بقلم : إبراهيم حسون
اليوم يحتدم النقاش عبر كل وسائل الإعلام المختلفة , حول ولاية الفقيه
بقلم : إبراهيم حسون
اليوم يحتدم النقاش عبر كل وسائل الإعلام المختلفة , حول ولاية الفقيه , فمن يفنّد للشتم والذم ,ومنها للإعتداد بها والدعوة إليها .
ولنقل رأينا , لا لنتبارى في ذم أو شتم أو مديح , ولا للرد على أحد بل للتحليل والتوضيح والتقريب , ولإنزال النقاش من الأبراج التي يعتقد كل منا إنها محصنة , إلى أرض الواقع , ونحللها ونبسّطها لعلنا نصل إلى نتيجة أو مجموعة قناعات مشتركة قد تغنينا عن تلك الإتهامات المتبادلة التي إنْ أوصلتنا إلى شيء فبالتأكيد إلى مزيد من الشقاق … إلى قبائل بل عشائر لا يتعدى أفرادها الألاف إنْ لم نقل إلى عائلات لا يتعدى أفرادها المئات وبذلك نتحول إلى غابة غاية في البدائية والهمجية وأضعاف ما نحن فيه الآن .
لو تمعنّا في الصفحات التي بين أيدينا من التاريخ ,بالرغم مما لحق بها من تزوير وتشويه ودرسناها على علاتها , ومنذ وجد الإنسان إلى اليوم , نجد أن ” الصراع ” مادي وبغلاف روحي إلهي – قواده أصحاب رأي ” متنورين ” أو سابقين لشعوبهم في التفكير , أو متفوقين برأس المال , أو يجمعان الحالتين معاً , أومفكرين , قواد ثورة , على حالة معينة سائدة .
تسود حالة جديدة وبالتالي تفرخ من رحمها إنبعاثات جديدة ترتكز على نفس الأسس لأن الكون لا يستيقظ على قديم , والقاسم المشترك فيها جميعاً ” السلطة والمادة – رأس المال وصاحبه ” وكي لا نطيل ونختصر قدر الإمكان
فمنذ اسطورة قابيل وهابيل , فرز المجتمع بالمعنى المجازي – بين مقلد لفقه الخير, ومقلد لفقه الشر, بين مقلد لآدم , ومقلد لإبليس
والمشكلة الفقهية هنا إنعدام البرهان الحسي لكل فقيه ” الوقتي ” حيث يمسك كل فقيه أتباعه من رقابهم ويدعوهم للإنتظار إلى يوم الدين وقيام الساعة , إذ لابرهان حسي قبل ذلك , ولا خيار لك , إلا رفض كل الملل الموجودة وهذا إحتمال بعيد , فإنك بذك تكون قد قُدت ثورة , وكوّنت ملة جديدة تُعمد نفسك عليها فقيهاً وتدعو الناس للتقليد .
وبإسم الفقيه كان فرعون (( الإله ))
وبإسم الفقيه دعى موسى “ع ” الناس إلى ترك فرعون وخرج بمقلديه من مصر .
وبإسم الفقيه أمر (( الإله )) بحرق وقتل من هم غرب النهر ليكون جنة الله الموعودة لمقلديه الجدد
وبإسم الفقيه خرج زرادشت وكنفوشيوس ويحيى الصابئي
وبإسم الفقيه خرج السيد المسيح ”ع ” وخرج السيد محمد النبي “ص” وكلهم خرجوا من رحم الذين سبقوهم , قواد ثورة تصحيح لأخطاء فقهية ” فقيه جديد”
وبإسم النظرية الفقهية الصحيحة المستقيمة , ذبح وصلب المعارضون من اسطورة آدم إلى يومنا هذا , في صراعٍ ” وجوديٍ ” مرير , هو طاحونة فقهٍ تدور, وقودها وقمحها هؤلاء المقلدون أتباع كل ناعق .
ولنكون منصفين وننزل التاريخ عن برجه المثالي الذي وضعناه فيه ولنجعله يلامس أرض الواقع نرى –
أن أصحاب الثورة الفقهية الجديدة وكما التي قبلها , فتحت أحشاء المرجعيات السابقة ومن الصين شرقاً إلى الأندلس غرباً .
