يقول مسؤولون أميركان أن 12000 عراقي سيتم تهجيرهم الى الولايات المتحدة خلال الشهور الأربعة المقبلة أي حتى نهاية السنة المالية الأميركية في الثلاثين من أيلول المقبل. ويؤكد هؤلاء المسؤولون أن هناك حوالي 70,000 عراقي مؤهل للهجرة الى أميركا لكن “المتعاونين” مع الحكومة الأميركية وجيوش غزو العراق و”المقاولين” الذين تقاضوا مبالغ من السفارة الأميركية والمترجمين لهم أسبقية القبول، إضافة الى المشمولين بحالة التعرض للاضطهاد أو التهديد.
وتقول الواشنطن بوست أن الحكومة الأميركية افتتحت مكتبها الأول الدائم في بغداد لترويج معاملات العراقيين الباحثين عن الاستقرار في الولايات المتحدة، رداً على الانتقادات التي تتهم إدارة الرئيس الأميركي (جورج بوش) بأنها فشلت في مساعدة الألوف من العراقيين الذين تتعرض حياتهم للخطر بسبب “‘عملهم مع المنظمات الأميركية”.
والمكتب الذي بدأ بمقابلة مقدمي طلبات الهجرة، أكمل فعلا معاملة 80 موظفاً عراقياً في السفارة للمغادرة، وأول إثنين منهم وصلا الى الولايات المتحدة هذا الأسبوع، طبقاً لما قاله السفير (جيمس فولي) منسق وزيرة الخارجية الأميركية (كونداليزا رايس) لشؤون اللاجئين. وقال (فولي) في مقابلة مع الواشنطن بوست في واشنطن أن 1141 لاجئاً استقروا في الولايات المتحدة خلال شهر أيار الماضي وإنه يعتقد أن الإدارة الأميركية سوف تصل الى هدف تهجير 12000 عراقي للسنة المالية الحالية التي تنتهي في 30 أيلول.
ويقول (أمت بيلي) مراسل الواشنطن بوست في بغداد إن مكتب ترويج معاملات اللجوء الذي يقع في المنطقة الخضراء المحصنة بحراسات مشددة سوف يمكن العراقيين الذين لا يستطيعون السفر الى خارج العراق من تقديم طلبات الهجرة الى المكتب. ويوضح مراسل الصحيفة أن العراقيين يشتكون منذ سنوات من أنهم لا يستطيعون الوصول الى مكاتب الهجرة في سوريا والأردن ومصر بسبب التكاليف المالية أو تقييدات تأشيرة الدخول الى هذه البلدان.
وأكد مسؤول أميركي في بغداد –مشترطاً السرية لعدم السماح له بالتحدث الى الصحافة- قوله: “إن الهدف الكامل من هذا المكتب لتوفير مكان يمكن الوصول إليه بالنسبة الى العراقيين الذين يعانون من مشاكل أو يعانون من تهديدات بسبب ارتباطاتهم مع قوات الولايات المتحدة في العراق.
وقال إن أكثر من 4.5 مليون عراقي هربوا من بيوتهم منذ سنة الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، وقد شكلوا أكبر أزمة للجوء في الشرق الأوسط. وطبقاً للمندوب السامي للجنة العليا لشؤون اللاجئين، فإن هناك حوالي 1.2 مليون عراقي في سوريا، وفي الأقل 500 ألف في الأردن، إضافة الى 350 ألف في مصر، وفي لبنان ودول الخليج. وهناك قرابة 3 مليون شخص هربوا من بيوتهم الى أماكن أخرى أكثر أمناً لهم في العراق بسبب الحرب الطائفية.
وتشير الصحيفة الى أن رئيس الوزراء (نوري المالكي) كان قد أخبر مجموعة متبرعين في السويد الأسبوع الماضي أن حكومته سوف توفر 195 مليون دولار لاستقرار اللاجئين الذين يعودون الى العراق. وهو حتى الآن –على الرغم من حث المسؤولين في إدارة بوش حسب زعم الصحيفة- لم يقدم أكثر من 25 مليون دولار لمساعدة العراقيين الموجودين خارج البلد.
وقالت اللجنة العليا لشؤون اللاجئين التي تقدم المساعدات الإنسانية الأساسية للاجئين في سوريا والأردن إنها تحتاج الى مبلغ 400 مليون دولار إضافي أو أنها سوف تخفض حجم المساعدة التي تقدمها للاجئين، لكن دولاً عدة في منطقة الشرق الأوسط أكدت أنها تمتنع عن تقديم مساعداتها الى أن تقدم الحكومة العراقية مساعدتها المالية الإضافية لمواطنيها.
وتؤكد الواشنطن بوست أن صناع القرار والناشطين الأميركيين يوجهون انتقاداتهم إلى الإدارة الأميركية بسبب ما يسمونه عدم الرعاية الكافية بالعراقيين الذين يعرضون حياتهم للخطر بمساعدتهم لجيوش الولايات المتحدة.
وقال مسؤولون أميركان إن مكتب بغداد سوف يقبل طلبات الهجرة بموجب قانون السماح بدخول العراقيين الذين عملوا مع الحكومة الأميركية، أو مع قوات التحالف الذي قادته القوات الأميركية، والمقاولين الذين اصطفوا الى جانب المهمة الأميركية في العراق والذين تسلموا تمويلاً من الحكومة الأميركية، أو الذين تعاونوا مع المنظمات الأميركية التي مقرها واشنطن، أو المنظمات غير الحكومية.
وتشير الصحيفة الى أن العوائل التي تقدم طلبات الهجرة تجتاز اختبارات التأهيل، بعد أن يقدموا ما يثبت أنهم يعانون من خوف حقيقي من الاضطهاد أو التهديد، حيث قتل مئات العراقيين بسبب عملهم مع الأميركان. وهناك حوالي 70,000 عراقي يمكن أن يكونوا مؤهلين للهجرة -طبقاً لما يقوله مسؤولون أميركان- مشيرين الى أن هذا البرنامج ليس له سقف محدد. وقالوا إن العملية بين تقديم طلب الهجرة والوصول الى الولايات المتحدة تستغرق من 6 الى 9 أشهر.
وعلى الرغم من 6347 لاجئاً عراقياً قد استقروا في الولايات المتحدة خلال السنتين الماضيتين، فإن حوالي 6 آلاف إضافيين قد وصلت معاملاتهم الى مراحلها النهائية منذ شهر آذار الماضي ومن المحتمل أن يقبلوا حالاً، حسب تأكيد مسؤولين أميركان.