صلاح المختار
حينما قلنا بان المقاومة العراقية الباسلة في الموصل سوف لن تخوض
صلاح المختار
حينما قلنا بان المقاومة العراقية الباسلة في الموصل سوف لن تخوض معركة نظامية مع القوات الامريكية والقوات العميلة منها كنا نقرأ في ستراتجية المقاومة ونذكّر بخططها فقط. والان من الضروري تسليط الضوء على ما يجري في الموصل، فلقد نقلت الاخبار منذ بداية هذا الشهر (الجزيرة مثلا يوم 7/6/2008) معلومات مهمة جدا اهمها مايلي :
1 – ان المقاومة العراقية قامت باستعراص مسلح في مدينة الموصل وفي وضح النهار، شارك فيه مئات المجاهدين وسط تهليل وتكبير اهالي الموصل، الصامدون بوجه الفاشية الاستعمارية الايرانية، ممثلة بفيلق بدر وجيش المهدي، والفاشية الصهيونية ممثلة بالبيش مركة، والفاشية الاستعمارية الامريكية ممثلة بالقوات الامريكية. ربما يطرح البعض السؤال التالي : لماذا قامت المقاومة بهذا الاستعراض العسكري مع ان القوات العميلة والقوات الامريكية مازالت منتشرة في الدينة وحولها؟
2 – جرت محاولة جديدة، وايضا في وضح النهار، لتصفية خائن متعاون مع الاحتلال، هو محافظ الموصل، رغم انه كان محاطا بحماية ضخمة جدا. وهنا ايضا يطرح سؤال مهم وهو : لماذا جرت المحاولة مع علم المقاومة ان العدو مستعد؟
لتوضيح هذه الحالات من الضروري ملاحظة ما يلي :
1 – بعد ان اكملت القوات المعادية عمليتها، والتي حولتها المقاومة الى عملية امنية بعد ان كانت بالاصل عملية عسكرية كان هدفها الرسمي هو تصفية المقاومة في الموصل عبر قتال واسع النطاق، ولهذا وصفناها بانها امنية وليست عسكرية، واصبح هدفها اعتقال او قتل المجاهدين والمناضلين، واستعرضت دباباتها وطائراتها وضخامة عدد جنودها، ودخلت الاحياء واعتقلت وقتلت واستفزت! واستغرق ذلك اسابيع طويلة ومتعبة لقوات العدو، بعد ذلك كله بدأت المقاومة هجومها المضاد، مرة اخرى ليس بصيغة هجوم نظامي بل وفقا لقواعد حرب العصابات، واهمها (اضرب العدو بعد انهاكه) و(انسحب بعد ان تضرب). لقد انتظرت المقاومة فترة كانت كافية، اكثر من اربعة شهور، لانهاك العدو المنتشر نفسيا وماديا، ونشر القلق واليأس بين صفوفه ثم استأنفت العمليات المسلحة ضده وهو مشتت منهك وقلق ويائس.
2 – ان الاستعراض في وضح النهار، بصيغة انتشار مسلح وكثيف في الموصل والسيطرة على المناطق التي تم بها الانتشار لفترة محسوبة، هو عبارة عن مجموعة رسائل منها :
أ – رسالة للقوات العميلة تقول بان المقاومة مستعدة للقتال الان، بقرار منها وبارادتها تماما مثلما كان الانسحاب بقرار منها وبارادتها ووفقا لخطتها، وانها بدأت بلعب دورها في الصراع، لذلك على افراد العدو ان ينتظروا الموت في اي لحظة. وهذه خطوة متقدمة لانها تعبر عن فهم نفسي لطبيعة العدو وقوانين الصراع وكيفية تفتيت ما انشأه العدو من معنويات مزيفة، نتيجة اعداد طويل مبني على الاكاذيب التي تقول بان المقاومة قد ضعفت ولم تعد قادرة على القتال، وبالفعل تعززت هذه الكذبة بعدم مواجهة المقاومة لقوات العدو وهو يهاجم، وانسحابها تكتيكيا، فارتاح افراد العدو وارتفعت معنوياتهم لكن الضربات بدأت بعد تكون هذا الانطباع بالذات. انها خطوة بالغة الذكاء لانها تضع كل خطط العدو المستقبلية امام تهديد منعه من خداع افراده مجددا بالقول بان المقاومة ضعيفة وجعل هجماته القادمة مبنية على معنويات مهزوزة وضعيفة او منعدمة.
ب – والاستعراض رسالة للشعب في الموصل تؤكد على ان انسحابنا كان منظما ووفقا لخطتنا وطبيعة الحرب التي نخوضها فهو عبارة عن خطوة محسوبة بدقة.
ج – وهو رسالة للعدو العميل تقول له انك مهما اعددت من قوى وامكانيات مادية ومهما روجت من اكاذيب فسوف تهزم حتما في معارك نحدد نحن وليس انت مكانها ووقتها.
د – وهو رسالة لامريكا تقول ان الاعتماد على قوات عميلة لا يجدي نفعا وعلى قواتك ان تقاتل المقاومة مباشرة، وبذلك تعيد المقاومة امريكا الى نقطة الصفر وهي انها لا تستطيع تجنب الاشتباك المباشر مع المجاهدين من ابطال المقاومة العراقية. ويجب ان نتذكر بان اعادة امريكا رغما عنها للقتال وعدم السماح لها بالاختباء خلف قوات عميلة هو هدف مركزي من اهداف المقاومة.
3 – كما ان محاولة تصفية المحافظ عبارة عن رسالة للعملاء من محافظين وضباط تقول بان المقاومة سوف تصلكم مهما اختفيتم وراء الدبابات والحماية، وان الهجمات عليكم لن تتوقف ابدا الا بعد معاقبتكم على خيانتكم للوطن.
اذن فان الهجمات في الموصل حدث طبيعي ومتوقع يؤكد حقيقة واضحة وثابتة وهي ان المقاومة العراقية المسلحة كانت وستبقى سيدة الموقف في كل العراق، وانها تعمل وفقا لخططها من حيث خوض المعارك او الانسحاب. وبتأكيد هذه الحقيقة يضاف عامل مهم مؤثر في مجرى الصراع المعقد في العراق وهو ان الاحتلال، ومهما ناور وكذب وصور الوضع على غير حقيقته عبر اعلامه، سوف يصطدم بجدار عال وقوي وهو جدار الحقائق على الاض والتي تفرضها المقاومة العراقية المسلحة.
عاشت المقاومة المسلحة الممثل الشرعي والوحيد لشعب العراق.
النصر او النصر ولا شيء غير النصر.
8 – 6 – 2008