محمد جمال عرفة
القاهرة– مع بدء عرض أفلام موسم الصيف في مصر، ظهرت لافتة “للكبار فقط” على قاعات العديد من دور السينما بسبب جرأتها الشديدة في تناول موضوعات شائكة اجتماعيا ودينيا مثل العلاقات الجنسية والشذوذ وتجارة الخمور.
وحتى الآن نزلت لأسواق السينما المصرية أربعة أفلام هي: “الغابة” و”بيبي دول” و”كباريه” و”الريس عمر حرب” رفعت عليها جميعا راية “للكبار فقط”.
ورغم أن إدارة الرقابة المصرية على المصنفات الفنية يعرف عنها “الانفتاح”، ورفض حجب العديد من المشاهد الساخنة أو الحساسة فإن نقادا فنيين اعتبروا في تصريحات لـ”إسلام أون لاين.نت” أن وضع هذه اللافتات -بقرار من إدارة الرقابة- يكون بمثابة محاولة لتفادي النقد والجدال المتوقع في الشارع حول مضمون هذه الأفلام أو حول السماح بها.
ومع أن لافتة “للكبار فقط” يستغلها بعض المنتجين لرفع قيمة أفلامهم وجذب الانتباه بغرض زيادة الإقبال عليها، يقول نقاد: إن أفلام الصيف الحالي تتناول بالفعل موضوعات تثير قضايا حساسة وقضايا ملغمة ومشاهد صادمة ينتظر أن تثير حالة من النقد الواسع.
وفي هذا الإطار يفترض أن ينقل فيلم “ليلة البيبي دول” الذي صاحبته ضجة كبرى من قبل الشركة المنتجة “جود نيوز” صورة لما جرى في سجن أبو غريب بالعراق من انتهاكات لحقوق الإنسان من قبل جنود الاحتلال الأمريكي.
ورغم أن الفيلم ذكرت صحف مصرية أنه أنفق على دعايته قرابة 30 مليون دولار وأن حاجته لتعويض تلك النفقات ضرورية فإن لافتة للكبار فقط وضعت لتفادي مشاهد لبطل الفيلم نور الشريف -الذي يؤدي دور صحفي- وهو يعذب شبه عار في المعتقل الأمريكي.
“للكبار فقط” وضعت أيضا لتفادي مجموعة من المشاهد الأخرى عن العجز الجنسي لبطل الفيلم محمود عبد العزيز وهو يحاول التواصل جنسيا مع زوجته ويفشل فيسافر إلى الولايات المتحدة للعلاج.
كما أن الفيلم الذي كتبه السيناريست الراحل عبد الحي أديب وأخرجه نجله عادل يتعرض لقضايا سياسية مثل أحداث الحادي عشر من سبتمبر وأثرها على العلاقة بين المسلمين وأمريكا.
“كباريه” الحاج!
ومن الأفلام الجديدة التي تعرض حاليا فيلم “كباريه” والذي يتطرق بشكل أكبر لمنطقة شائكة تتعلق بقضية “ازدواجية التدين والدنيوية” حتى إن صاحب الكباريه الذي تدور حوله أحداث الفيلم يظهر كرجل حريص على الحج والعمرة والصلاة وعدم شرب الخمر رغم أن الكباريه تدار فيه جميع الموبقات!.
ومدخل الجدل لهذا الفيلم أنه يعيد طرح فكرة أجواء عالم الليل التي كانت تركز عليها أفلام مصر خلال فترة الستينيات، بعد نكسة حرب 1967، في صورة كباريهات وخمارات تدور حولها الأحداث.
ويرصد الفيلم -الذي تدور أحداثه أيضا داخل كباريه- مجموعة من النماذج البشرية التي تعاني من ازدواجية في الشخصية بين الخير والشر أو بين الانحلال وبين التدين، وبشكل عام بين حالة الديني والدنيوي.
وتظهر غالبية شخصيات الفيلم وهي تقوم بأعمال منافية للدين، والأخلاق، بحجة توفير أموال لعمل ديني سام مثل الحج أو العمرة، الأمر الذي يتوقع أن يثير موجة من الجدل المجتمعي الحاد حول هذه النوعية من الشخصيات.
فمالك الكباريه همه الأكبر هو السعي لجمع المال بأي طريقة سواء عن طريق بيع الخمور والتغاضي عن كل الموبقات والزنا في الكباريه، إلا أنه يظهر شخصا لا يقرب الخمر أو النساء ويجلس في مكتبه يستمع لأغان صوفية ويشرب العصير ويؤدي العمرة سنويا، إلى جانب التزامه بأداء الصلاة وغيرها من الشعائر الدينية!!؟.
كما يعرض الفيلم في إطار هذه المفارقة أيضا لفتاة الليل (الممثلة السورية جمانة مراد) التي تجمع الأموال من الحرام لوالدتها كي تمكنها من أداء فريضة الحج، علاوة على ذلك فإن الفيلم يظهر عمالا بالكباريه وهم يصلون الفجر، بينما يسعى إرهابيون وانتحاريون لتفجيره.
مشاهد غريبة
ومن أفلام “الكبار” الأخرى بالسوق المصرية فيلم “الغابة” والذي يركز على فكرة أطفال الشوارع ولكنه يتضمن مشاهد تدور حول العلاقات الجنسية والشذوذ والاغتصاب وزنا المحارم وتجارة الأعضاء البشرية من خلال الشباب والأطفال الذين اضطرتهم الظروف للحياة في الشوارع.
وإضافة للأفلام السابقة جاء فيلم “الريس عمر حرب” للمخرج خالد يوسف الذي لم يخل بدوره من مشاهد إثارة جنسية كفيلمه الأخير “حين ميسرة” الذي تضمن مشاهد اغتصاب وشذوذ وجنس.
فقد تضمن الفيلم الجديد مشاهد جريئة أيضا بحكم الاستعانة بنفس بطلة فيلمه الأخير (سمية الخشاب) وبحكم تصوير أحداثه داخل أحد كازينوهات القمار الذي يتردد عليه مجموعة مختلفة من البشر، وتجسد سمية الخشاب من خلاله شخصية فتاة ليل تقوم بمجالسة الزبائن.