م. زياد صيدم
حمل أقلامه وأوراقه وملابسه بفصولها الأربعة .. وضعها في حقيبة متسعة فتضخمت.. كانت بحجم آماله وأحلامه التى فقدها في بلده.. ارتحل إلى ارض الله الواسعة.؟ تنقل بين سمارها وبياضها ، بين سوادها وشقا رها .. بين صفارها وحمرتها.. أنهكه الرحيل، وخاب أمله في إيجاد فردوسه المفقود .. لملم أغراضه وعاد أدراجه بعد سنوات يُقبَْل ثرى الوطن . شُوهد يحمل حقيبته، التى تقلصت بحجم كف اليد.!!
**
أشار عليه صاحبه خائب الرجاء بأن يرافقه إلى طبيب نفساني .. حيث صارحه بأنه لم يعد يفهم عليه غموض كلماته و عباراته التى تقطر شوقا لمسقط رأسه .. صُعق للخبر وحك فروه رأسه.. في اليوم التالي كانا في العيادة المختصة.. ما لبث أن خرج منها وحيدا.. عندما أمر الطبيب بإبقاء الخائب رهن الحجز.. لبينما تتسلمه رسميا مستشفى الأمراض العقلية.!!
**
صعد مسرعا سُلم الطائرة فأقلته إلى حيث أراد.. امضي هناك بضع سنوات.. شعر بالوحدة حتى ضاقت به نفسه ، فالكل هنا قد ربط نفسه بطاحونة ..! قرر العودة قبل فوات الأوان.. أبلغوه بأن مسقط رأسه تحترق بنيران الفتن، تأكل غُرف البيت الواحد.. لكنه أصر على العودة.. تساءل أهل الحي باستهجان كبير عن سر عودته ؟، لم يجدوا جوابا .. حاكوا حوله قصص غريبة كانت في اغلبها تُفضي إلى فقدان الرجل عقله .. حتى وجدوه يوما على شاطئ البحر سعيدا مستمتعا.. وفى رقبته سلسلة تتدلى إلى صدره .. تنتهي بشيء على شكل طاحونة.!!
إلى اللقاء