علي الكاش
احتفل الاتحاد الوطني الكردستاني بمناسبة الذكرى( 33) لتأسيسه والذي توافق مع توقيع اتفاقية
احتفل الاتحاد الوطني الكردستاني بمناسبة الذكرى( 33) لتأسيسه والذي توافق مع توقيع اتفاقية
علي الكاش
احتفل الاتحاد الوطني الكردستاني بمناسبة الذكرى( 33) لتأسيسه والذي توافق مع توقيع اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران عام 1975, حيث انشق عن الحزب الديمقراطي الكردستاني, ومن النوادر أن الحزب يحتفل بذكراه التي توافق ” اتفاقية الجزائر المشئومة” كما جاء في البيان السياسي الصادر عن الحزب في الأول من حزيران الشهر الجاري! ومن المعروف أن الحزبين يتخذان نفس الهدف ويتطلعان لإقامة دولة على أنقاض جمهورية مهاباد التي لم تتمكن من أن تعمر أكثر من(11) شهرا, لتضم أكراد العراق وسوريا وإيران وتركيا وروسيا, وما يزال هذا الحلم يداعب مخيلة زعمي الحزبين الكرديين رغم الكراهية والبغضاء التي تشكل قاسما مشتركا بينهما, فهما ينطبق عليهما وصف” الأخوة الأعداء” والذي يوحدهما ليس أكثر من المطامع المشتركة وابتزاز العراقيين من غير الأكراد والحصول على اكبر قطعة من الكعكة العراقية الملوثة بدماء الأبرياء.
احتفل الاتحاد الوطني الكردستاني بمناسبة الذكرى( 33) لتأسيسه والذي توافق مع توقيع اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران عام 1975, حيث انشق عن الحزب الديمقراطي الكردستاني, ومن النوادر أن الحزب يحتفل بذكراه التي توافق ” اتفاقية الجزائر المشئومة” كما جاء في البيان السياسي الصادر عن الحزب في الأول من حزيران الشهر الجاري! ومن المعروف أن الحزبين يتخذان نفس الهدف ويتطلعان لإقامة دولة على أنقاض جمهورية مهاباد التي لم تتمكن من أن تعمر أكثر من(11) شهرا, لتضم أكراد العراق وسوريا وإيران وتركيا وروسيا, وما يزال هذا الحلم يداعب مخيلة زعمي الحزبين الكرديين رغم الكراهية والبغضاء التي تشكل قاسما مشتركا بينهما, فهما ينطبق عليهما وصف” الأخوة الأعداء” والذي يوحدهما ليس أكثر من المطامع المشتركة وابتزاز العراقيين من غير الأكراد والحصول على اكبر قطعة من الكعكة العراقية الملوثة بدماء الأبرياء.
جاء في بيان الذكرى المشئومة للإتحاد ” أن ولادة الحزب مهدت لمرحلة جديدة من نضال (الكردايتي) التي اختلفت من حيث الشكل والمضمون عن المرحلة السابقة” أما الكرد(ET) فأنها مصطلح جديد ربما يشير إلى( فيلم أيتي) الذي يتحدث عن مخلوق غريب قادم من السماء؟ فأحلامهم الغريبة لا تختلف عن أفلام الخيال العلم!
مع تسليمنا بما جاء في بيان الحزب بأنه حقق نقلة نوعية, فهو فعلا حقق نقلة بتحوله من حزب رجال الكهوف والمخربين إلى حزب الميليشيا المنظمة, وتحول لصوصه من لصوص أغنام وماعز إلى مافيات كبرى لسرقة أموال العراق ومؤسساته وثروته النفطية, وتحول زعيمه من رئيس عصابة البيشمركة إلى رئيس جمهورية العراق, وأصبحت ثروة الطالباني ملياري دولار ناهيك عن ثروة زوجته وأولاده التي تضاهيه!
