بقلم صالح صلاح شبانة
يعتمد السوق كما يعلم الجميع على نظرية العرض والطلب ، وإذا أردتا إدخال الأسماء للتدليل فقط وقلنا إن في الأردن مثلا تجد أن اليوم سعر الكيلو جرام من البندورة ( الطماطم ) بعشرة قروش (الدولار يساوي 70) قرشاً ، فهو اليوم مجلوباً وعلينا شراء اكبر كمية ممكنة ، ولكنه في الغد سيصبح 50 قرشا ، وبعد غد ستعرض بضاعة أردأ وبسعر دينار للكيلو جرام ، وعلينا أن نكف عن الشراء لأنه صار مطلوباً ، والمجلوب : أن يكون العرض أكثر من الطلب ، والمطلوب : أن يكون العرض أقل من الطلب ، والتاجر المحتكر الذي يضع السوق في بطنه (ويلعن صباح أبو المزارع ويخرب بيته ويدمره ) هو من يفهم هذه النظرية ، وبالتالي يحكم المزارع ويرّكعه تحت قدميه ، ويحكم المواطن ويمسك روحه في يديه ، ويطأ رقبة التاجر الصغير ، حتى لا ترتفع هامته من (تحت صرمايته ) !!
وبالتالي يصبح الآمر الناهي صاحب الكلمة الأولى والأخيرة ، سيما أن شعبنا العزيز عندما تكون البندورة والحبة مثل التفاح وسعرها 10 قروش يواريها بكيس بلاستيكي اسود من وجه عربي يفاوض اليهود ، وعندما تكون ( براره ومخمجه ) وثمنها دينار يحملها بكيس نايلون ابيض شديد الشفافية ( وبروّح ع المره معنقر مثل شيخ الشباب ) !!!!!!!!!!!
وإذا جمعية حماية المستهلك نفخت في كل أبواق الأعلام نادت ووجهت ونصحت : يا ناس … يا عالم … يا هوووووووووووووه ، اشتري من المجلوب ودع المطلوب حتى يأتيك مجلوباً للعنوك وصلبوك وجهلّوك وألبسوك كل عباءات النقيصة ، وهذا سلوك عام وقاعدة أساسية !!
للأسف الشديد هذا هو واقع الأمة العربية الرديء التي أغرقت إسرائيل بمبادرات رديئة وهرطقات سياسة ، وساسة أغرار بالكاد نبتت أسنانهم اللبنية ، وعدوهم يملك أسنانا جهنمية ، لا تبقي و لا تذر ، ومعاهدات ساقطة خانعة جرّت مزيداً من الويل على الأمة ، ولعل أوسلو سيئة الذكر تحتل هرم تلك الإنجازات ، والتي زادت من معاناة الشعب ومن تمكين العدو من مذبحه ، ولا زال كل مننا يسابق الأخر ليرتمي قبله في أحضان الأعداء ، ولا زال شيلوخ العبري يضع إحدى رجليه على الجامعة العربية ، والأخرى على هيئة اللمم المتحدة وبيده ميزانه ليكتال اللحم والشرف والكرامة العربية ، بعد آن خسر الكيل من لحم باسينو أو أنطونيو ( الله يعينا ع الصدق ) في رائعة شكسبير ( تاجر البندقية ) حين كان في الإنجليز من يستطيع التعبير عن الغضب من لؤم وحسد وحقد اليهود ، الذين صاروا اليوم ، وبلا منازع سادة الأرض !!!!!!!!!
لازلنا نجلب لهم من أفكارنا الرخيصة السخيفة ، ومن تجارتنا البائرة ، ولا زلنا نمسح نعل شيلوخ ونهتف من ورائه :
فُتِح المزاد ، يالله ياولاد ، على اونه على دوه ……على تررررررريه
الداعي بالخير صالح صلاح شبانة