قبل شهور من تركه البيت الأبيض, يجري الرئيس الأمريكي جورج بوش حاليًا مداولات مع الكونجرس بشأن نقل السفارة من “تل أبيب” إلى القدس المحتلة, فيما يعد ضربة جديدة للعرب, خاصًة أن هذه المداولات تأتي بعد أيام من تصريحات المرشح الأوفر حظاً للرئاسة الأمريكية باراك أوباما, والذي قال فيها إن القدس ستظل “عاصمة إسرائيل الأبدية”.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورماك:” إن موقف الحكومة الأمريكية من القدس خاضع للمناقشة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، مثلها في ذلك مثل عشرات القضايا الأخرى مثل الحدود واللاجئين”, مشيراً إلى أن القانون الأمريكي يعتبر القدس عاصمة لإسرائيل وأنه ينبغي البدء في نقل السفارة الأمريكية إليها.
مفاوضات متعثرة
وأكد محللون أن هذا القرار بمثابة “صب الزيت” على النار في موضوع مفاوضات السلام المتعثرة حتى الآن, فدلالاته السياسية أكثر تعقيدًا من مجرد نقل مبنى السفارة من مدينة لأخرى, لأنه يزيد الاحتقان لدى الجانب الفلسطيني والعربي., يُذكر أن “قانون السفارة الأمريكية بالقدس” الذي أصدره الكونجرس في عام 1995 نص على أنه ينبغي الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل, كما يتعين نقل السفارة الأمريكية إليها في موعد أقصاه 31 مايو 1999.
لكن الرؤساء الأمريكيين بداية من بيل كلينتون وحتى جورج بوش الابن دأبوا على تأجيل نقل السفارة من تل أبيب للقدس بموجب قرار رئاسي يصدر كل ستة أشهر بدعوى أن التأجيل يخدم مصلحة الأمن الأمريكي, ويستخدم الرئيس في ذلك حقه الدستوري حيث أن رسم السياسة الخارجية جزء لا يتجزأ من سلطاته التي لا ينازعه فيها أحد حتى الكونغرس الذي يملك في الوقت نفسه سلطة حجب أي تمويل لأي سفارة أميركية في الخارج إلا أنه لم يستخدم هذه السلطة حتى الآن لوقف ميزانية سفارة أميركا في تل أبيب للضغط على الإدارة لتنفيذ قانون نقل السفارة.
وتسمح الولايات المتحدة لسكان القدس، سواء من العرب الفلسطينيين أو الإسرائيليين، أن يستخدموا جوازات سفر صادرة عن “القدس” وليس عن الحكومة الإسرائيلية، لدخول أراضيها كما لا يدون في خانة محل الميلاد بالنسبة للمولودين في القدس دولة إسرائيل بل “مدينة القدس”.