كشف تقرير حكومي الجمعة أن معدلات البطالة في الولايات المتحدة قفزت للأعلى في مايو/أيار الماضي، لتستقر عند 5.5 في المائة – أعلى ارتفاع خلال شهر واحد – منذ عدة عقود. وفي الغضون، ينظر الرئيس الأمريكي جورج بوش في خيارات جديدة لتحريك الاقتصاد المترنح، وسط ارتفاع أسعار الوقود وتهاوي وول ستريت.
وكان مؤشر “داو جونز الصناعي” قد فقد قرابة 400 نقطة في تعاملات الجمعة.
ورجح التقرير الحكومي استمرار صعود مؤشر البطالة للأعلى، في مؤشر على انعكاس أزمة الائتمان والرهن العقاري على قطاع العمل والاقتصاد على وجه العموم، وفق الأسوشيتد برس.
وجاء الارتفاع القياسي لأسعار الوقود، ليضيف المزيد من الأعباء على كاهل الاقتصاد الأمريكي.
وأعلن البيت الأبيض الجمعة أن إدارة بوش تنظر في المزيد من الخطط للمساعدة في تنشيط الاقتصاد، الذي يشارف الدخول مرحلة ركود، وفق مستشار البيت الأبيض، أيد غيليبسي.
وقال غيليتبسي إن طاقم مستشاري بوش ينظر باستمرار في أي مقترحات مطروحة لدفع عجلة الاقتصاد المتعثر.
وترك الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة، وحالة الضبابية التي تغلف الاقتصاد الأمريكي، بجانب ارتباك أرباب العمل، بصماته على قطاع العمل ومعدلات التوظيف الشهر الماضي.
وحمل تقرير وزارة العمل الأمريكية، الذي نشر الجمعة، الأرقام غير المبشرة التالية:
– خسر قطاع العمل 49 ألف وظيفة في مايو/أيار – خامس شهر على التوالي يتواصل فيه انكماش سوق العمل على مستوى البلاد.
– تزايدت أعداد العاطلين عن العمل بـ861 ألف شخص – ليصل حجم البطالة الإجمالي إلى 8.5 مليون أمريكي.
– خسائر الوظائف خلال العام الحالي، بلغت 324 ألف وظيفة.
وأعلنت العديد من كبريات الشركات الأمريكية منها “جنرال موتورز كورب” و”يونايتد أيرلاينز”، خلال الأيام القليلة الماضية عن خطط تقشفية لإلغاء وظائف.
وارتفع مؤشر البطالة من 5 في المائة خلال أبريل/نيسان الماضي إلى 5.5 في المائة في مايو/أيار الماضي، أعلى ارتفاع خلال شهر واحد منذ فبراير/شباط عام 1986.
ويرى اقتصاديون أنه ربما هناك مغالاة في معدل البطالة لعكس واقع ضعف سوق العمل، إلا أنهم أجمعوا على أن النسبة في طريقها للارتفاع، ورشح البعض تسلق المعدل إلى 6 في المائة، أو أعلى، العام المقبل.
ويمثل الاقتصاد المتعثر هاجساً للإدارة الأمريكية الراهنة، وكافة الناخبين، وصناع القرار في الكابيتول هيل، بجانب مرشحي الحزبين اللذان يتسابقان للفوز بالبيت الأبيض في أواخر العام.
ووصف المرشح الديمقراطي المرجح، باراك أوباما، معدل البطالة بأنه “مقلق للغاية” فيما قال غريمه الجمهوري جون ماكين إنه تذكير “قوي” بالتحديات الاقتصادية التي تواجه العائلات الأمريكية.
ومن جانبه قال الرئيس الأمريكي أن المعدل ليس سوى مؤشر واضح “يتماشى” اتساقاً مع تباطؤ نمو الاقتصاد.