أحمد فوزي أبو بكر
شُعْلَةُ النّارِ الّتي في قَبْضَتي, تَرْمَقُني
بَرْدُها الصّاعدُ غِيّاً من لسانِ اللّهبِ
أرْجَعَ الوقْتَ ربيعاً في عيونِ السّحبِ
أضرَمَتْ آهاتها صمت احتراق الحطبِ
شعلة النار التي في زفرتي
تَخْطِفني, تَحْذِفني..
من زماني الْمثقَلِ…
……..
والمساءُ البرتقاليُّ الّذي في حضرتي
يَقْصِفُني, يَشْبِقُني, يَعْصِفُني
بندىً يسقط ناراً من رؤوسِ الشّهبِ
وتلاوين نساءٍ في قميصي تنتشي
برسومٍ جرّدتْ طعم الحياة الأوّلِ
……..
شعلة النّار الّتي
تسكنني , تحضنني, تَعْبِقُني
هي سقف اللّيلِ, برقٌ من أغانٍ ,من طقوسٍ أزليّة
والحمامُ الأبيضُ المنفوشُ يَبْني
من حَشيشِ الصّدرِ عُشّاً للشّتاءْ
واستباق الموج أذكى وهجَها عند المساءْ
فتفيض النّارُ برداً وسلاماً وعقاباً وألاعيبَ سماءْ
في الفضاء الأجملِ
…….
وبزوغ الفجْرِ يأتي لاذعاً ..
طَعْمُهُ النعناعُ والإبداعُ في بدء الخليقة
وشرودٌ في متاهات الحقيقة..
كانت النّار وكان الوصل يأتي كالسّليقة
آدم المسجون في ذاتيَ ,تفّاح الشّواطئْ
وصقيعُ اللّيل من فوقيَ, جَزْرٌ في الموانئْ
وحريرٌ يرتمي فوق الرّخامْ
وبقايا من جِنانْ ..
وعيونٌ عسليّة..
تحتوي حوّاءَ ما قبل الغواية
وطيورٌ من ضجيج اللّيل حَطَّت
كي ترى بدء الحكاية
والحكاية..
أنّنا ذبنا ونار الوصل ظلّت للنّهاية
……