وبإسم المرجعية الفقهية , قادت الكنيسة طحناً صليبياً بدأ من الأندلس إلى ضفاف الشرق .
وضمن كل مرجعية فقهية تفرخ كما ذكرنا مرجعية فقهية وهنا الطحن أنكى وأدق رقبة , وأشد شراسة , وكذلك من اسطورة آدم إلى النبي محمد “ص” وإلى يومنا هذا .
وعلى أرضية صراع الولاية الفقهية ومرجعيتها , كان القتل على امتداد الساحة الأوربية المسيحية وكذلك على امتداد الساحة الإسلامية .
وتحت هذا اللواء , فرخت الأرثوذكثية , والبروتستانتية , والكاثوليكية – شرقية وغربية على سبيل المثال لا الحصر هؤلاء جميعاً مقتنعون , أن طائفتهم هي الناجية والباقي إلى جهنم . وبإسم الولاية الفقهية وتحت لواءها كانت – السنة , المالكية , والشافعية , والحنبلية , والحنفية – الوهابية – والتيمية إلخ…/ والشيعة , الاثني عشرية , والعلوية الاثني عشرية , والاسماعلية , والزيدية , إلخ … هؤلاء جميعاً ..جميعاً ..واثقون ومتأكدون أن فرقتهم هي الناجية والباقي إلى جهنم وبئس المصير وطبعاً مع الديانات الأخرى – سماوية وغير سماوية . ولكل فلسفته واجتهاداته , وكلها برهانها مؤجل إلى يوم القيامة والدين , والجميع وإن أقروا ظاهراً ومن الإقتناع من عدم استطاعة أي فريق الحسم النهائي على الآخر بضرورة العيش المشترك لضرورة (( عدم استطاعة أي طرف إبادة الطرف الآخر )) ولو استطاعوا لما توانوا لحظة واحدة ولكن موازين الصراع هي الفيصل , والبراهين لكثرتها لاتُحصى .
فبإسم المرجعية الفقهية أبيدت مناطق بالكامل في فلسطين ( فقهية الأرض الموهوبة لشعب الله المختار ” فقهية الأرض والوعد والتفوق” ) ولو استطاعوا إبادة الجميع ما توانوا رفة عين , هذا حاضر نعيشه , وبغض النظرعن الماضي بكله وكلكله
من يفتي , بحلال .. دم , وعرض , ومال الناس الذين لايقلدونه ولا يسيرون في ركبه .. هذا له أتباعه ومناصروه ومقلدوه وهم ملزمون بما يقول .. وهؤلاء هم عند الجميع أقصد ( الفقهاء ) .
كل ما ذكرناه هو غلاف لمضمون واحد أوحد – هو الصراع المادي السلطوي , وبشكل أكثر حصرية – هو الصراع على السيطرة على ( المادة ) وبكل أنواعها – وبتسمية أخرى عبودية كل شيء لسيد واحد .
لقد كان نظام المشاع , ثم الإقطاع , ثم البرجوازية , ثم الرأسمالية مع اشتراكية فاشلة لمجوعة كبيرة من الأسباب , إلى وحدانية رأسمالية أصبحت أكثر وحشية ودموية لتثبيت مرجعية ولاية فقهية جديدة ’ هي عنوان هذه المرحلة الفقهية وولايتها الوحيدة .
فجورج بوش فقيهاً وله مرجعياته الفقهية وهو خاضع لولاية الفقيه وطوني بلير كذلك والرئيس ( المؤمن محمد حسني مبارك ) وجلالة الملك ( خادم الحرمين الشريفين ) وكل الرؤساء والملوك العرب وبدون استثناء كل له مرجعيته , وولاية فقيهه , وليس فقط حسن نصرالله . المشكلة في مكان , وهوية , وهدف , ونظافة الولي الفقيه وهنا لابد من الحديث ولو بكلمة عن ولاية فقيه كتابنا , التي أرجو مخلصاً أن لاتكون الدولار , وأن تكون العقل والوطن والضمير
إن حتمية الصراع – صراع الفقهيات ومرجعياتها – هي البنت الشرعية للمرحلة التي تعيش فيها ” زمان ومكان ” وإن تلونت فهدفها واحد ولو تعددت ” الولايات والفقهاء”
كما الموت , فهو واحد ولو تعددت الأسباب