الإتحاد الوطني احتفل بهذه الذكرى كحزب فقط وهذا من حقه ولكنه لا يعبر عن احتفال الشعب الكردي المبتلى بهذه الطغمة الحاكمة, فالشعب الكردي ليس له أية علاقة بالاحتفال لا عن قريب ولا عن بعيد, فالحزب في وادي والشعب الكردي في وادي آخر, وادي الحزب يزدهر بالغنى والثراء الفاحش والامتيازات ووادي الشعب وادي غير ذي زرع يشكو الفقر والفاقة والظلم والطغيان, ففي الوقت الذي يعاني الأكراد من انقطاع التيار الكهربائي المستمر(15 ساعة في اليوم تقريبا) فأن مقبرة إبراهيم احمد والد زوجة الطالباني تزود بالكهرباء لمدة(24) ساعة يوميا! فيا بخت الأموات ويا ذل الأحياء! وعندما طلبت الإدارة الأمريكية بناية كمكاتب لموظفيها في السليمانية قام الطالباني بطرد طلاب كلية تقنية وتفريغ البناية لأسياده الأمريكان!
يحدثنا التقرير الذي نشره معهد أمريكان انتربرايس والذي كتبه مايكل روبين تحت عنوان( هل كردستان العراق حليف جيد) يقصد بالطبع حليف لأمريكا! بأن” كردستان كانت المستفيد الأكبر من تحرير العراق, وكدس الطالباني أكثر من(2) مليار دولارات فهو يسيطر على الشركات القابضة فبعضها مرتبط بأقاربه والبعض الأخر بحزبه, وقد حول الطالباني بصفته زعيم الاتحاد الوطني الأراضي الحكومية إلى أقاربه لكي يكسبوا المزيد من الفوائد, وفي احدى الحالات أستخدم نوكان وكيل أعمال الحزب كوسيط لطرد السكان من الأراضي التي يرغب حزبه في تطويرها لرعاية أعضاء حزبه” كما أن حزبه يسيطر على كل التعيينات بما فيها القضائية, وقد اكتشف مراقبو حقوق الإنسان وجود سجناء بناء على قرارات ارتجالية من أقارب الطالباني. وزوجة الطالباني هيرو خان من سيدات الثراء الفاحش وتمتلك الكثير من الشركات الاستثمارية ومنها محطة تلفزيون قضائية وشركة اتصالات موبايل وصحف وفنادق وقسم منها في أوربا, كما يدير أحد أبنائه رئاسة مخابرات الحزب, والآخر قوباد يمثل حكومة الإقليم في واشنطون, وصهر الطالباني يشغل منصب وزير الموارد المائية وأخو زوجته سفير العراق في الصين, وهكذا تسير أمور العائلة. لكن البيان يولي ظهره إلى هذه الحقائق ويدعي” إن ولادة الحزب خلقت مرحلة جديدة من تحقيق المكتسبات والسياسة الحكيمة والصحيحة بروح تملؤه (ليس تملئها) نكران الذات والنضال الجماهيري”! فأي نكران ذات يتحدث عنه البيان؟
كما جاء في البيان تمجيد هائل للديمقراطية والحريات التي يتمتع بها الإقليم وأنت تقرأه تظن نفسك في سويسرا وليس الإقليم الغارق من رأسه إلى أخمص قدميه بالفساد والعشائرية والظلم, وهو الأمر الذي يمكنه أن نستشفه من خلال اللجوء السياسي المتزايد للأكراد في الدول الأوربية, فهم يحدثونك عن الأوضاع المزرية في الإقليم التي جعلتهم يهربون من الفردوس الطالباني إلى الجحيم الأوربي؟ في حين يشير البيان بكل صفاقة عكس ذلك ” في كردستان نلاحظ اليوم وجود الحريات الأساسية والديمقراطية التي أصبحت هوية تجربتنا”! ويفند التقرير الأمريكي هذا الادعاء بالقول ” تجري استخبارات كلا الحزبين الكرديين في العمق, ويكون التعذيب شائعا وهما لا يلتزمان بأيديولوجيات تأسيسهما, وان عدم الانقياد بخط الحزبين له عواقب وخيمة فالطلاب الذين ينتقدون الحزب يوضعون على القائمة السوداء من حيث التوظيف وفرص التعليم, و الحاصلين على معدلات عالية من غير المرتبطين بالحزب ينظر إليهم باعتبارهم غير كفوئين, وغالبا ما يكون البيشمركة فوق القانون” ويستشهد المقال بحادثة إطلاق احد عناصر البيشمركة النار على ضابط مرور لمخالفة الأخير إشارة المرور, ولكن عناصر أخرى من البيشمركة رافقت المجرم ليمنعوا المدعي العام من توجيه الاتهامات إلى عنصر البيشمركة!
