بعد خروج هيلاري كلينتون من السباق على ترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية بدأ الديمقراطيون الأحد تضميد جروح المنافسة في السباق والتكهن بشأن الشخص الذي سيقع عليه اختيار باراك أوباما ليخوض الانتخابات معه مرشحا لمنصب نائب الرئيس. وأنهى أوباما الذي ضمن الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة مسيرة حملته الانتخابية وبدأ الاستعداد لجولة في البلاد في إطار سباقه مع مرشح الحزب الجمهوري المفترض جون مكين في نوفمبر تشرين الثاني.
وسيكون قرار أوباما الرئيسي التالي هو اختيار مرشح لمنصب نائب الرئيس ليخوض معه الانتخابات. وتحظى كلينتون التي أنهت حملتها الانتخابية رسميا أمس السبت وألقت بثقلها وراء أوباما بمساندة قوية من بعض أعضاء الحزب لكن يستبعد كثيرا أن تكون المرشحة الوحيدة المحتملة.
وقالت ديان فينستاين العضو الديمقراطي بمجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا لشبكة (إيه.بي.سي) التلفزيونية “لا أحد يفيد بطاقة الترشيح بقدر ما تفيدها هيلاري كلينتون.”
وأشارت فينستاين التي استضافت لقاء خاصا بين أوباما وكلينتون مساء الخميس إلى الإنجاز الذي حققته كلينتون بالفوز بزهاء 18 مليون صوت خلال السباق على الفوز بترشيح الحزب ونجاحها بصفة خاصة بين النساء والديمقراطيين من الطبقة العاملة.
وقالت “أعتقد أن لديها فرصة لكن الأمر يرجع إليه. سوف يستغرق الأمر بعض الوقت. الجراح ينبغي مداواتها وهي بسبيلها للمداواة.”
وتوارت كلينتون السيدة الأولى السابقة وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك عن المحافل العامة لكنها كانت قد طلبت من مؤيديها في الماضي ألا ينظموا حملة لترشيحها لمنصب نائب الرئيس.
وقال هاوارد وولفسون مدير الاتصالات في حملة كلينتون لشبكة (سي.بي. اس) التلفزيونية “ليس منصبا تسعى إليه وليس منصبا تخوض حملة من أجله. لكنها أوضحت بجلاء خلال الحملة وفي الوقت الحالي أنها ستفعل كل ما في وسعها وكل ما يطلب منها.”
ومن الأمور المعتادة أن يقول المرشحون المحتملون لمنصب نائب الرئيس إنهم لا يسعون إلى المنصب بل ولا يفكرون فيه وذلك ضمن تقاليد يتعين عليهم اتباعها. وقليلون هم من يقولون بالفعل إنهم سيرفضون إذا عرض عليهم المنصب.
والتزم بعض ضيوف برامج الحوار التلفزيونية اليوم الأحد بتقاليد المرشحين لمنصب نائب الرئيس.
وقال جيم كين حاكم ولاية فرجينيا الديمقراطي لشبكة فوكس نيوز التلفزيونية “أنا لا أتوقعه (الترشيح)… سيكون الرفض صعبا بطبيعة الحال على أي أحد في هذه الظروف.”
وقال زميله الديمقراطي في فرجينيا السناتور جيم ويب لشبكة (سي. بي.اس) “سأترك هذا لباراك أوباما. يسعدني أن أقدم إليه كل ما يمكنني من نصائح ودعم. لا أتطلع في حقيقة الأمر إلى هذا الموقع.”
وقال تيم باولنتي حاكم مينيسوتا الجمهوري لشبكة فوكس نيوز “سيكون شرفا أن يذكر اسمي وشرفا أن يطلب مني. سيكون رفض ذلك أمرا صعبا لكن ليست لدي أي خطط.”
ولم يفز الديمقراطيون بأصوات ولاية فرجينيا في أي انتخابات رئاسية منذ عام 1964 بينما لم يفز الجمهوريون بأصوات مينيسوتا منذ عام 1972. لكن كل من الحزبين يعتقد أنه يستطيع الفوز بأصوات الولايتين هذا العام.
وليحقق أوباما الفوز في الولايات التي لا يغلب فيها التأييد عادة لأي من الحزبين سيتعين عليه مواصلة الحصول على تأييد المستقلين كما فعل في سباق الفوز بترشيح الحزب والحصول أيضا على مساندة الملايين الذي أعطوا أصواتهم لكلينتون والذين اشار عدد لا بأس به منهم إلى خيبة أملهم لهزيمتها وإلى أنهم يفكرون في إعطاء أصواتهم لمكين.
وقال تيم كين حاكم فرجينيا “من الواضح أن وحدة الحزب من أهم العناصر التي سيزنها فريق أوباما أثناء اتخاذ قراره بخصوص نائب الرئيس.”
وطلبت كلينتون من مؤيديها في خطاب الوداع مساندة أوباما كما أشارت إلى المنافسة التاريحية بين أول مرشحة جادة لمنصب الرئاسة وأول رجل أسود يحتمل أن يفوز بالمنصب.
وقالت فينستاين “بمساعدة السناتور كلينتون سيحتاج إلى التواصل مع مؤيدي كلينتون ويحتاج إلى طمأنتهم مجددا على ما ينوي أن يفعله في برنامجه للتغيير لأن المقارنات مع مكين صارخة جدا.”