طــــلال بركـــــات
ان اجندة اغلب الفصائل المشاركة في العملية السياسية المزعومة في العراق مقيدة بمدى تأثير الفصائل الاخرى على اداء كل منها باستثناء الفصائل الكردية التي تعتبر نفسها فوق العملية السياسية بأعتبارها صاحبة الفضل الأكبر في احتلال العراق فترى انها اكثر عمالة من المشاركين معها في تلك العملية الى امريكا واسرائيل لذلك ترى من حقها قطف ثمار هذة العمالة ولا بد من الغرف من غير حساب والأخذ من دون عطاء لذلك قامت برهن العملية السياسية المزعومة لصالح اجندتها والهيمنة على مفاصل الدولة العراقية لتحقيق اهداف خاصة بها على حساب مصالح الشعب العراقي لان ايدلوجية تأسيس دولة كردستان مبنية على فكرة دمار العراق ولا يمكن تحقيق ذلك الا على انقاض العراق ولا زالت عمليات الهدم السياسي والاقتصادي والمعنوي لكل مفاصل الدولة العراقية قائمة على الصعيد الداخلي والخارجي ومنها توريط العراق بمشاكل في غنى عنها مع الدول المجاورة مثل تركيا وسوريا بالاضافة الى الدول العربية لابعاد صفة العروبة عن العراق وتسخير وزارة الخارجية لهذة المهمة من اجل تهيئة اجواء سياسية لصالح اجندة الحزبين الكرديين فضلا عن تبريرات الوزيرالواهية بدعواتة المتكررة لابقاء القوات الامريكية في العراق ودورة في ابرام المعاهدة الامنية الطويلة الامد باعتبارة رئيس لجنة المفاوضين السريين الذي يسعى الى ربط مصير العراق ومصالح شعبة بالوجود الامريكي لان قادة الاحزاب الكردية يخشون رحيل قوات الاحتلال من اجل استمرار هيمنتهم على السلطة في العراق، وان سبب سكوت بقية الفصائل السياسية على تجاوزات الكتلة الكردية يعود الى الخلل في تركيبة العملية السياسية المزعومة التي ادت الى هيمنة تلك الكتلة على مفاصل الدولة العراقية فضلا عن استحواذها على مقاعد تفوق استحقاقاتها في البرلمان وفق المحاصصة الطائفية والعنصرية حتى باتت قادرة على خلخلة اداء بقية الكتل بما يحقق اضعافها حتى وان كانت ذات اغلبية برلمانية، وذلك من خلال اللعب على حبال التناقضات والدخول في تحالفات ومساومات وصفقات مع جميع الاطراف لمن يقدم تنازل اكثر وجعل مفاتيح تشكيل أي حكومة عراقية مزعومة بيد الكتلة البرلمانية الكردية، وعدم إمكانية تعيين أي مرشح لمنصب قيادي او اصدار اي قرار سيادي مالم يتم التنازل عن الكثير من الحقوق الوطنية وقبول املاءات مهينة من اجل الوصول إلى النسبة المطلوبة في البرلمان، وقد باتت القيادات الكردية تتعامل مع الدولة العراقية بلغة التهديد بالانفصال كلما تتهيئ ظروف للاستحواذ على مطالب اكبر مستغلين ضعف الكتل السياسية الاخرى ورياح الخلافات التي تعصف بها، ولو كان قادة تلك الكتل متعففين عن المصالح الشخصية والفئوية والعنصرية والطائفية لتصدوا بشجاعة على تمادي الاكراد في الاستحواذ على مصالح الدولة والحد من تجاوزاتهم وجعل حجم استحقاقاتهم لا تتعدى بيان الحادي عشر من اذار الشهير بالرغم من السخاء الذي جاء فية، واذا ما صمموا على الانفصال فليكن لان بقائهم مع الدولة العراقية على هذا الحال اكثر ضرر من الانفصال واذا كان وهم الانفصال الذي يخشى منة قادة الكتل السياسية الهزيلة فأنة في حال حصولة تتحقق فوائد كبيرة تتعلق في عملية توازن بناء الدولة العراقية من غير مطالب مجحفة ولا عوائق تعيق تقدم وبناء مؤسسات الدولة، وان مقارنة مقدار الربح والخسارة او الضرر عند حصول الانفصال بالنسبة للعراق من جهة والكتلة الكردية من جهة اخرى، فعلى الصعيد المحلي الانفصال حتما ولابد ان يكون الى حين لان العراق لايقبل