قامت قوات الأمن الخاصة البحرينية, بالإضافة إلى ميليشيات مدنية, بمهاجمة الحضور في ندوة عامة كانت ستقام في الساعة الثامنة و نصف مساءا يوم 5 يونيو 2008 في منطقة بلاد القديم التي تقع على أطراف العاصمة المنامة. وحسب بيان لمركز البحرين لحقوق الانسان وصل لـ “وطن” نسخة منه كان من المفترض أن يكون من ضمن المشاركين في الندوة مجموعة من النشطاء السياسيين و الحقوقيين, و كان سيتم مناقشة ما سيتم العمل به في شأن العريضة التي وقع عليها 54 ألف مواطن و التي تطالب رئيس الوزراء بالتنحي عن منصبه، و ذلك لمسئوليته عن الانتهاكات الجسية لحقوق الإنسان على مدي 37 من رئاسته للوزراء
و حدث الهجوم قبل ساعة من بدء الندوة و قد أصيب العديد من الحضور و كذلك القي القبض على آخرين. و من ضمن المصابين مجيد جعفر القطان (26 عاما) من قرية النبيه صالح و هو في حالة حرجة, حيث انه دخل في غيبوبة نتيجة لكسر في الجمجمة على اثر إصابته بطلقة مطاطية أطلقت عليه من مسافة قصيرة.
و طبقا لشهود العيان, أن مجيد سقط أرضا فاقدا الوعي اثر تلقيه الرصاصة مطاطية، و من ثم أخذت عناصر من قوات الأمن الخاصة في ركله وضربه. و في وقت لاحق قام أصدقائه بأخذه إلى المستشفى, حيث كان مصابا بكسر في الجمجمة, و تورم في العين اليمنى, وكدمات و تكتل للدم في جمجمته مما افقده الوعي. و تم وضع مجيد تحت الملاحظة حتى يوم 8 يونيو, حيث أجريت له عملية جراحية في الرأس.
و في تاريخ سابق, قامت السلطات بتحذير مأتم كرباباد, حيث كانت ستقام الندوة ايضا, بأنه غير مسموح لهم بإقامة أي ندوة ، حيث كان مقرر لها أن تقام في يوم 25 ابريل 2008. و قد صرح لهم احد ضباط الأمن انه إذا اضطررنا, فسنقوم بالتدخل بالقوة لمنع الندوة. و قد اخبر منظمو الندوة مركز البحرين لحقوق الإنسان أن هذه التهديدات صدرت من رئيس قسم شرطة مركز المعارض في يوم 24 ابريل 2008.
و من المعروف أن قوات الأمن الخاصة قامت مسبقا بمنع ندوات عديدة, على سبيل المثال في عام 2006 قامت بمنع ندوة حيث كان سيتم عرض مشاهد من تسليم العريضة الشعبية التي تم إرسالها للأمم المتحدة ووقعها 83 ألف مواطن, و التي كانت تطالب بدستور جديد. و قد استخدمت قوات الأمن العنف بالرغم من أن من ضمن المشاركين بعض من أعضاء مجلس النواب. و في مناسبة أخرى قامت قوات الأمن الخاصة بمهاجمة بعض المتظاهرين في منطقة المالكية, حيث أطلقوا رصاصات مطاطية و قنابل مسيلة للدموع. و قامت قوات الأمن بمهاجمة ندوة آخر في قرية النويدرات في العام الماضي, حيث تجمع العديد من الرموز السياسية تضامنا مع الأستاذ حسن مشيمع, الأمين العام لحركة حق, و الأستاذ عبد الهادي الخواجة, رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان, و اللذان مثلا أمام المحكمة لإلقائهما محاضرة انتقدا فيها الحكومة.