أقبلت لا حييت و لا حيي قدومك .., كم نوجس خيفة من مواعيدك أيهـا المتشح بالسواد .., و كم بتنا نحسب لقدومك ألف حساب و حساب ..؛ كيف لا و قد اقترن اسمك بالهزائم و النكسات و ..النكبات .., كيف لا وقد اقترنت بالأسى و الوجع .., كيف لا وقد امتزجت بآلام الجراح و مرارات الأتراح ..؟؟
أيها القادم متسللا من بين أنقاض خرائبك و قبور ضحاياك و موتاك .., ماذا أعددت لنا من مفاجآتك أيها المتسربل بالأحزان و الذكريات الأليمة .. و وجعها المتجدد ؟؟!!
أيها القادم ( بشائرك ) تسبق خطاك .., فالفاقة و العوز من مقدماتك .. و ها هي قد عمّت البلاد و العباد , و الحصار و المرض من علامات اقترابك .. و ها هي قد أطبقت على أنفاسنا , و ما يعده مطبخ (الأمن القومي المصغر لكيان نازية العصر و همجيتها ) برعاية جهابذة القتل و الإجرام و تسابقهم على طرح خطط الاجتياحات و الاغتيالات مستفيدين من خبراتهم السابقة – مع عدم استفادتنا من الدروس الماضية و لا اللاحقة – ليس سوى قرائن و دلالات على إخفائك المزيد من ( عطاياك ) .., و ها نحن نجلس على عتبات المجهول نتلفت يمنة و يسرة في انتظار من يزف لنا خبر قبول ( نيرون العصر ) بالتهدئة التي باتت حلمنا الأكبر ..!!, فلا نسمع سوى التهديد و الوعيد , و أصوات الانفجارات .., قصف هنا .. و دويّ تصريح هناك ..,رعد صاروخ هنا .. و زمجرة لبيان .. أيضا هنا .. و لكنه لم يصل لهناك .., و قعقعة عن عواقب أي اعتداء علينا .. , و ليس سوانا سيجني عواقبه .. و يسير مواكب جنائزه و يعدد خسائره .., فليس سوانا من تعود نزف دمه .., و ليس سوانا من استمرأ الظلم و اللطم .., و ليس سوانا استحل دمانا .., و ليس سوانا نخاف و نخشى .., وليس سوانا يمزقنا إربا للضباع الضواري في غابة المكتسب.. و بورصة المعتقد ..!!, و ليس سوانا إن بقينا على حالنا من سيكتب نهايتنا .. و يحفرنا قبرا لسنين التحدي .. بما حملت من معاني , و ما دفقت من أماني , بما سطّرت..و بما أبدعت , بما قّدمت من أغاني .., و ما نزفت من قوافي .. , من مواويل ..و أوف و عتابا .. تحمل الأرض و ذكرى الأهل و الأحباب ترنيمة عشق .. لتضيء الدرب للثوار في ليل المنافي.. !! آه يا تلك الفيافي عندما ننظر للحاضر .. و الكوابيس التي نحيى ..و ما نحيى سوى ليل المقابر !!
يا حزيران رويدك ..
يا حزيران حذاري من تماديك , فما عاد متسعا لمآسيك اتئد .. شعبنا ما استمرأ الذل و لا رضع الهوان .., يا حزيران كفاك .. لا تغالي .., نكسة مرت و مرت نكبة بل نكبتين .. إنما لن يقبل الشعب بأن يذهب أشلاءا مع الريح زبد .., شعبنا لا يقبل القسمة .., انّه حيّ .. و شعب أنجب ( الياسر ) حيّ و موحد .. و سيبقى و سيبقى و سيبقى للأبد .