((مابين السطور))
منذ شهر تقريبا وبتاريخ 5/5 تحديدا كتبت مقالة عبارة عن مضمون اقتراح بعنوان((آلية مقلوبة لإنهاء الإنقلاب أو تقنينه)) تركز الاقتراح حول تجاوز البدايات والمطلقات, والتي تعتبر من قبل طرفي المعادلة الفلسطينية”الفرقاء” بمثابة العصي في دواليب الوفاق ولاتفاق, وربما تجسدت تلك العصي في معظم المقترحات المحلية والعربية, كعصي صلبة في طريق استعادة اللحمة الوطنية, وإنهاء الانشطار الفلسطيني, وربما طفت تلك العصي إلى السطح في المبادرة اليمنية, وقد تم تجاوزها بموافقة حركة فتح والرئاسة على تغيير المصطلحات”العصي” حيث كان أول بند للمبادرة اليمنية يتوافق مع مطلب الرئاسة الفلسطينية”بالتراجع عن الانقلاب” في حين أن حركة حماس أصرت على تسميته “بالحسم العسكري” ورفضت مطلب فتح والرئاسة, على اعتبار أن ذلك شرطا, وطرحت حركة حماس من منطلق سيطرتها العسكرية على قطاع غزة قاعدة”حوار دون شروط على أساس لاغالب ولا مغلوب” وبالفعل تم تغيير البند الأول من المبادرة اليمنية قبل التوقيع عليها كاتفاق, ليتم تذليل العقبات وتحطيم الذرائع بموافقة الرئيس عباس, فتم تجاوز مصطلح العودة عن الانقلاب, ليصبح البند الأول عودة الأوضاع إلى ماكانت عليه قبل الرابع عشر من حزيران 2007 , إلا أن تغيير تلك المصطلحات فتحت على الاتفاقية باب مطاطية وجدلية التفسيرات, من حيث تفسير العودة وتحديد النطاق المكاني والدستوري القانوني لتلك العودة, هذا مردوده بالطبع إلى انعدام الثقة من جهة, والتردد في النية للتراجع من منطلق المضار والمنافع.
منذ شهر تقريبا وبتاريخ 5/5 تحديدا كتبت مقالة عبارة عن مضمون اقتراح بعنوان((آلية مقلوبة لإنهاء الإنقلاب أو تقنينه)) تركز الاقتراح حول تجاوز البدايات والمطلقات, والتي تعتبر من قبل طرفي المعادلة الفلسطينية”الفرقاء” بمثابة العصي في دواليب الوفاق ولاتفاق, وربما تجسدت تلك العصي في معظم المقترحات المحلية والعربية, كعصي صلبة في طريق استعادة اللحمة الوطنية, وإنهاء الانشطار الفلسطيني, وربما طفت تلك العصي إلى السطح في المبادرة اليمنية, وقد تم تجاوزها بموافقة حركة فتح والرئاسة على تغيير المصطلحات”العصي” حيث كان أول بند للمبادرة اليمنية يتوافق مع مطلب الرئاسة الفلسطينية”بالتراجع عن الانقلاب” في حين أن حركة حماس أصرت على تسميته “بالحسم العسكري” ورفضت مطلب فتح والرئاسة, على اعتبار أن ذلك شرطا, وطرحت حركة حماس من منطلق سيطرتها العسكرية على قطاع غزة قاعدة”حوار دون شروط على أساس لاغالب ولا مغلوب” وبالفعل تم تغيير البند الأول من المبادرة اليمنية قبل التوقيع عليها كاتفاق, ليتم تذليل العقبات وتحطيم الذرائع بموافقة الرئيس عباس, فتم تجاوز مصطلح العودة عن الانقلاب, ليصبح البند الأول عودة الأوضاع إلى ماكانت عليه قبل الرابع عشر من حزيران 2007 , إلا أن تغيير تلك المصطلحات فتحت على الاتفاقية باب مطاطية وجدلية التفسيرات, من حيث تفسير العودة وتحديد النطاق المكاني والدستوري القانوني لتلك العودة, هذا مردوده بالطبع إلى انعدام الثقة من جهة, والتردد في النية للتراجع من منطلق المضار والمنافع.
