بقلم/ د. رفعت سيد أحمد
يكفرون حزب الله.. ولا ينطقون بكلمة عن بوش وزياراته وصفقاته ورقصه بالسيف!!
بقلم/ د. رفعت سيد أحمد
يكفرون حزب الله.. ولا ينطقون بكلمة عن بوش وزياراته وصفقاته ورقصه بالسيف!!
* هل يجوز شرعاً أن يتولى أمثال هؤلاء رعاية الأماكن المقدسة.
* هل يجوز شرعاً أن يتولى أمثال هؤلاء رعاية الأماكن المقدسة.
* هؤلاء (العلماء) من وجهة نظر الشرع تحولوا إلى (ديوسين) متأمركين!
* في توقيت واحد.. خرج من يسمي نفسه مفتي جبل لبنان المدعو محمد علي الجوزو، ليقول على صفحات مجلة روزاليوسف المصرية الرسمية التي لا تبيع عشرين نسخة في عهد رئيس تحريرها الجديد (عبد الله كمال) المنتمي للجنة جمال مبارك للسياسات، ليعلن على صفحات غلافها في العدد الأخير (31/5/2008) ووبنط عريض [حسن نصر الله كاذب ومخادع]، وبالداخل يمتلأ الحوار معه بترهات اعتدناها من أمثاله إلا أن الجديد فيها هذه المرة هي دعوته الصريحة والمنفعلة للفتنة بين السنة والشيعة في لبنان والمنطقة، والتي لم يترك (المفتي) عف اللسان والذي بلغ من العمر أرزله (82 عاماً)والمتزوج من مصرية من محافظة الفيوم، لم يترك كلمة قبيحة وغليظة مثل ملامح وجهه إلا وقالها في حق حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله، وفي حق الأخوة الشيعة وكأنه يتحدث عن الأخوة الصهاينة بل إنه جعل خطرهم على الأمة في المقام الثاني بعد الشيعة، في نفس الوقت تقريباً خرج 22 رجل دين بقيادة المدعو ناصر العمرو من مكة المكرمة المبتلاة بآل سعود ووعاظ السلاطين من منحرفي الفكر الديني الوهابي، ببيان تكفيري جديد لحزب الله، وبأنه سيجلب الأمريكان والصهاينة إلى المنطقة، وبأنه عدو للسنة (أنظر من يتهم ويتحدث: والذي يرضع صباح مساء من ثدي أمريكا وتل أبيب)، ولأن الاثنين: الجوزو والـ22 رجل دين، ينطلقون من العباءة السعودية الرسمية، ويتمولون من نفطها الملوث، ولأنهم لا يريدون أن يروا العلاقات الحميمة التي تربط آل سعود بواشنطن وتل أبيب والتي تكاد تفقر المملكة وتحولها إلى (مستوطنة) خاصة للبلدين فيصمتون صمت القبور عليها في الوقت الذي يتبجحون فيه على المقاومين الشرفاء وهم القاعدون التابعون بذلة لواشنطن الذين يهينون بسلوكهم وفتاويهم التكفيرية المستمرة للمسلمين والإسلام، فإننا نجد ومن ضمير إسلامي متجرد ينتمي صاحبه إلى أهل السنة وفقاً للتصنيفات الجديدة المرفوضة أن نسجل ما يلي رداً على علماء الفتنة هؤلاء:
* * * * * *
أولاً:- الصراع والقسمة في لبنان يا سماحة مفتي جبل لبنان، ويا علماء السعودية قسمة بين مشروعين وليس بين سنة وشيعة، صراع بين مشروع يريد لبنان عربي مقاوم متطهر من رجس التبعية لواشنطن وتل أبيب ومشروع يريده لبناناً أمريكياً بامتياز كما هو حال أغلب أنظمتنا العربية وفي مقدمتها النظام السعودي.
