مفاده… بأن السيد اسماعيل هنية سيقدم استقالته لأسباب ما آلت اليه الأوضاع في قطاع غزة ” وأضاف الخبر ” أنه ( أي هنية ) يعيش حالة من تأنيب الضمير ، والعذاب النفسي بسبب ما يعيشه القطاع من وبال ومصائب وكوارث طالت الأخضر واليابس ، وأدت لحالات كثيرة من الموت ، ونقص في الأدوية ، وانعدام للحياة بكافة أشكالها ….. ، وأنه لن يستطيع السكوت على الوضع وهو يرى الأطفال يموتون دون أن يستطيع أن يفعل لهم شيئا ، ويرى غزة تدمر وهو مكتوف اليدين ، لذلك وحرصا على ما تبقى من غزة ، وفي محاولة لإعادة الحياة إليها كان قراره بالاستقالة والتنحي ، مسترشدا بقول الخليفة عمر بن الخطاب – رضى الله عنه –
(( والله لو تعثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها يوم القيامة” وكيف لم أمهد لها الطريق))
…فما بالنا بموت أطفالنا ، وجوع أبنائنا وحياة الناس التي أصبحت كالجحيم .؟
الحقيقة أنني لم أستغرب مثل هذا النبأ عن رجل مثل الأخ ابو العبد المعروف بتقواه وحسن سيرته وخاصة انه من المؤمنين الصالحين الأبرار ” ومن حفظة القرآن وقارئيه ” وقد استمعت اليه عبر الأثير وهو يحيي ليالي رمضان بقراءته التي تدخل القلب” وصوته الرخيم
وعندما يقول لنا هذا… وإن صحَ الخبر ؟
ان يتخلى عن منصبه لأجل كل هذا الذي حصل لشعبه
” فنقول… بارك الله بك يا ايها الرجل المؤمن الصادق العادل ، وقد حزمت أمرك وانت ترى هذا الظلم والأجحاف يقع على ابناء أمتك التي أوصاك بها الله ورسوله خيراً “ ولهذا نعطيك كل شهادات التقدير والعرفان وسنفرش لك الأرض ريحان ، وسنحتفل ونرفع صورك في كل مكان ، ونكتب عنك القصائد وننشدها بالألحان ، ونكتب أسمك على أوراق الشجر في كل بستان “
يا هنية إسمع رأي الأغلبية
كتبتها في مقالة قبل عام أو اكثر ” واعتقد أني وضعت له كثيرا من الأمور في نصابها آنذاك وقد كنت ناصحاً أمينا ككثيرٍ من أصحاب الأقلام الحرة ” وقد نبهنا وقبل أن تغرق السفينة في مستنقع السلطة وقلنا لهم ((قبل ما تغيص قيس )) ولكن كانوا كالملهوف على الكرسي والحكم ،فوقعوا في الفخ وكان ما كان من أمور ربما ليس لبعضها ذنب لهم ، وخاصة أنه كان معروفاً بأنهم لن يهنؤوا بهذا الوضع” ولأسباب كثيرة منها داخلي ومنها خارجي وهو أمر كان واضح المعالم ولا داعي للتفصيل لأن التفصيل معروف ..! ولم يحسبوا حساباً لأنعكاسات الوضع على الشعب الذي لا حول له ولا قوة ” فالموضوع أكبر من الشعب ومن حياته لأنهم من خلال الحكومة سيجلبونها من البحر الى النهر وربما مع بعض الجُزر التي ستظهر من أطراف الوطن بعد ما تتقطع بفعل الزلزال القادم والذي يبشرنا به علماء الجويولوجيا أنه قادم لا محالة… (وكيف لا ..؟))
والآن وبعد عام من الأحداث التي شقت الوطن ووضعت غزة وأهلها على شفا جُرف هارٍ ٍ نتمنى أن لا ينهار بأهلنا في أخاديد الأرض بفعل ما قد يحصل بعد أن يصِل الغضبُ الألاهي الى ذَروَته
ِوالدلائل تشير أن أهلنا في غزة في طريقهم الى الأنهيار التام لا قدر الله .