فكتبت أن المبادرة اليمنية أدخلت إلى غرفة العناية المركزة, واقترحت أو شرحت في مقالتي, بأنه طالما تمحور الخلاف حول التسمية التي تم تجاوزها, ومن ثم حول التفسير, لان المقصود من قبل فتح والرئاسة مهما تم تغيير المصطلحات هو التراجع عن الانقلاب كبند أول من الاتفاقية ثم الانتقال إلى الخطوة التالية من بنود المبادرة اليمنية السبعة, إلا أن تغيير المصطلح قوبل من قبل حركة حماس على أساس تغيير الجوهر, أي أن العودة إلى ماقبل تاريخ ما أسموه”بالحسم العسكري” يعني تطبيق تلك العودة على أي إجراءات وأي قرارات وأي حكومات أنشأت منذ ذلك التاريخ , طبعا في قطاع غزة والضفة الغربية كما فسرته حركة حماس, إذن العصي الموضوعة في الدواليب لم تتحطم, بل شبه للبعض بلعبة بهلوانية أنها تكسرت, عند وضعها في حوض ماء زجاجي, فاعتقد البعض أن الخدعة البصرية لتكسر العصي انه حقيقة, لقد استدركنا تلك العصي السميكة في حينها, ولامسنا أن بند الشراكة بعيد المنال بعد انشطار غزة عن الضفة, لتصبح السيطرة لحماس بالمطلق على غزة, وبالتالي السلطة التي يمثلها رأس الشرعية الرئيس/ أبو مازن انحصرت في الضفة الغربية مع اعتراف العالم بشرعية ونطاق سلطة الرئيس, عندها توصلت إلى قناعة الاقتراح, بقلب الآلية للمبادرة اليمنية وتجاوز المختلف عليه, والبدء بالمتفق عليه, لان نقاط الخلاف تدرجت من رفض حركة حماس أولا لبند “التراجع عن الانقلاب” مرورا برفض أن يمثل شق المعادلة الثاني فصائل منظمة التحرير, وضرورة أن تكون حركة فتح هي الطرف الثاني لأي اتفاق, وتم تجاوز تلك العصي بموافقة حركة فتح والرئيس/ أبو مازن, وصولا إلى الموافقة على بند الذهاب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة, وهذا ماقدمته في اقتراحي ومقالتي وأسميته”بالآلية المقلوبة” أي المرور الإجرائي عن البنود محل الخلاف بترتيبات إجرائية مضمونة بإشراف فلسطيني وعربي أو حتى دولي, وهذا يعني بقاء الوضع كما هو,او بتغييرات طفيفة, والتوافق على توقيت معركة الحسم الديمقراطية وتقديمها”الانتخابات التشريعية والرئاسية المبكرة” وهذا يتخلله عملية مصالحة بمستوى التمثيل, وقبول الاحتكام لصندوق الاقتراع على المستوى الجماهيري, بموجب أن السلطة للشعب, وتعثرت الأجواء التوافقية عند هذا الحد من اختلاف التفسيرات, وتسلسل الإجراءات حسب ترقيم بنود الاتفاقية اليمنية, التي تحولت من مبادرة إلى اتفاقية بعد التوافق على تعديل بنديها الأول والثالث” عودة إلى ماقبل 14/6 , وحركة فتح هي الطرف الثاني للاتفاق مع حركة حماس” اعتبرت بعد التوقيع أنها اتفاقية للتنفيذ وليس للحوار, فالتبس الأمر, وأصبح السهل معقدا, والواضح مشوشا, بفعل عامل انعدام الثقة والنية المترددة لعدم إنهاء مستحدثات الأمور.
ولا يخفى على احد مدى الاستثمار الصهيوني لذلك الانشطار الوطني, وعلى جميع المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والمدنية, فتعرض القطاع إلى حصار جيمي عصف بكل نواحي الحياة, وبات مليون ونصف المليون فلسطيني في سجن كبير”قطاع غزة” مغلق ويتعرض يوميا لكل صنوف القمع والإجرام من قتل للأطفال قبل رجال المقاومة, ومنع الوقود والغذاء والأدوية من الوصول للقطاع, وتجريف مساحات زراعية كبيرة, وتدمير منازل المواطنين حتى بات الآلاف في العراء, وصل هذا الإجرام الاستثماري الصهيوني إلى حد تسمية المحرقة”الهولوكست”, وتم اعتبار سكان قطاع غزة خارج التاريخ, لا احد من دول العالم يحرك ساكنا لرفع الضيم المتنوع عن مواطني قطاع غزة,حتى المرضى ماسلموا من تبعات انشطارنا الوطني وإرهاب الصهاينة العدواني, ونتيجة الحصار والإغلاق قضى مايقارب المائتي مريض حتفهم بسبب منعهم من السفر للخارج للعلاج.
