فإنني أقدم شكري لدائرة صحة محافظة نينوى ، بوصفها دائرة رسمية من دوائر حكومة الاحتلال الحالية ، التي اعلنت عن تسلّم دائرة الطب العدلي في المحافظة :
( لبقايا أشلاء عشرات الجثث المسلوبة الهوية ، التي تعود لمعتقلين عثرت عليها القوات الحكومية في أكبر مقر كانت البشمركة الكردية تشغله قرب دائرة الكهرباء في حي ” التنك ” في الجانب الأيمن من مدينة الموصل ) !! . ومن المعروف أن هذه المنطقة تسكنها أغلبية عربية مطلقة من أبناء العشائر العربية المعروفة في العراق وسوريا والسعودية والأردن ودول الخليج العربي .
دعا مدير دائرة الطب العدلي في محافظة نينوى :
( جميع العائلات الموصلية التي فقدت أحدا من افرادها ، أو لديها مخطوفين ، أو معتقلين لدى قوات البيشمركة الكردية لمراجعة الدائرة للتعرف على جثث ــ أو ماتبقى من جثث ــ ابنائها ) !! .
واذا كان ومازال اهالي نينوى ، كما بقية العراقيين ، يعرفون منذ ايام الاحلالين الأولى ان جرائم الإغتيال والإختطاف ، والإعتقالات العشوائية ، تقوم بها ميليشيا ( البيشمركة ) الكردية التابعة ( لجلال الطالباني ) و( مسعود البرزاني ) ، وليس ( العصابات ) أو ( الإرهابيين ) التي تدعي وسائل إعلام حكومة ( ملا فسيفس ) إنتشارها بسبب غياب ( أمن ) أول من يخترقه هم مسؤولو الأمن ومنهم مثالا موثقا سيئا:( خسرو كوران ) رئيس الفرع ( 14 ) لحزب ( البرزاني ) ونائب الإمعة محافظ نينوى !! .
فاليكم شهادة جديدة على جرائم جديدة ( للبيشمركة ) ، يوثقها شاهد عراقي ، فيقول :
( تمت سرقة سيارتي من مدينة بغداد ، وقمت بالتحري عنها في منطقة ” البتاويين ” ، وهي منطقة فيها فنادق ينزل بها اكراد عادة ، يقومون بجمع مايسرقونه ويتوجهون به في قافلة موحدة من عشرات السيارات الى اقليم كردستان .. وبعد جهد جهيد علمت من احد الأكراد بأن سيارتي موجودة في ” السليمانية ” ــ معقل ( الطالباني ) ــ علما بانني قدمت بلاغا في مركز الشرطة .. وأمر القاضي كافة السيطرات بالقبض على السيارة وسائقها وإحضارهم امام العدالة ولكنهم هربوها الى “السليمانية” .. )
( واخذت امر القاء القبض وسافرت الى السليمانية ، حيث لي اصدقاء ، وبدأت ابحث عن السيارة حتى وجدتها في كراج دار سكنية ، وقمت بتصويرها بكاميرا الهاتف واخذتها مع اصدقائي الأكراد الى مركز للشرطة واعطيتهم امر القاء القبض الصادر من العاصمة بغداد ، ومعه صور الدار السكنية ورقهما والموجودة سيارتي فيها ، فأخبروني بأنه سيتم احضار السيارة يوم غد .. واخذوا عنوان الفندق الذي اسكنه ورقم تلفوني ، واتصلت بأهلي في بغداد واخبرتهم اني سأعود غدا مع السيارة .. ) .
والى هذا الحدّ تبدو الأمور طبيعية في معقل السيد الرئيس ( جلال الطالباني ) : مدينة ( السليمانية ) ، ولكن يستمر الشاهد في سرد شهادته عن عراق اليوم ( الجديد ) ، فيقول :
( في تمام الساعة الحادية عشرة مساءا حضر عدد كبير من الأشخاص الى غرفتي واقتادوني مقيدا الى سيارات تقف في باب الفندق ، ولأنني خدمت في العسكرية سابقا ، عرفت انهم يتجهون بي الى سجن ” قله جولان ” ــ حيث المقر الرئيس” لجلال الطالباني” ــ وبدأ التحقيق معي من قبل ضباط اكراد بتهمة ” الارهاب ” ، وبداوا يساومونني بين التعذيب القاسي الذي استمر اربع ساعات او دفع مبلغ 200000 مائي الف دولار امريكي !! . ولأنني شيعي عربي من بغداد، فقد طلبت منهم الموافقة على الاتصال بأهلي لتأمين الفدية ، فطلب احدهم ان اخبر اهلي بأنني مخطوف من قبل المقاومة العراقية !! . وانني الآن في منطقة ” الغزالية ” في بغداد ، التي تسكنها اكثرية سنية !! وبعد ان اتصلت باهلي اخذوا التلفون مني .. )
( وضعت في زنزانة بدون شبابيك مع مخطوفين عربا سنة من ” الأعظمية ” في بغداد ومن الموصل من جامعة الموصل ، من طلاب كلية الطب والهندسة ، وكان عددهم ” 16 ” سجينا امضوا” 3 -4 ” سنوات ويظنون انهم معتقلين لدى الحكومة في بغداد ، فاخبرتهم انهم في ” السليمانية ” وفي سجن ” قله جولان ” ، وكانت قد اختطفتهم سيطرات ترتدي لباس الجيش العراقي ومغاوير الداخلية ، وقد سدد اهاليهم مبالغ طائلة للخاطفين ولم يفرج عنهم بعد .. )
( قام اهلي ، مع وسطاء اكراد ، بعد اربعة ايام بدفع مبلغ 120000 مائة وعشرين الف دولار في مدينة بغداد .. وفي مقر وزارة الداخلية .. وفي مكتب الوكيل حسين كمال وتم اطلاق سراحي .. ومع صديق سني ذهبت بعد اطلاق سراحي الى الموصل .. وفي ” حي الثقافة ” .. وفي بيت ” ي .أ . ذنون ” الذي استقبلني برحابة شاهدت صورة ابنهم ــ السجين في ” قله جولان ” ــ معلقة على الحائط وعليها شريط أسود .. وكانت المصادفة الرهيبة عندما سألتهم عنه فأجابوني بأنه فجّر نفسه بسيارة وجدت فيها اوراقه الثبوتية !! . .
( جمد الدم في عروقي وقلت لهم وقلت لهم متى حدث ذلك ؟! فاخبرني شقيقه ان ذلك حصل عام 2005 وانهم دفنوا اشلاءه في مقبرة الموصل !! . وعندما اخبرتهم بالحقيقة صعقوا وبدأوا بالتكبير والتهليل واخبرتهم بأن ابنهم الدكتور حي موجود في سجن ” قله جولان ” وان عليهم ان يشترونه من الأكراد .. وعندما ذهبت الى عائلة اختطف منها ابنها الطالب في كلية الهندسة وجدتهم يسكنون بيتا غير بيتهم غالي الثمن في ” حي الزهور ” الذي باعوه لدفع فدية كبيرة ، وكان ابوه قد اصيب بالعمى حزنا على ابنه البكر ، وعندما اخبرتهم بأنه حي ّ وفي سجن ” قله جولان ” فقد ابوه الوعي واصيب بنوبة قلبية تداركتها العائلة والجيران ) .
( السجناء العرب ، شيعة وسنة ، في ” قله جولان ” بالالاف ، فأنقذوهم !! ).