مازال البعض ، موهوما أو مستفيدا ، يتشفع للأحزاب ( الإسلامية )
وبين أفتى ولم يفت بمقاومة الاحتلال ، وبين كفن أبيض من أجل المقاومة والتحرير يتحول الى راية استسلام بيضاء ، وبين ( ممثل ) فرضته قوات الاحتلال لهذه الطائفة او تلك القومية ، يرى المتابع البليد وحده ان ( حابل العراقيين إختلط بنابلهم ) ، ولكن العراقيين الرافضين للإحتلالين ، الأمريكي الأيراني و ( عوازتهم ) الكردية ، لم يختلط عليهم الأمر منذ اليوم الأول لتدنيس بغداد في ربيع عام ( 2003) ولحد الآن ، لأنهم يرون على الساحة خندقين لاأكثر :
+ + خندق الاحتلالات المركبة ، وفيه كل المشاركين في العملية السياسية بدون إسثناء ، خاصة وان ذرائع البعض ، سنة وشيعة ، قد سقطت بتراكم الجثث مجهولة الهوية معصوبة العينين مكتوفة اليدين ، واستمرار الاعتقالات ضد المناوئين للإحتلالات ، وعدم حلّ مشكلات المهاجرين والمهجرين وازدياد اعدادهم بدلا من نقصانها ، وفقدان الأمن في معظم مدن العراق غير الساقطة تحت حماية القوات الغازية .
+ + وخندق الوطنيين ، الرافضين لكل انواع الاحتلالات ، وكل انواع التفرقة الطائفية والتفرقة القومية العنصرية الوافدة من بطون ( الفوضى الأمريكية الأيرانية الكردية الخلاّقة ) ، ممن رفضوا وظائف ربّاطات أحذية و( كيوات ) لقوات الاحتلالات منذ اليوم الأول لدخولها أرض بلاد ( السوادين ) : سواد لمآس غنية عن الوصف والتعريف يراها العالم يوميا ، وسواد خصب في تربة المواطنة السليمة العصية على التدمير ، شاملا أم غير شامل ، رافض لسقوط القيم الانسانية والأخلاقية الذي يتبرعم ويتراكم في جانب الخندق الأول .
لست ميّالا لدخول مماحكات في الدين ، لأنني لست فقيها فيه ، ولست عالما ، ولست آية ولا حجة ، وانما أنا مجرد مسلم بسيط فهم مبادئ دينه ، ولكن ماجاء به مستشار الشؤون الشيعية في السفارة الأمريكية المحاصرة في بغداد المعمّم المدعو ( أياد جمال الدين ) من حزب ( علاّوي يجرح مايداوي) ، وجميعهم من القادمين مع الدبابات الغازية الأمريكية الى بغداد ، عن حق ( المقاومة العراقية ) قد إستفزني بلا بدايات وبلا نهايات ، لأن هذا المعمّم بالذات يعبر دائما وبصراحة عن وجهة نظر الاسلام المعدل وراثيا في معامل الآنسة ( كوندي ) !! .
لي مآخذ على حزب الله والسيد حسن نصرالله ( جندي ولاية الفقيه ) لامجال لذكرها هنا ، ولكن ماقاله الرجل مؤخرا عن ضرورة مقاومة الاحتلال في العراق كلمة حق لامجال للتشكيك بها ، الا ّ اذا كان نصرالله يعني الاحتلال الأمريكي وحده ويستثني الاحتلال الأيراني واحتلالات الطالباني والبرزاني ، وهذا لم يتضح في خطاب الرجل ، ولكن ما إتضح على الجانب الآخر أن السفارة الأمريكية مغتاضة من نصرالله ، فأمرت مستشارها لشؤون الشيعة ( أياد جمال الدين ) ان يرد مدافعا عن هذه الاحتلالات .
طريف ( أياد جمال الدين ) أنه يقول في معرض ردّه على خطاب نصرالله :
( نحن لسنا بحاجة الى نصائح تأتينا من هذا البلد أو ذاك ، فلبنان بلد صغير قياسا الى جغرافية وتأريخ وحضارة العراق ، ونصرالله زعيم حزب في لبنان ولايمكن لحزب من لبنان أن يعلم العراقيين كيف يتصرفون مع القوات المتعددة الجنسيات .. ففي العراق خيرة علماء الشيعة ، بل ان مرجعية الشيعة في العالم هي في النجف .. والمرجعية الرشيدة ومراجعنا الكرام يعرفون أن القوات الأمريكية موجودة في العراق وقد تركت أمر التعامل مع هذه القوات للحكومة العراقية ) !! .
ووجه الطرافة و( الظرافة ) في ردّ هذا الاسلامي المعدل وراثيا ، يبدو واضحا وضوح شمس الظهيرة من خلال هذه الفقرة وحدها ، في أنه :
+ + يتباهى على لبنان بسعة ( جغرافية ) العراق ، وهذا صحيح لاينكر ، ولكنه يجرد بلدا عربيا مثل لبنان عن حضارة لاتقل عراقة عن حضارة العراق ولايقل تأريخه تألقا عن تأريخ العراق ، وبذلك يوثق لنا الناطق الشيعي بإسم السفارة المريكية في بغداد ( اياد جمال الدين ) جهلا عجيبا في الحضارة والتأريخ معا ، او تجاهلا معيبا في كل رجل دين حقيقي .
+ + ان المعمّم الشيعي ، سهوا ، ( اياد جمال الدين ) يلتزم الموقف الأمريكي الاسرائيلي من حزب الله كأي مواطن أمريكي او اسرائيلي متعصب لدولته متعنصر لمذهبيته الدينية دون الأخذ بالاعتبارات الإنسانية للشعب اللبناني وظروفه الأقليمية ، وكان الأحرى به أن يتخلّى عن عمّته السوداء قبيل إطلاق هذا لتصريح ليبدو في صورته الحقيقية المضادة للإسلام والمسلمين.
+ + ( خيرة علماء الشيعة ) الذين يعنيهم ( اياد جمال الدين ) هذا ليسوا ( عراقيين ) ، كما يحاول ان يخدعنا !! بل أجانب من بينهم من رفض الجنسية العراقية علنا !! ومن ثم لايمكن ان يتباهى بهم عراقي ، غير ( أياد ) وقوات الاحتلالات ، فلماذا لم يرفض ( أياد جمال الدين ) وجماعته وصايتهم و( نصائحهم ) الأيرانية والأفغانية والباكستانية كما يرفض وصاية و ( نصائح ) نصر الله العربي اللبناني؟! .
+ + ( أياد جمال الدين ) ، الناطق الشيعي بإسم شيعة غير الشيعة الذين نعرفهم ، يري ان ( المرجعية الرشيدة ) هي التي اسفرت عن ( رشدها ؟! ) في ايكال أمر ( القوات المتعددة الجنسيات ) ــ وليس قوات الاحتلال !؟ ــ الى أفسد حكومة طائفية عنصرية في تأريخ العراق والمنطقة وارتكبت كل جرائم الحرب المعروفة وغير المعروفة في العراق !! . فعن ايّ ( رشد ) يتحدث هذا الذي لايريد ان يسمي الاحتلال ، كما أي سويّ ، باسمه احتلالا ، وعن أية مرجعية ( عراقية ) ، لاوجود لها ، يتحدث ؟! .