فأصبحت المسئولية ملقاة على عاتق المسئول عن حياة ومعاناة شعبنا, وبات التحدي الأكبر ليس في مواجهة العدو فقط, بل التحدي الأهم في كيفية تصفية النوايا وإنهاء ذلك الانشطار الوطني المقيت, وسط هذا الجحيم وتعثر المفاوضات على المسار السياسي, كان لابد من مبادرة تنطلق من رحم المسئولية الوطنية , وكل راعي مسئول يتحمل مسئولية الرعية, التي تدفع ثمنا باهظا نتيجة الانشطار الوطني, قبل الثمن الذي تدفعه نتيجة العدوان الصهيوني الذي لم يتوقف عن دمويته منذ ستون عاما ونيف, فجاءت مبادرة الرئيس/ أبو مازن في ذروة جحيم الحصار, الرئيس أبو مازن الذي قاتل بشراسة من اجل مشاركة حركة حماس, ومن اجل تطبيق الديمقراطية الوطنية السياسية, شاء من شاء وآبى من آبى, ولا اعتقد أن أحدا يستطيع التنكر لذلك, جاءت المبادرة كبارقة أمل مع ازدياد وتيرة العدوان الصهيوني, لتكون بمثابة نسائم الشمال وسط القيظ, بل نعتبرها مبادرة مباركة صادقة وغير متصلبة, حطم بها عديد من عصي التصلب سواء في المصطلحات أو الجوهر , فسمى الأشياء بما يطيب للآخر, إنهاء حالة الانقسام وعودة الأوضاع إلى ماكانت عليه قبل الثالث عشر من حزيران 2007, وطرح تنفيذ “اتفاقية صنعاء” بكل عناصرها والتي تم إقرارها في قمة دمشق, ودعا حركة حماس إلى حوار وطني شامل ينهي عملية الانقسام, ووعد زيادة في الاطمئنان والثقة, بان يتحرك عربيا ودوليا لضمان الدعم وتوفير غطاء لهذه المبادرة والمصالحة الوطنية.
وقد توقف المراقبون عند هذه الإطلالة المفاجئة وسط جحيم الحصار والانشطار, واخذوا كل ينظر لهذه المبادرة من زاويته الخاصة, فمنهم من عزى إطلاق المبادرة كمطلب استراتيجي لتوجيه صفعة للكيان الإسرائيلي المتغطرس بسلوكه العدواني العسكري والسياسي مما دعى الرئيس إلى خلق توازن بين المعترك السياسي والمحاولة الجديدة الجادة لإنهاء الانقسام واستعادة صمام أمان الوحدة في مواجهة المرحلة القادمة بتحدياتها الصعبة, ومنهم من قرءها على أساس أن الرئيس أراد قطع الطريق على عدوان دموي بات على العتبات في قطاع غزة, وربما اتفق جزئيا مع هذا وذاك, المهم أن الجميع سواء عربيا أو إسلاميا أو دوليا, رحبوا بالمبادرة التي أطلقها الرئيس/ أبو مازن, ووصفتها قيادة حركة حماس بعدة أوصاف أهمها ماجاء على لسان رئيس الوزراء المقال/ إسماعيل هنية بالترحيب بالمبادرة وان بها لهجة جديدة مدعاة للرضا, واخذ عليه البعض إشارته إلى جدليات اعتبار الاتفاقية” إطار للحوار, ومدخل للتنفيذ” لان المبادرة جاءت لتحطم تلك العصي من الدواليب, وكذلك صرح القيادي في حركة حماس/ محمود الزهار بأنه يرحب بالمبادرة سواء جاءت من طرف فلسطيني أو أي دولة عربية المهم حسب حديثة أن تكون دون شروط, ولا نعتقد أن الرئيس طرح في مبادرته أي شروط مسبقة, وتراوحت تصريحات حركة حماس ردا على المبادرة مابين الترحاب الحذر وحتى التصريحات المتثاقلة, مثل التي أطلقها القيادي في حركة حماس/ أبو مرزوق قائلا في إذاعة “بي بي سي” أن لاجديد في المضمون سوى اللهجة, وان سبب توقيت المبادرة فشل المفاوضات مع “اولمرت” المأزوم وسقوط رؤية بوش, إلا انه رحب بهذه المبادرة.