في داخل المشروع الأول ستجد سنة وشيعة ودروز وموارنة، وقوميين ويسار، وفي داخل المشروع الثاني ستجد نفس الاتجاهات، ولمزيد من الإيضاح لمن في قلبه هوى أو غرض: هل يمكن اتهام الشيخ فتحي يكن أو الشيخ ماهر حمود بالتشيع وبهدم السنة في لبنان كما يروج فقهاء السلطان في السعودية أو المفتي (الأمريكاني) الشيخ الجوزو، وأين نضع كل من [أسامة سعد ـ كمال شاتيلا ـ عبد الناصر جبري]؟
هل هؤلاء أيضاً يسيئون لأهل السنة والجماعة؟ وهل أمثال سعد الحريري، ووليد جنبلاط وسمير جعجع ممن ركبوا القطار الأمريكي، الذي داس عليهم في أول محطة شرق أوسطية وبلا رحمة هل أمثال هؤلاء يمثلون أهل السنة أو يدافعون عنهم؟ إن الصراع واضح لمن يريد نصرة الإسلام والعروبة ويريد للأمة الحياة في مواجهة من يريد لها الموت.. إنه صراع بين مشروعين يا شيخ جوزو ويا 22 عالم وهابي.
* * * * * *
ثانياً:- لا شك أن هناك مشكلات وأحياناً صراعات بين منتسبين لكلا المذهبين (السنة والشيعة)، وهي صراعات مرفوضة جملة وتفصيلاً لأن محركها والمستفيد الأول منها هو العدو الأمريكي الإسرائيلي، ومن واجب العلماء والثقاة الدعوة إلى مواجهة هكذا فتنة، لا أن يسكبوا (الزيت) على نارها، كما يفعل منذ 75 عاماً شيوخ الدين الوهابي (وليس المذهب لأنهم أصبحوا بما يقدمونه من فتاوى وأفكار وبما يقومون به من ودور التكفير المستمر يمثلون ديناً قائماً بذاته ضد الإسلام وسماحته)، إن العالم الصادق في علمه هو الذي يبحث عن نقاط اللقاء، لا نقاط الخلاف ، هو الداعي للوحدة لا الداعي للفرقة ، وهنا ينبغي أن نهاجم وبقسوة المتطرفين على الجانبين الشيعي والسني، فكلاهما إما جاهل أو مغرض، والأول (أي الجاهل) من واجبنا تعليمه وإفهامه أن ما يجري في المنطقة هو بالأساس صراع بين مشروعين، وليس بين مذهبين، أما الثاني (أي المغرض) فمن واجبنا كشفه وفضحه، لأنه يعلم أن ما يجري هو صراع بين مشروعين ارتدى فيه مشروع بوش وأولمرت عباءة أهل السنة والجماعة زيفاً وزوراً مستخدمين آل سعود وعلمائهم كمطية لتنفيذ مخططاتهم، هذا المغرض يتوزع الآن بين إعلامي مرتزق، ورجل دين ديوس يرى الحق فيحيد عنه، وصولاً إلى حاكم ذليل تابع، إن هؤلاء هم سدنة المشروع الصهيوني الحقيقين وهم دعامته الكبرى ومن الواجب شرعاً فضحهم حتى لا يدمروا الأمة بفتنهم وأدوارهم الخبيثة.
* * * * * *
ثالثاً:- في كل هذه القصة، قصة الصراع الوهمي بين السنة والشيعة سواء في لبنان أو في العراق أو غداً في مصر والمغرب العربي، علينا أن نبحث عن (الدور السعودي الرسمي) فهو في تقديرنا أصل البلاء ومصدره وثمة تنسيق مخابراتي كشف النقاب عنه، وبات الجميع يعلمه الآن، بين مخابرات السعودية (بقيادة بندر بن سلطان) والمخابرات الأمريكية والإسرائيلية (اجتماعات خليج العقبة عامي 2006-2007 شاهد على ذلك) يهدف إلى مذهبة الصراعات في المنطقة، وثمة معلومات تقول أن آل سعود قد رصدوا من أجل هذا الهدف ثلاثين مليار دولار وأنهم في ذلك ينفذون بتناغم كامل الأجندة الأمريكية الجديدة في المنطقة بعد أن تعثرت سياسياً وعسكرياً في أفغانستان والعراق ولبنان. إن الجذور اليهودية لآل سعود (كما سبق ونشر المناضل الشهيد ناصر السعيد في كتابه تاريخ آل سعود) تجد اليوم ترجمتها فيما يقوم النظام السعودي الحاكم به من أدوار ضد مشروع المقاومة العربية والإسلامية، وهذا العداء الشرس (لحزب الله) و(للمقاومة العراقية الحقيقية!!) ولحماس (إنهم بالمناسبة يفرضون حصاراً علناً على حماس اقتصادياً منذ عام ونصف!!) وهذه الكراهية المفتعلة للشيعة (رغم أن بداخل مملكتهم 20% من السكان شيعة) لا نجدها مثلاً عندما يصافح شيعة العراق المحتل الأمريكي أو يعقد معهم اتفاقية احتلال طويلة المدى، فقط هم يعادون (المقاومة)، سواء كانت شيعية أو سنية، ويطلقون صبيانهم من شيوخ الفتنة وإعلامييها لتشويهها كما فعل الجوزو والـ22 أفاق وهابي بقيادة الشيخ المتزوج بأربع: ناصر العمر!!
