لا احد يعرف حتي الآن بصورة محددة تفاصيل وحيثيات مذكرات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ومياوماته التي كتبها بخط اليد خلال فترة احتجازه في سجن امريكي بعد سقوط بغداد. ورغم ان اطرافا متعددة تبحث عن هذه المياومات والملاحظات بسبب قيمتها الاعلامية والسياسية الا ان كل ما نشر تحت عنوان مذكرات صدام ورسائله التي كتبها خلال فترة السجن لا علاقة له بالمذكرات واليوميات الاصلية والحقيقية التي يبحث عنها البعض الان لأغراض الشهرة والإثارة كما يؤكد لـ القدس العربي صديق شخصي للرئيس صدام وعائلته.
وتدلل عملية تتبع الاوراق الخاصة بصدام كما فهمت القدس العربي من مصادرها علي ان الاوراق الحقيقية والتي كتبت بخط يد صدام بعد ان سمح له الامريكيون بأقلام واوراق اودعت او هي مودعة الآن بين يدي من تبقي من افراد عائلته المباشرة باعتبارها من الحقوق الشخصية للعائلة.
ويرجح ان تكون هذه الاوراق بين يدي كريمة الرئيس رغد صدام حسين بعد ان تمكن الرئيس الراحل من اخراجها سرا من خلف القضبان.
وعلم ان الرئيس صدام وعلي مدار ستة اشهر تمكن من توثيق وتدوين وتسجيل الكثير من الملاحظات واليوميات العاطفية والسياسية واحيانا الشخصية والابداعية، وتمكن ايضا من اخراج عشرات الاوراق التي دون عليها مذكراته وانطباعاته عبر آلية تجاوزت حراس المحكمة التي حاكمته والاسوار وذلك عبر اخراج هذه الاوراق بالقطعة علي مدار ستة اشهر دون تسليمها مباشرة لاي من المحامين الذين عملوا معه او في قضيته.
وتقول المعلومات ان الرئيس صدام كان يسلم الاوراق بخط يده خلال الدقائق التي يحصل فيها اختلاط بين المعتقلين الكبار من اركان نظامه في ازقة وقاعات انتظار المحكمة داخل المنطقة الخضراء حيث كانت عملية التسليم تتم في لحظات تقابل صدام مع بعض المعتقلين من اركان حكمه بين جلسات المحكمة.
وبهذه الطريقة تمكن صدام قبل رحيله من تسريب ما يريد من اوراق مكتوبة عبر جنرال سابق من المعتقلين حسب المعلومات لعب دور الوسيط في نقل أوراق الرئيس.
ومن الواضح ان الوسيط تولي مهمة الاحتفاظ بهذه الاوراق وتأمينها لمعتقل آخر قريب منه كان في اضيق دوائر الرئيس صدام علي ان هذه الاوراق التي تحتوي اهم ما كتبه صدام خلال سجنه خرجت فعلا من بغداد وهي مودعة الآن بين يدي افراد عائلته.
ومن الواضح ان الرئيس صدام كان قد فرق بين نوعين من الكتابات والتوثيقات اخرج الاولي عبر المحامين واحتفظ بالاوراق الاهم لاخراجها من المحكمة من خلف الاضواء والكواليس.
وضمت القائمة الاولي روايته المخطوطة الشهيرة وبعض الرسائل والاشعار التي عرضها صدام علي محاميه وعلي مراسل صحافي امريكي فيما كانت مدونات الرئيس الخصوصية تسرب عبر اوراق صغيرة حسب الالية المشار اليها سلفا.
وكانت شخصيات متعددة قد نشرت رسائل ووثائق يفترض انها بخط يد الرئيس صدام ومن بينها نصوص قصصية واشعار وآيات قرانية واثارت العديد من الاطراف جدلا عبر نشر او محاولة نشر بعض الكتابات والرسائل علي اساس انها تمثل يوميات صدام الشخصية خلال السجن، فيما تقول المصادر المطلعة ان الاوراق الاكثر اهمية من يوميات صدام ما زالت سرا ولم تنشر بعد وهي موجودة باعتبارها من الحقوق المباشرة لعائلة الرئيس، ومن بينها انطباعاته خلال السجن وبعض حواراته مع مسؤولين امريكيين وعراقيين والكثير من النصوص الوجدانية التي تتعلق برحيل ولديه عدي وقصي واشواقه لعائلته واحفاده.
وكان اعضاء هيئة الدفاع عن الرئيس صدام قد التزموا بطلب من عائلته خطيا بعدم نشر اي اسرار او ملفات او احاديث او مضامين مقابلات تمكنوا من الاطلاع عليها بصفتهم وكلاء قانونيين.
ونقل عن عائلة الرئيس وتحديدا زوجته ساجدة وابنته رغد الاصرار علي حماية ملاحظات صدام التي تعبر عن مشاعره ومعلوماته خلال فترة الاحتجاز باعتبارها من الحقوق الطبيعية والقانونية لأفراد العائلة فقط، ورغم احتفاظ العائلة الآن بالاوراق الاساسية لخط يد الرئيس الراحل الا ان جهات متعددة تسعي لمطاردة هذه اليوميات والبحث عنها املا في نشرها اما لاغراض الاثارة او لاغراض التجارة وهو امر تقاومه بقوة عائلة الرئيس الراحل.
عن القدس العربي .