فرح الشعب في الوطن وفي الشتات وأسعدتهم هذه المبادرة الطيبة التي أطلقها السيد الرئيس أبو مازن ” وتلك الأجابة السريعة من السيد اسماعيل هنية وكان هذ كافيا لتهدأ النفوس وما عاد أحد يطيق أن يسمع صوت نشاز يعكر صفو أحلامنا في مستقبل مشرق لشعبنا وقضيته العادلة
والآن وبعد أيام واستنفذت المبادرة تفاعلها العاطفي والوجداني جاء دور العقل ليتوقف أمام الحقائق بكل جد وصدق لكي يتقدم الجميع نحو الهدف الذي يصبوا اليه كل أبناء الوطن
ما أسهل القول ( لا غالب ولا مغلوب )وما أجمل أن تكسب رضى الله بقولك(العفو عند المقدرة )
وهذا كلام جميل نظريا ولكن على الأرض كيف ستتم ترجمته .!!
وهل فقط بأجرائات مثل إعادة المراكز والمواقع والمؤسسسات الرسميه والأتفاق على البرنامج السياسي وغيره من الأمور المطروحة للنقاش كأصلاح منظمة التحرير وإنخراط الجميع فيها .!
وهي نقاط جوهرية أعتقد أنها ستأخذ حيزاً كبيراً في الحوار ولا نريد هنا ان نكون معلمين لأحد
وكلنا ثقة بأن المتحاورين على درجة عالية من الوعي السياسي والوطني .
ما أسهل ان تعود الأمور من خلال رعاية أخوية عربية (هذا لك وهذا لي) وإجراء إنتخابات وتكريس وضع ديمقراطي عظيم ويعيش بعدها شعبنا في (تبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات) على رأي اخوانا المصريين” .!
هنا فليسمح لي من يهمهم الأمر ان الأمر ليس بهذه السهولة حتى لو وصلنا الى حل كل القضايا
وهو أمر ليس بالمستحيل ، بعد ان ترسخت لكلي أطراف الخلاف أن لا فائدة مرجوة من أحد من خارج الوطن أيٍ كان مهما كان بقدر( ما حك جلدك الا ظفرك ) وأهل مكة أدرى بشعابها .
هناك ما هو مهم وما هو أهم رغم أن كل القضايا مهمة الا ان مسألة ربما ترتكز عليها جميع المسائل لا بل في حلها يسهل معها حل بقية المسائل ، وفي تركها ربما ينهار كل شيء
وهي مسألة لا يجوز تأجيلها على إعتبار أن عامل الوقت كفيل بها ..!
” أوحسب رأي البعض ( بقليل أو كثيرٍ من المال ينتهي الأمر ) .!
ربما أن هناك أمور او أشياء في حال إعادتها الى ما كانت عليه .” ينتهي الأمر” وهذا ممكن “
ولكن هناك ما هو أهم من الأشياء ” فهناك قضايا ليست أشياء بل هي أسماء “
أٍسماء لأشخاص من لحم ودم من البشر الذين خلقهم الله وكرمهم كبقية خلقه
منهم من قضى نحبه ومنهم من قُضي على مستقبله وهنا مربط الفرس
ومن يملك الحق بقول هذا.! وهل أنا أو أنت ممن لم يصيبنا ما أصاب هؤلاء .!
أنهم ((أصحاب الحقوق الشخصية والأنسانية )
(( في الصراحة راحة ))
..وهي كلمه نقولها بكل صراحة وجديه وهي موجهة الى من يهمهم الأمر..
( يا من ستلتقون من أجل الوطن نقول لكم واسمعوها جيداً )…
كل كنوز الدنيا ستحط رحالها على الدنيا وسترحلون كما يرحل الفقراء وحتى الأثرياء بأكفانهم ولا يأخذون من متاع الدنيا شيء “” لا تعلنوا براءتكم من الأخلاق ” ولا تبنوا قصوراً من الأوهام ” فكل الحقائق ساطعة كسطوع الشمس
إياكم والتلاعب بالألفاظ أو التحايل على بعض الأمور المفصلية فغرس الرؤوس في الرمال لا يجدي ولا يعيد لكم مجداً فقدتموه ” أو عزا ً تلهثون خلفه” فوالله انكم هالكون ولا يبقى الا وجه الله الذي ستقفون أمامه بما تحملون من آثام أو إحسان ” فقفوا وفكروا هداكم الله .