القسمة على اثنين مهما كانت الظروف واختلفت العصور الا ان متطلبات الوضع الحالي تقتضي ازاحة العبئ والتخلص من العبث فى قيم ومصالح العراق التي وصلت لحد الطعن في عروبتة، اما بالنسبة للاكراد لا يزيدهم الامر من شيئ لانهم منفصلين ولم يبقى لهم سوى التسمية والاعلان. اما خسارتهم ستكون قاتلة بسبب فقدان العمق الاستراتيجي للعراق الذي يحمي ظهورهم بالرغم من حالة الضعف والهوان التي يمر بها وسوف لن يبقى هناك خجل لا يقاف تجاوزاتهم السياسية والاقتصادية والعسكرية ابتداء من ترحيل كل من يعبث بالعراق وامنة بل الكل يرحل مع بلاويهم الى مقبرة كردستان المزعومة وغلق الابواب امام تغلغلهم وهيمنتهم على مؤسسات الدولة ومواقعها السيادية التي تربعوا عليها من دون وجة حق وبات يطالبون بتوريثها ثم التصدي لايقاف الزحف على الاقضية والنواحي التابعة لمحافظات الموصل وديالى وصلاح الدين التي يتم الاستيلاء عليها في كل يوم لضمها الى اقليمهم المزعومولا بد من اتباع موقف حازم بشأن محافظة كركوك واحترام الخصوصية التي تتمتع بها تلك المحافظة، فضلا عن انهاء تغلغل قوات البيشمركة في تشكيلات القوات العراقية المسلحة وعند الانفصال ستكون لا لزوم لها بل التخلص من دورها المشبوة في أشعال نار الفتن لكونها المعين الاول للقوات المحتلة في دهم المدن الرافضة للاحتلال وقتل ابنائها بالاضافة الى كونها دليل لجرائم الموساد والمخابرات الايرانية في تصفية العلماء والطيارين وقادة الجيش العراقي وفي النهاية ستتحجم قوتهم النابعة من عزم العراق. اما على الصعيد الاقليمي الانفصال يعني مولد دولة كردية ميتة لان العراق هو المنفذ الوحيد وهو الرئة التي يتنفس منها الاقليم المزعوم وبالانفصال ستتقطع الشرايين التي يتغذي منها ذلك الاقليم فضلا عن طوق الاختناق الذي تفرضة الكماشة التركية والايرانية والسورية بالاضافة للدولة العراقية التي طفح بها الكيل. اما على الصعيد الدولي مهما حاولت القيادات الكردية بالترويج لاقامة الدولة الكردية المزعومة من خلال نشاط المكاتب السياسية في عدد من الدول الغربية بالاضافة الى تسخير السفارات العراقية نتيجة هيمنة الاكراد عليها لخلق اجواء سياسية تهيئ للاعتراف بها ككيان مستقل الا ان الاوضاع الاقليمية والدولية لا تسمح باعتراف دولى لدولتهم المنشودة باستثناء اسرائيل والبعد الجغرافي عنها لا يكفي لتحقيق اي منفذ او متنفس خارجي، اما فيما يتعلق بتعويل القيادات الكردية لتحقيق اطماعهم على سيدهم الامريكي فأن الامل يضمحل بسبب التورط الامريكي في الوحل العراقي نتيجة الضربات الموجعة للمقاومة الوطنية فضلا عن تخوف الامريكان من الانفصال الذي لابد وانة حتما سيقويض العملية السياسية في العراق، في الوقت الذي باتت الولايات المتحدة لا تتحمل اي هزة عنيفة لمشروعها المتعثر الذي تدعي بانة يحمل بشائر الحرية والديمقراطية للعراقيين وليس بالتجزئة والانفصال.
واخيرا هذة العوامل جعلت القيادات الكردية تدرك قبل غيرها بان الوضع الداخلي والاقليمي والدولي لا يسمح بتحقيق ما تتمناة من تأسيس الدولة الكردية المنشودة لذلك يفترض بالقيادات العراقية التصرف بما يملية الواجب الوطني والغيرة العراقية ان وجد لديهم شيئا منها بأخذ المبادرة بادارة اللعبة السياسية بذكاء ووضع حد لتجاوزات القيادات الكردية ولابد من مواجهتهم بشجاعة بل حصرهم في الزاوية الحادة اما السقوط في وحل الانفصال وغلق الابواب او العودة الى تنفيذ بنود بيان الحادي عشر من اذار بالرغم من السخاء الذي فية.
طــــلال بركـــــات