وعندما يستذكر الأخ ابو العبد قول الخليفة العادل (عمر بن الخطاب ) حول البغلة وتعثرها ،
فأننا نقول للأخ هنية ” لقد بحثنا عن بغلة في قطاع غزة لنسألها ( هل تعثرتِ يا بغلة ).؟؟
فلم نجد حتى أي بغلة ” وإنما وجدنا أطفالاً قد قضوا موتا ً لأسباب كثيرة ونساء وشيوخ من مرضى ومحرومين دفعوا حياتهم جراء الحصار ولا نقول بأن الأخ ابو العبد كان السبب لأنه لا يمكن أن يكون هكذا فهو يخاف الله
ولكن سأقول له وليأخذ كلامي كمواطن فلسطيني خالص الوجه ل لله تعالى ” وما دافعي هنا سوى كلمة أتمنى أن يكون لها أصل ثابت وفرع شامخ (ولا أُزكي نفسي ) والله يزكي من يشاء .
” لم نجد البغلة في غزة ” ولكننا وجدنا شباباً في عمر الزهور قد قُطعت أطرافهم وشوهت نفوسهم حتى بات الكثيرين منهم ما عادوا يطيقون الأستمرار في الحياة ويتمنى بعضعهم لو أن الرصاصات توجهت الى قلوبهم ورؤوسهم بدلاً من أيديهم وأرجلهم ،
ناهيك عن باقي الشباب الذين باتوا يعيشون في غربة رغم انهم بين أهليهم وشعبهم “
لم نجد البغلة في غزة ” ولكنا وجدنا الفقر والعوز الذي وصل حتى الى بيوت الأغنياء أو الذين كانوا أغنياء وقد وصل بهم الحال لحد الفقر لعدم تمكنهم إيجاد وسائل إعداد الطعام لهم ولأبنائهم وباتت حياتهم جحيماً في ظل الأستبداد والتمايز بين من أمه في البيت وأمه من خارج البيت
( اللي أمه بالبيت بيوكل خبوة وزيت )
لم نجد البغلة في غزة ولكن وجدنا القطط الميتة على جانب حاويات القمامة والتي كانت تجد فيها فتات وبواقي طعام الناس ” فأكثر الناس ما عاد عندهم طعام أصلاً ” فمن أين يلقوا بالبواقي
وهناك من فرح لموت القطط وها نحن نراهم يتسلقون الحاويات ” ولكن يبدوا أنهم سيموتون بحسرتهم ” (وجدوا الحاوية خاوية )
لم نجد البغلة في غزة ” ولكننا وجدنا الآف الشباب الذين أنهو دراستهم في العام الفائت وهم الآن لا حول لهم ولا قوة وقد سدت في وجوههم سبل التعلم وأكمال دراساتهم الجامعية حتى باتت مسيرة التعليم العا لى لشعب معروف عنه الطموح والصعود الى أعلى درجات العلم والتعلم باتوا عالة على أولياء امورهم وقد تحطم مستقبلهم
لم نجد البغلة في غزة ” ولكنا وجنا وسمعنا أنين المظلومين جراء الأستقواء من قبل فئة تدعي الأمن والأمان وهي تروع الآمنين في بيوتهم وشوارعهم وجامعاتهم ومؤساتهم وتستبيح كراماتهم وتمنعهم من حق التعبير عن مشاعرهم الوطنية في يوم نكبتهم القديمة ليعيشوا بنكبة جديدة أقسى وأمر من النكبة الأولى ..!