(( الحوار ))
سيبدأ الحوار وربما تهدأ نفوس القادة السياسين من كلا الطرفين وربما نراهم وهم يتيادلون المصافحة والعناق وسنفرح لهذا المشهد العظيم ” وتبدأ المحادثات وتشكل اللجان ويسهرون الليالي للوصول الى اتفاق ما ” وربما تكون القضية السياسية من أعقد القضايا التي سيتم طرحها للبحث وربما يخرج الجمع بقواسم مشتركة في مجمل القضايا ويا ليتنا نستفيق في ليله فنرى أن الوحدة الوطنية قد رسخت وأعلنت وهذا جُل أملنا ومرادنا و حلمنا كشعب فلسطيني ” ولكن هناك مسألة خطيرة يجب على الجميع وضعها في الحسبان ، ومن المؤكد انها موجوده في عقول الجميع ” وأتمنى شخصيا ً ان تنتهي بيوم وليله دون ترك أي اثر على مجتمعنا الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة هذا القطاع ” ولكن كيف .!
إنهم أصحاب الحقوق”” وهم من شعب عظيم مناضل سجل أنصع صفحات النضال الوطني ، هؤلاء مع تكوينهم العشائري ومن أصحاب الرؤوس الحامية الى درجة الغليان
و خطورتها اذا تأملناها..! تكمن في إنتهاك حق أبنائهم في الحياة في ظل غياب القانون ” وهو امر إذا لم يتم حَلُه يمكن أن تبقى قنابل موقوتة تنفجر في أي لحظة.
ولنتحدث بروح صافية وقلب مفتوح وبكل صراحة بعيداً عن الحرج أو الزيف حتى نصل الى ما يرضي الله في ديننا ودنيانا ونضمن آخرتنا التي هي مئآلنا وموقف لا بد منه
وليعتبر الجميع انها رسالة من ضمير فلسطيني خالص لله ” الا إذا ثبت عكس ذلك .!
(( الوحده هدف كل فلسطيني ))
ما أجمل العودة الى الوحدة والتئآخي والتلاحم من أجل الهدف الأسمى ” وأي شيءٍ أسمى من فلسطيننا وتاجها القدس .!
دعوة وجهها السيد ابو مازن وإجابة رد عليها أبو العبد هنية من غزة
وكان شبه إجماع وطني فيه ترحيب وإرتياح كان واضحا من خلال الردود والتصريحات والبيانات
كيف لا والجميع كان يعيش الأزمة التي ترتب عليها الأنفصال والتفسخ والتشرذم واستقواء الأعداء على شعبنا في غزة هاشم
نعم للحوار ونعم للتفاهم ونعم لأعادة المياه الى مجاريها ولا وألف لا لبقاء الحال على ما هو عليه
ولكن يجب أن ننتبه الى أمور هامة جداً وهي تشغل الرأي العام ، وربما هدأ نفيرها لفترة خلت لأسباب موضوعية .! ولكنها ستطلق نفيرها مع بدأ الحوار وبقوة هذه المرة ولأسباب أكثر موضوعية وخاصة أننا نتحدث عن شريحة من مجتمعنا فقدت أعزاء عليهم من إبن أو أخ أو زوج أو صديق ورفيق درب
وهناك فئة أخرى ممن فقدوا أجزاء من أجسادهم ” وهؤلاء أيٍ كانوا سواء من فتح او من حماس فهم جزء من الشعب الفلسطيني لهم أهل وعيال واقارب ومحبين ”
وإليكم ما يلي ..
عندما نقول وعلى سبيل المثال وهو أمر من الأمور الثابته وطنياً…
إن حق العودة هو حق لا ينتهي بالتقادم ولا يحق لأي كان ان يتصرف به حيث أنه حق شخصي لكل شخص فلسطيني
وهذا المثال أطرحه هنا مثالاً وقياساً على حق الأنسان الذي فقد حياته اولا ً وهو الذي ذهب الى خالقه وقد ترك خلفه ذرية أو اب وام أو عائلة تعد باللآلاف ولهم حق المطالبة به مهما كان مخطئاً
وأيضا حق الأنسان الذي فقد يده أو قدمه أو أي جزء من أطرافه أو من أصيب بالشلل
هؤلاء الناس وبغض النظر عن انتمائاتهم التنظيمية عدا عن كونهم مناضلين
لقد كان قتل للأنفس وهو مرفوض من خالق الأنفس دون حق قانوني ولا شرعي ولا نريد ان ندخل بجدل هنا حول هذه المسألة بقدر ما نريد أن نضعها في سياق الحل والأصلاح
فهؤلاء المغدورين وأهليهم أليس لهم حقوق شخصية .! أليس لهم مشاعر إنسانية .! أليس لهم قلوب وعقول وعواطف وأشجان وكانت لهم أحلام كشباب من حقهم أن يكونوا كبقية خلق الله.!