وحول حرية الصحافة كدليل على حرية الرأي في الإقليم ينكر التقرير وجود مثل هذه الحرية ويذكر ” إن حرية الصحافة في كردستان في تراجع, فلا توجد هناك توازنات, حيث تستخدم زوجة الطالباني نفوذها على كل المحطات الفضائية والمحلية والصحف والمجلات للسيطرة عليها وتجنب نقد سياسة الإقليم, ويستخدم الحزبان أساليب التهديد والإفلاس وحتى حبس الصحفيين الذين يجرئون على نقد الحكم” و يستذكر البعض ملاحقة صحفيي جريدة (هاولاتي) بعد أن وجهت انتقادات للمسئولين في الحزب.
وكنموذج آخر على ديمقراطية الإقليم إن المنظمات غير الحكومية تخضع بشكل مباشر لتأثير الحزبين الكرديين, فزوجة الطالباني تشرف على أعمال منظمة رعاية الطفولة الكردية, ومنظمات حقوق الإنسان تغض النظر عن الانتهاكات الجسيمة التي تجري حاليا في الإقليم وهي ما تزال تعزف على أسطوانة النظام السابق المشروخة وهولوكوست حلبجة, بالرغم من كون الإقليم لم يكن يخضع لسلطان الدولة المركزية منذ عام 1991؟
مرت الذكرى التأسيسية بطريقة فقيرة بمنظر باهت وعبر أبواق الاتحاد الوطني فقط والمستفيدون منه كالبيشمركة وعناصر الحزب وأقارب الطالباني, كما جاء البيان تافها جافا كأوراق الخريف فهو لم يتضمن رؤية واضحة وبرنامج عمل محدد أو أولويات العمل المستقبلي, ولم يشر إلى المنجزات التي حققتها القيادة الكردية ولا إلى حقيقة الأوضاع القائمة التي من الصعب التنبؤ عما ستسفر عنه في ظل عدم قدرة الشعب الكردي التعايش والتفاعل معها, فأحلام الشعب الكردي بدأت تتراجع وتتآكل بسرعة كبيرة بسبب الموروثات المتخلفة والنظم العشائرية المتطرفة والمواقف العاجزة وإهدار القيم الإنسانية والتمايز الذي تمارسه القيادة الكردية عن الغير في ظل التقوقع والانكفاء, مما جعل التساؤلات الخلافية يؤطرها الريب في إمكانية تجنب الرؤى السلبية للمستقبل المنظور والتي سيدفع ثمنها الفادح الشعب الكردي.
من نافلة القول إن الدور الذي اضطلع به الاتحاد الوطني الكردستاني منذ تأسيسه لحد الآن هو مسلسل درامي من المواقف الخيانيه التي دفع فاتورتها الشعب العراقي وآخرها الغزو الأمريكي للعراق الذي تم بتعاون الحزبين الكرديين علاوة على المحاولات المستمرة لسلخ العراق من عروبته, وهذه المواقف لا تشرف إي كردي شريف ينضح بحب العراق. ومن المؤكد إن مواقف القيادة الكردية العميلة المتخاذلة وإفرازاتها الكريهة على كل الاصعد والمشاكل المتسارعة والظلم والاستبداد والقمع الذي تمارسه ضد الشعب الكردي جعلته يتأرجح ما بين مرحلتي سوء الحظ والحظ الأسوأ, ولكن في النهاية سيتمخض هذا الواقع المزري عن انتفاضة صاعقة تنقض على رؤوس العملاء, وتعيد لشعبنا الكردي الأصيل كرامته وعزته ومجده ويعود إلى أحضان العراق الواحد الموحد, وستسمى تلك مرحلة غسل الوجدان الكردي من أردان العمالة, وأن غدا لناظره لقريب.
علي الكاش