أخطرت الولايات المتحدة، الحكومة الاسرائيلية بان اي هجوم عسكري على قطاع غزة ردا على اطلاق الصواريخ من القطاع الذي تسيطر عليه حركة ”حماس” من شأنه اي يؤثر على مفاوضات السلام. وأعلنت واشنطن ان وزيرة الخارجية كونداليزا رايس ستزور المنطقة قريبا، بينما بدأ الرئيس السنغالي عبدالله واد وساطة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، قال ان مرحلتها الاولى التفاهم بين الفصائل الفلسطينية على ”موقف موحد” من اسرائيل.
واعلنت الاذاعة الاسرائيلية العامةامس، ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت سيجري يوم الثلاثاء المقبل،مشاروات مع وزير الدفاع ايهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني حول احتمال شن هجوم على غزة. وقال المصدر ذاته انه على ضؤ هذه المشاورات ،ستتخذ اسرائيل قرار شن هجوم واسع ،ولكن محدود، لوقف او على الاقل الحد، من اطلاق الصواريخ على ”اراضيها” او القبول بهدنة مع ”حماس” التي تسيطر على القطاع.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، قد هدد يوم الجمعة بشن ”عملية عسكرية قاسية” في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك: ”نعتقد ان لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”.
واضاف ”لكن فيما يتعلق بالدفاع عن نفسها وتأمين الامن على حدودها وحماية شعبها، فيجب ان لا يغيب عن بال اسرائيل ان اعمالها قد تؤثر على عملية السلام الجارية”.
واوضح المتحدث ان الدعم لحركة ”حماس” في قطاع غزة، سيضعف في حال تم التوصل الى اتفاق سلام (تهدئة) مع ”حماس”. وقال ايضا ”في نهاية المطاف، نحن مقتنعون بانه في حال توصل الاسرائيليون والفلسطينيون الى اتفاق يؤدي الى السلام بين الشعبين (…) فان الفلسطينيين باغلبيتهم سيختارون السلام، سلام عن طريق التفاوض، وسيتوقفون عن دعم المجموعات الارهابية”.
واعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان وزيرة الخارجية كونداليزا رايس ستتوجه يوم 16 الجاري الى الشرق الاوسط و”ستلتقي كبار المسؤولين الفلسطينيين والاسرائيليين لمناقشة التقدم الذي تحقق على الارض لتنفيذ التزامات الجانبين بموجب ”خريطة الطريق” والوضع في قطاع غزة والجهود الجارية للتوصل الى اتفاق هذا العام لاقامة دولة فلسطينية”.
وفي رام الله، اعلن رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض مع اسرائيل احمد قريع عن وثيقة يتم اعدادها بالاتفاق مع الجانب الاسرائيلي، لتسجيل ما يتم احرازه من تقدم في مختلف المسائل.
وقال قريع في مقابلة نشرتها صحيفتا ”الايام” و”القدس” الفلسطينيتان امس: ”اتفقنا مع الاسرائيليين منذ البداية، على ان لا اتفاق حتى يتم الاتفاق على كل شيء. كما اتفقنا على ان لا نتحدث عن تفاصيل هذه المفاوضات في وسائل الاعلام”.
وتابع ”اضف الى ذلك اننا اتفقنا خلال الاجتماعات الاخيرة، على ان نبدأ في كتابة المواقف. فعندما تتحدث مثلا عن الارض تذكر كل القضايا المطروحة بالنسبة للارض، وان يكتب موقفنا وموقفهم من كل قضية، فاذا كنا متفقين على الموقف يكون في جملة او فقرة واحدة، اما اذا كان غير متفق عليه فنقول هذا موقف فلسطيني وهذا موقف اسرائيلي”.
واكد قريع ان ”هناك شيئا قد حدث وشيئا سيحدث بهذا الشأن”.
وردا على اعلان قريع، قلل النائب العمالي والمدير السابق لجهاز ”الموساد” داني ياتوم من اهمية الوثيقة بقوله ”طالما لم يتوصلوا الى اتفاق حول القدس واللاجئين والحدود والمياه والترتيبات الامنية والمستوطنات … فلن يكون لاي وثيقة من هذا النوع اي معنى”.
ولدى معسكر اليمين، اعتبر المسؤول في حزب ”الليكود” سلفان شالوم ان الحديث عن وثيقة الهدف منه ”السعي الى منع وقوع ما هو محتم، اي تنظيم انتخابات مبكرة”. وقال النائب اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان من حزب ”اسرائيل بيتنا” انها ”مناورة يقوم بها رئيس الوزراء ايهود اولمرت لضمان استمراره في موقعه السياسي”. واضاف ان ”الحكومة المقبلة لن تعترف بهكذا وثيقة”.
وعن طبيعة الاتفاق الذي يسعى اليه الطرفان قال قريع ”اتفقنا على اننا نتحدث عن اتفاق شامل وليس اعلان مبادئ”. وكان الاسرائيليون تحدثوا من جانبهم عن السعي الى ”اعلان مبادئ”.
ومن ناحية اخرى، بدأ الرئيس السنغالي عبدالله واد وساطة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وقال المتحدث الرسمي الحاج امادو سال خلال لقاء مع الصحفيين ان ”رئيس الجمهورية بدأ وساطته، المرحلة الاولى من وساطته، بين الاسرائيليين والفلسطينيين”.