وربما نلمس تغير في لهجة كل الفرقاء, حيث المبادرات الذاتية, بالتخفيف من وتيرة الهجمة الإعلامية, التي كان لها آثارا تدميرية على مستوى النسيج الوطني الفلسطيني, بل فتحت المجال لانشطار الشعوب العربية بين مؤيد لهذا وناقم على ذاك وبالعكس, وفتحت المجال للإعلام الأسود المتصيد في المياه العكرة, واعتبار آلامنا مادة إعلامية تتطلب تشجيع طرف على حساب الطرف الآخر وبالمحصلة النتيجة تكون فتنة فلسطينية من الخارج تدخل من بواباتنا المفتوحة على مصراعيها طربا لسماع مؤازرة ممن لايعرفون ولا يلامسون جذور معاناتنا والخاسر فيها هو الكل الوطني, بل جاءت أصوات الفصائل الفلسطينية ردا على مبادرة الرئيس ايجابية ومؤيدة ومباركة لهذه المبادرة الوطنية, التي من شانها أن تنقذ سفينتنا من هذا البحر الهائج, وصولا بهذه المبادرة إلى بر الأمان.
فالتحدي المطروح الآن, ومن الجريمة تفويت هذه المبادرة, هي خيارات وطنية قد لايرضى عنها عدو كان له الانقسام مطية استثمارية ذات نفع كبير, لكن الأهم هو النزول عن قمم الجبال والأشجار, إلى أرضية نوايا الاتفاق والتوافق والحوار, والإقدام على خطوات عملية تجعل الفريق الآخر يطمأن إلى نتاج الوفاق وتتبدد شكوكه وهواجسه, واعتقد أن لجم الهجمة الإعلامية أولى واهم تلك الإرهاصات, قد يستبق البعض إلى الحكم بالفشل المسبق بعدم الاستجابة للمبادرة, أو حتى التشكيك بان جماعات ضغط داخلية من هذا الفريق وذات, ستستميت لعدم نجاح المبادرة, وعودة الأوضاع إلى سابق عهدها تحضيرا للانتخابات المبكرة, لأنهم مستنفعين من بقاء الوضع على ماهو عليه, ومتضررين من تلك الوحدة الوطنية والتي ستعصف بما أحدثته من نعيم ومواقع اثر عملية الانقسام, أقول نعم هذه إحدى العصي التي يجب تحطيمها بمجهودات جماعية من الفرقاء إذا ما حسنت النوايا,والبعض المتشائم قد يتنبأ بالفشل لمجرد تطبيق البند أو العنصر الأول من الاتفاقية, لأنه سيعصف بالحكومة القائمة والتي تعتبر الحكومة الشرعية ومادونها حكومة مقالة, نعم هذه إحدى العصي التي يجب أن يتوافق الطرفان إما على بقائها للفترة المحددة قبل الذهاب إلى الانتخابات, أو تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة, لتشرف على إجراءات الاحتكام للديمقراطية وصولا للانتخابات, واعتقد أن سقفا عربيا وحضورا فصائلي فلسطينيا سيساعد كثيرا, على تحطيم العديد من عصي الدواليب التي تراكمت في الفترة السابقة, والإيمان والاعتقاد المسبق بان لامستحيل يحول دون الحوار والمصالحة الوطنية الشاملة, أنا على ثقة بان المتشائمين أضعاف أضعاف المتفائلين, وكل له أسبابه ورؤيته لعصي صلبة يصعب تحطيمها, ولكن إن توفرت الإرادة الفولاذية, والنوايا الوطنية الصادقة, لدى أطراف معادلة الانقسام, فسوف تسير الأمور حتى المعقدة بكل سلاسة, والغطاء العربي وحتى الدولي, من شانه تبديد هواجس ومخاوف البعض, الذي قد يعتبر الانقسام ارحم من العودة, خشية المحاسبة والحساب, فكل لديه حساباته وأخطاءه ومخاوفه, لكن الوفاق وإنهاء الانقسام ارحم بألف مرة من تلك الهواجس , التي ليس من المستحيل, الاتفاق على