هؤلاء من ينوب عنهم في الغاء حقهم أو على الأقل في إنصافهم ورد الأعتبار لهم.!
وهنا لا أريد ان أحدد اشخاص بعينهم ولا جهات بعينها بل أعمم المسألة رغم ان الضرر كان على فئة بعينها وفي غزة بالتحديد حيث أستهدفوا وبشكل كبير فكانت مجزرة
وأيضاً في الضفة كانت هناك ممارسات ربما أخذت طابعاً إنتقامياً وهو أمر مرفوض في وضع يُفترض أنه مسيطر عليه من سلطة تعتد وتعتزُ بنفسها وبألتزامها بالقانون وعدم الفوضى والأنفلات الأمني فحصل تجاوزات خطيرة أيضاً
(( إزالة صاعق التفجير قبل كل شيء ))
إن هذه القضية هي من أعقد القضايا التي ستشكل حالة من الضجر والقهر والتداعيات الخطيرة إذا لم يتم بحثها وبشكل مستفيض ووضع آلية وطنية قضائية قانونية عشائرية للوصوال الى انهائها ،
ولهذا فاننا نشدد على هذا الأمر الخطير والهام جدا ً .
كيف يمكن أن نحل هذه المعضلة..! والتي حسب رايي من أهم المعضلات التي ستواجهنا مستقبلاً
إن لم نضع الحلول لها ..
وفي حال عدم الوصول الى حلول جذرية لهذه المسألة فنكون كمن يضيع الوقت والجهد وهذا ما لا نتمناه أبداً .
من هنا فاننا نضع هذه القضية أمام الأخوة القادة الفلسطينيين الكرام على إختلاف تنظيماتهم
وعلى رأسهم الأخ ابو مازن والأخ اسماعيل هنية بأن يسارعوا في وضع آلية للخروج بما يكفل دراسة هذا الموضوع الخطير
كم نتمنى أن لا تكون هذه القضية من اساسها ويا ليت نسمع خبراً بان الجميع يتسامح من أجل الوطن ” ونبدأ صفحة جديده وهذا يكون أروع ما يمكن ” ولكن هل من الممكن ان يحصل هذا.!
ونقف هنا عند قول الله تعالى
( ومن قتل مظلوما جعلنا لوليه سلطاناً في الأرض فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا )
صدق الله العظيم
فهل سيصفح المظلومين ويكونوا كما يحب الله لعباده حقنا للدماء ..!
وأعتقد أنه من الصعب حل هذه المعضلة تنظيمياً ولا حتى محلياً .! لأسباب تداخل القضايا مع المصالح الخاصة للتنظيمين فتح وحماس ” ولا يمكن لأي طرف فلسطيني مهما كان يمتلك القدرة والكفائه أن يتوصل الى حل وخاصة أنا امام حقوق بشرية إنسانية تتعلق بعمق كرامة الأنسان
فالموضوع يتطلب قرارات كبيرة وخطيرة وخاصة اننا بصدد قضايا إجرامية وقتل أنفس
ومن هنا نرى أن يتم الأستعانة بجهود عربية محايدة ومن خلال أشخاص منهم قضاة ومحققين
معروفين بالنزاهة والشفافية والصدق يتناولون جميع القضايا التي ستعرض عليهم
وإيجاد آلية وطنية من شخصيات فلسطينية كبيرة منهم رجال إصلاح وشيوخ وقضاة أيضا وعلى رأسهم مفتي فلسطين “أو أي آلية تعطي ثمارها
وهنا أطرح الموضوع للرأي العام الفلسطيني من أجل النقاش وإبداء الرأي حتى نستطيع تجاوز هذه المعضلة الشائكة ونيسر في الأمور بما يتلائم مع طبيعة المرحلة والتي نتمنى ان نتجاوزها بحكمة وصبر وتعقل بما يخدم قضيتنا الأم قضية فلسطين ” والله الموفق
(وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) صدق الله العظيم
أتمنى أن يأخذ هذا الموضوع حيزاً من إهتمام الرأي العام الفلسطيني وأصحاب الخبرة
والله من وراء القصد
منذر ارشيد