بعد الصمت المطبق الذي التزم به منذ أن قدم استقالته من قيادة المنطقة العسكرية الوسطى التي تشمل كل بلدان الشرق الأوسط والتي أثارت ضجة كبيرة تحدث الأدميرال ويليام فالون للمرة الأولى، مشيراً إلى أن استقالته لم تكن طوعية.
وصرح فالون أن العامل المباشر الذي أدى إلى استقالته كان هو بالفعل الحوار الذي أجرته معه مجلة “اسكواير” وأعرب فيه علناً عن معارضته لسياسة الإدارة تجاه إيران أو بالأحرى “خلافه” مع الرئيس بوش حول احتمالات توجيه ضربة عسكرية تستهدف البرنامج النووي لطهران.
موضحاً – بحسب صحيفة الشرق القطرية – أن هذا الحوار أدى إلى تصويره باعتباره الرجل الذي يحول بين الرئيس جورج بوش وشن الحرب على إيران.
وأقر فالون بأنه يفضل الحوار مع إيران على مواجهتها عسكرياً، قائلاً: “في إدارتنا لعملنا اليومي فإننا عادة ما نتصل بالبحرية الإيرانية وهم عادة ما يتصلون بنا واتصالاتنا مع البحرية الإيرانية ممتازة، ومن المنطقي أن يقترح المرء البناء فوق أساس هذه الاتصالات”.
يشار إلى أن تقرير استخبارتي أوربي، أكد مؤخراً أن الاتصالات السرية بين إيران وأمريكا لا تنقطع، وأن إيران قبلت في بعض المراحل من المفاوضات بسحب سلاح حزب الله ذراعها في لبنان مقابل سحب أمريكا لبعض قطع من أسطولها البحري في الخليج.
مما يؤكد زيف التحرشات التي وقعت مؤخراً في مياه الخليج بين البحرية الأمريكية والحرس الثوري الإيراني.
وتابع الأدميرال “إن الناس عادة ما يميلون إلى النظر للأشياء باعتبارها إما أبيض أو أسود، أي إما أن نهاجم إيران أو أن نحبها، وهذه المقاربة مفرطة في تبسيطها لاسيما أنها تتناول قضية معقدة”.
وحث فالون الإدارة المقبلة على الاهتمام بالقضايا الاستراتيجية قائلاً: “إن من الضروري أن تكون لدينا خطة للعمل في العالم بالغة الوضوح وناتجة عن تفكير طويل وقابلة للاختبار ومزودة بآليات داخلية لنقدها وتصحيح أي جوانب خاطئة بها إذا ما ظهر وجود هذه الجوانب عند التطبيق”.