* * * * * *
رابعاً:- دعونا نسأل ـ وسنظل نسأل ـ ما رأي علماء الإسلام الشرفاء داخل وخارج هذه المملكة في صفقات السلاح التي وقعها آل سعود مع الأمريكان والتي لم ترسل أصلاً للمملكة وصدأت في مخازنها ويقدرها البعض في العامين الأخيرين فقط بـ(80 مليار دولار) وما هو رأيهم في استقبال خادم الحرمين (!!) وأخوتهم من السديريين السبعة لبوش فور مشاركته في العيد الستين لاغتصاب فلسطين والرقص بالسيف معه: أليس هو قاتل المسلمين (السنة!!) في العراق وأفغانستان؟ وما هو رأيهم فيما يقوم به الوليد بن طلال قارون العصر (وفقاً لوصف العالم الشجاع د. محسن العواجي) من فساد اقتصادي وإفساد إعلامي وما هو رأيهم في الاتفاقيات الأمنية الأربع التي وقعها آل سعود معه يوم (17/5/2008) والتي تضمنت (حماية الحدود ـ حماية منشآت النفط ـ مكافحة ما أسماع بوش بإرهاب الإسلامي ـ الاتفاقية النووية)، وما هي انعكاسات ذلك على استقلالية الحرمين ومنزلتهما الشريفة التي لا يجوز لعدو مثل بوش أن يتولى حمايتها أو حماية من يدعي رعايتهما (آل سعود) وما رأي العلماء في هذا الدور المزدوج الذي تقوم به الأسرة السعودية ضد سماحة الأديان فهم يعقدون مؤتمراً (الأربعاء 4/6/2008) للحوار بين الأديان في الوقت الذي يطلقون فيه كلاب الفتنة لتصدر بياناً أو تروج لمواقع تزيد من صراع الأديان بل من الصراع بين أتباع الدين الواحد، دور مزدوج بات مكشوفاً ومفضوحاً ومثيراً للسخرية؟!
* * * * * *
إن هذه الأسئلة التي نطرحها على (الشرفاء) من علماء الأمة ومثقفيها (وليس على الموظفين التابعين أمثال الجوزو والـ22 أفاق وهابي) تستدعي سؤالاً مركزياً أهم وهو: هل يجوز شرعاً أن يظل آل سعود وجوقة فقهاء التكفير الوهابي هؤلاء هم المسيطرون على الحرمين الشريفين ومقدساتنا الحجازية؟ هل بعد وضوح تبعيتهم وموالاتهم لأعداء الأمة: من الأمريكيين والصهاينة وفقدانهم للأهلية والمشروعية الدينية يجوز أن يظلوا هم المتحكمون في موسمي الحج والعمرة إشرافاً وإفتاءً أما أن الواجب الشرعي يحتم علينا جميعاً الآن أن ندعوا إلى رفع أيديهم فوراً عن هذه المقدسات لأن العقل الذي يتهم شهداء المقاومة، ويسفه جهادها في بلاد المسلمين، واليد التي ترقص بالسيف مع بوش لا يجوز شرعاً أن تغسل الكعبة المشرفة أو تلمس حرمها؟
أسئلة برسم علماء ومثقفي الأمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله،،،
E-mail: [email protected]