محصلة الانتخابات البرلمانية الكويتية قدمت بالدليل الملموس صورة واقعية عن واقع المرأة في المجتمعات العربية بحيث لا يبقى أثر للمزايدات والادعاءات المغايرة والتي يستطيب ذكور الأنظمة الحاكمة التخريف بها في المناسبات الوطنية..! ولا يغيِّر كثيراً من هذه الحقيقة وجود بعض المفارقات والفروقات الشكلية والمظهرية والاختلافات النسبية بين المجتمعات الشرق أوسطية فيما خص قضية حقوق المرأة..!؟ إنه واقع كان ولا يزال يكشف عن مفسدة حقيقية تطال البنية المجتمعية الراسخة منذ قرون بحيث لا يبقى في اليد ما يمكن عمله فهي إذاً دعوة صريحة لليأس من حقيقة الجدوى الممكنة لمضامين الإصلاحات البنيوية التي يجري الحديث عنها في بلدان العرب الإسلامية كاستجابة لازمة للاستحقاقات المتوجبة في عصر ترتقي فيه المعايير على كل الصعد وتصبح لازمة حضارية أكثر فأكثر و يوماً بعد يوم.! نعم اليأس عينه إذا لم يتم تفكيك عرى الثقافة النسوية المهيمنة الموروثة منذ عشرات القرون هذه الثقافة التي قامت وتأسست على النقل الذكوري المنحاز فشوَّهت وعطَّلت ما هو ايجابي وقد كان نسبياً وفي حدود ضيِّقة وكرَّست ووسَّعت ما هو سلبي وكان هو الطاغي .!
أما بعد وبعدين فإن السؤال الذي يواجه المرء وليس المرأة في مثل هذا الواقع النسائي الكئيب هو: كيف يستمر وبزهو نرجسي واشمئناط انتلجنسي كبار المفكرين وصغارهم، والمحلِّلين، والمنظِّرين العقرانيين، والمنطنطين في قاعات البرلمانات الذكورية الكراكوزية، و التحرريين في زواريب المنظمات المدنية التي يندر أن تجد في صفوفها امرأة أو المنظمات النسائية التي ظلّّت ظاهرة صوتية بالرغم من جهود مؤسسيها كيف يستمرون في مديح الثقافة السائدة لا بل اعتبارها أم الثقافات..!؟ وليس مجهولاً أمر أولئك المناضلين الذين يرفعون راية حقوق المرأة في حين أنهم ينافسون من وراء الظهر في تفاصيل حياتهم اليومية مغتصبي هذه الحقوق فيحجبون زوجاتهم، وشقيقاتهم عن الحراك المدني كما يحجبونهم عن الضيوف الذكور درءاً للفتنة، والغواية، ووسوسة شياطين المنكحة ومع ذلك لا يتورعون في الوقت نفسه عن التأكيد كذا ألف مرة على حتمية انتصار قضايا المرأة العربية ويا لها من قضايا يخونها أولاً أصحابها بأوامر ذكورية كما حصل مؤخراً في الكويت…!؟ ولهذا.. وكنتيجة لهذه الأوضاع النسوية المذرية فإن الضابطة السابقة والموسادية الخبيرة والسياسية الوزيرة التي تستعد لركل أولمرت على قفاه لتجلس مكانه لن تجد امرأة عربية واحدة في أنظمة دول العرب على اختلاف أنواعها وذلك كي تتعارك معها في لعبة شد الشعر على الأقل..! وستجد نفسها مضطرة لمواجهة المسئولين العرب الفطاحل الذين يحتكرون الميدان وهي تعرف جيداً أن بعضهم من دون أسنان وبعضهم تعرف تسيفني وعصاباتها من زمان أنهم خصيان…!؟