لم نجد البغلة في غزة ” ولكن ماذا عن التفسخ الأجتماعي بين اخوة الدين والمعتقد والوطن .؟
أين التآخي والمحبة التي كانت تجمع الجميع على قلب رجل واحد … وأين رص الصفوف في مواجهة أعداء الله الذين يستبيحون الوطن صباح مساء ..!؟
بعد كل هذا يا أخ ابو العبد وقد أعطيناك كل شهادات التقدير والأعجاب والتي سنضع عليها كل التقدير والأعجاب لأنا نجد فيك كل الميزات التي ذكرناها آنفاً
ولكن يا أبو العبد ما ذا سينفعك كل هذا عندما تقف أمام الأستحقاق الألاهي في يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بوجه سليم .؟
وهل برأيك أن شهادات كل من في الأرض وهتافات من يهتفون لك عبر الأثير من هنا وهناك سيكون هذا كفيل بان تمر مرور الكرام أمام السؤآل الكبير من الله العظيم ..؟
عندما يسألك هل أديت الأمانة وأعنت عبادي على قضاء حوائجهم وتيسير أحوالهم ورفع مظالمهم وكشف ظُلامهم وإنصاف مظلوميهم ، وهل وضعت الحد لكل من تجاوز الحد ..؟
وماذا ستجيب الأنفس التي أزهقت أو من ستحمل أطرافها التي بُترت بغير وجه حق
((وكما ورد في الأثر)) سيُحضرُها خالقَ الخلق ، وكل نفس تحمل دمائها وروحها التي زُهقت لتقول لك…
يا شيخ ابو العبد يا مؤمن يا حافظ القرآن بأي ذنب قتلنا ..؟
الم يأمرك الله ان تقيم شرعه من خلال محاكمة عادلة واستيفاء لكل جوانب القانون والشرع .؟
الم يأمرك الله أن تسال من قتلونا وتتحقق إن كنا نستحق القتل أو لا.؟
لا نريد أن نقول أنك مسؤول عن كذا وكذا من جوع وضيق الأحوال ، فهو الحصار ولا نريد أن نقول أنكم أسباب الحصار لأن هذا غير منطقي ، فالحصار له عوامل كثيرة أنتم جزء منه لأسباب تتعلق بالسياسة والعداء الخارجي ووو….الخ.
ولكن على أقل تقدير أين كنتم من أحقاق الحقوق وا لأ لتزام بالقانون الذي يمنع هذا الأجرام والأستخفاف بحرية الناس على إختلاف إنتمائاتهم السياسية ، والظلم والفساد الذي استفحل في الوطن ، وهذا التمايز بين من هو من أهل البيت ومن هو من خارجه ، أو من هو موالي وغير موالي …!؟
اليس أبناء غزة هم عيالك ورعاياك وأبنائك ، والله امرك بالعدل والأنصاف حتى في معاملة العدو وحتى الأسرى منهم ، فما بالك بمن يقولا لا الاه الا الله ومحمد رسول الله..!؟
ماذا ستقول لرب العباد إن سألك عن الرعية وأنت الراعي ..؟
هل ستقول له إسأ ل البغلة التي لم تتعثر ..؟ الا تخاف ان يُحْضِر لك سيدنا عمر بن الخطاب فيُبلغك ما ذا كان يعني عندما قال… لو تعَثرت بغلة في العراق ..؟
وهل ستقول له …. يا عمر أنت قلت في العراق وأنا لست مسؤولاً عن العراق ؟
وعندها الا تتوقع ان يقول لك … وما الفرق بين العراق وغزة .!؟
أم انك ما زلت مصراً وستستشهد بنا بأننا لم نجد بغلة قد تعثرت في غزة ..؟
الأخ ابو العبد …لقد تعثرَ شعبٌ عظيم في غزة …. فبالله عليك من المسؤول …!؟
ألأخ أبو العبد من محب لك أنصحك بأن تعيد قراءة القرآن من جديد “
وستتأكد أن الله تعالى لم يذكر في كتابه الكريم أيٍ من( فتح ولا حماس) … بل ذكر كل الناس