إجراءات محكمة للسيطرة على معطيات تلك الهواجس, وبالتالي فإنني أرى في مبادرة ودعوة الرئيس اقتراب من قلب للآلية, تذليل كل عقد المنطلقات والبدايات, وصولا إلى الاحتكام للشعب من جديد في ظل هذا الانقسام المقيت, الكرة في ملعب الجميع دون استثناء وتمريرها من مناطق الخطر لمناطق الأمان تتطلب نخبة وطنية بضمير ومسئولية وطنية عالية, في مواجهة الخصم والتناقض الرئيسي الحقيقي مع الكيان الإسرائيلي, حيث التحدي السياسي والمقاومة, وفي المحصلة سنعود إلى ما اشرنا إليه من سنوات, رحم الله الزعيم الخالد/ ياسر عرفات وكل قادتنا الشهداء, حيث هامش التوافق بين عمل السياسة والمقاومة, وعدم شطب الآخر,بل مطلوب تسكين حراك خط لحساب الخط الآخر, وفي المحصلة فان التراجع وإنهاء الانقسام ليس بأسوأ من التمادي به, ولاشيء سيكتب له الدوام إلا الاتفاق وإنهاء الانقسام بالتوافق, خير من المراهنة على استمراره أو انتهاءه على أسباب أخرى.
ولا يسعني إلا القول, المجد للقائد محمود عباس وله أقول:
من وسط الليل يبزغ الفجر, ومن رحم اليأس يولد الأمل,كم أرهق الانقسام والتشرذم خاطر الوطن, وكم أطفت سُحب حزيران غشا وات على أفئدة الخلان, وكم نال منا التفرد ورفض الآخر, فما جنينا إلا الآلام والدموع والحسرة والتسربل والسراب, دماء أريقت في كل حدب وصوب,وأرواح أزهقت وتصفية حسابات, وتحولت غزة الحبيبة إلى خيمة عزاء, وكم جنا الأعداء من دمائنا وأبنائنا دون رحمة, وفرض علينا حصار يفتت الجبال, ويطبع الوحوش وما ركعنا, وكم تملكنا الإحباط وما قنطنا من رحمة الله وصحوة الضمير, من وسط جحيم الحصار وسعير الانقسام, ورمضاء الأحقاد,تأبى الرجال إلا أن تعيد لأشلاء الوطن كماله, تأبى الضمائر الحية إلا أن تعيد لتاريخه المشرف أمجاده, فتهب علينا نسائم الشمال, ودعوة لبلسمة الجراح من رجل ليس اقل منا جرحا, بل جراحه غائرة, وماعهدناه يوما بعد أن أعطيناه العهد بالولاء وأسندنا إليه قيادة الرعية إلا أهلا لها, ليدير المعترك السياسي مع عدو متغطرس متكبر متجبر, فكان نعم الأخ والأب والقائد, كان ومازال بعناده على الثوابت, اعند من جذور القدس في مواجهة أكذوبة الهيكل,متجذر بالثوابت,كتجذر الزيتونة وانصهارها بأرض فلسطين المباركة, ماعهدناه منظر لألوان الطيف السياسي إحداها على حساب الآخر, ومالقيه جراء ترسيخ جذور الحرية والديمقراطية, ووضع الأسس المتينة للمشاركة السياسية من عناء, بل حضنا دافئا لمعارضه قبل مؤيده, ماعهدناه صوت فرقة وفتنة, ماعهدناه عراب إقصاء وتفرد, بل كان نعم الرجل والقائد الذي آمن بالشراكة لكل أبناء الوطن في إدارة دفة المصير السياسي, عهدناه حارسا لروح الديمقراطية وحرية التعبير والاختيار, انه القائد والرئيس/ محمود عباس, طوبى لفلسطين ولشعب فلسطين بنهجه وقتاله من اجل تحقيق أدنى الأحلام بإقامة الدولة الفلسطينية العتيدة, على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.
نعم لسقوط ممالك الانقسام,, لنعم لقيام قلاع الوحدة, وركائز الديمقراطية, وانتهاء المعاناة الوطنية والآلام, ونعم للحسم الوحدوي الديمقراطي السلمي.