي قبل انتهاء ولاية بوش في يناير المقبل”.
وذكرت اوساط دفاعية عسكرية بريطانية ان واشنطن حثت الحكومة البريطانية على المشاركة العملية في الجهود الأمريكية الفرنسية والأوروبية (الالمانية والايطالية والاسبانية خصوصا)، وبسرعة، لتسليح الجيش وقوى الأمن الداخلي اللبناني حيث اضطرت حكومة غوردون براون في لندن الاسبوع الماضي الى الاعلان على وصول مبعوث دفاعي عسكري بريطاني الى بيروت اليوم للانخراط في “المعمعة الغربية لتطوير القدرات الحربية للجيش اللبناني تمهيدا لقيامه هو بمهمة تطبيق القرارات الدولية، بعدما ابدى قادة عسكريون لبنانيون كبار وكذلك مسؤولو وزارة الدفاع استعدادهم الكامل لتنفيذ هذه المهمة قبل مطلع العام المقبل”.
وتشمل المساعدات العسكرية الغربية للبنان تدريب ما بين 50 و100 ضابط طيار لبنانيين على انواع مختلفة من المقاتلات الجوية في الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية، حيث تقول معلومات وزارة الدفاع البريطانية، ان بعض هؤلاء الضباط وصلوا فعلا الى واشنطن وباريس وبرلين وروما ومدريد في مطلع مايو الماضي للقيام بالتدرب على تلك المقاتلات الذي لا يتطلب اكثر من 3 – 5 اشهر (حتى نهاية سبتمبر) .