قبل أيام كان يمكن أن يتم عقد مؤتمرا في القاهرة يجتمع فيه اليهود الذين من جذور مصرية ، ويبدو أن المخابرات المصرية منعت إقامة هذا المؤتمر لأسباب عدة لم يتم ذكرها ..؟ وبعدها أثيرت أسئلة كثيرة عن أهداف المؤتمر .. من بينها : أن اليهود قد يطالبوا بحقوقهم ، أو تعويضهم عن ممتلكاتهم التي تركوها في مصر ..؟ وكذلك بين الفينة والأخرى نسمع عن مطالبة اليهود بحقوقهم وممتلكاتهم التي تركوها في الدول العربية مثل سوريا وليبيا وتونس والجزائر والعراق واليمن … أما المغرب فلا نعرف إن كانت أملاكهم قد ضاعت أصلا ..؟ في وقت يقوم فيه اليهود بتدمير حي المغاربة في القدس العتيقة .. إذ تؤكد وسائل الإعلام وجميع الناس في القدس أنه يتم في هذه الأيام تدمير أكثر من ألف بيت ومحل تعود ملكيتها للمغاربة المسلمين منذ أكثر من ألف سنة ..! أي خبث ودهاء ومكر يهودي هذا..؟ أي استخفاف بمشاعر المسلمين والعرب ؟ يا سلام ! ها هو الحال العربي أصبح شذر مذر .. ! اليهود يريدون تطبيعا مع العرب ويريدون حقوقهم التي تركوها بمحض إرادتهم ليغتصبوا أرض الفلسطينيين ومقدساتهم .. يريدون كل شيء بدون مقابل .. في برنامج ( ما وراء الخبر ) الذي بثته الجزيرة قبل أسبوع ، كان يناقش ما وراء خبر إلغاء أعمال المؤتمر اليهودي في القاهرة .. مسئولون إعلاميون وأخصائيون مصريون كانوا يجيبون على أسئلة الجزيرة ، وبالطبع كان في الطرف الآخر مسئولون إسرائيليون .. للأسف الشديد ! من سمع حديث وأجوبة المصريين يشعر بالتقزز والقرف من الحالة التي أوصلنا إليها اتفاق السلام المصري الإسرائيلي وحالة التطبيع التي ينادي بها البعض ..؟ سفير مصر في إسرائيل في رده على الإسرائيلي قائلا : ” يا ماير ، ياللي كان اسمك ماهر بلاش تقلب المواجع .. ” أي حالة من الخجل يا سيادة السفير التي تملكتك حينها ؟ هل هي حالة الظرف السياسي المتلبسة بها دولتكم زعيمة الأمة العربية ؟ أم خوفا على موقعكم الظريف ..؟ أم أنك لم تنتبه لدور قناة الجزيرة الخفي والخبيث من وراء برنامجها المذكور ؟ وآسفاه ..! كيف لو لم تكن من الجيل القديم الذي عاصر مرحلة الثورة ؟ لماذا لم تقل له الحقيقة أيها السياسي العربي ..؟ هل لديك شك بأن فلسطين لم تكن للفلسطينيين لتقول له بالمقابل : ما ذا بالنسبة لحقوق اللاجئين الفلسطينيين الذين اغتصبتم أرضهم وسرقتكم كل أموالهم ..؟ ماذا سيحدث بعد عشرة سنوات عندما يظهر جيل جديد لم يرتبط بتاريخه وتراثه ؟ وهذا ما تؤسس له قناة الجزيرة العريقة ! لا أعرف ماذا كانت تقصد محطة الجزيرة من وراء الخبر ؟ هل كانت تهدف لسحب الأنظار وتشويه الحقائق ؟ كأنه لا يوجد قضية فلسطينية هي جوهر الصراع العربي الإسرائيلي ؟ أم كانت تهدف إلى توريط النظام المصري بأنه ليس قادرا على حماية مؤتمر صغير يعقد في العاصمة المصرية ؟ أم كانت تبتغي ترسيخ مفهوم التطبيع ، ومفهوم أن الكيان الصهيوني صاحب حق في الوطن العربي .. لا مفر منه ؟؟ وإلا لماذا لم تتطرق قناة الجزيرة في تفسيرها للخبر بالمثل : إذا كان هناك حق لليهود في أملاكهم التي تركوها في الوطن العربي ، يجب أن يكون كل الحق للاجئين الفلسطينيين في العودة إلى بيوتهم وأملاكهم وتعويضهم عن استغلالها طيلة المدة السابقة ، بالمثل ؟ قناة الجزيرة في تفسيرها لما وراء الخبر لم تذكر البت حقوق الفلسطينيين .. هذا يقودنا إلى الشك ، بل الاتهام الواضح والصريح لدور قناة الجزيرة في حرف المواطن العربي والعالمي عن الحقيقة ، وكذلك يدفعنا للتساؤل : لماذا يا قناة الجزيرة لا تهتمي بما يدور في دولة العهر القطرية ؟ أو بعض الدول المرتبطة بها ولا تجرؤ على مناقشة ما يدور فيها ؟ وكذلك ما هو قولك بأن إسرائيل تمتلك أكبر أسهم لقنوات الجزيرة المعروفة وغير المعروفة ؟ ما هو قولك عن العلاقات القطرية الإسرائيلية الوطيدة منذ زمن طويل ؟ ما هو قولك عن الغاز القطري الخام المكرر في إسرائيل ؟ وإسرائيل تحرم الفلسطينيين من شراء الغاز والوقود ..؟ بالمناسبة لمن لا يعرف : ” محطة الكهرباء الإسرائيلية القريبة من حدود غزة على البحر وميناء البترول الممتد في البحر وخزانات الوقود الظاهرة في المكان نفسه والمكشوفة لكل سكان قطاع غزة هو مشروع قطري كان مقررا إقامته في قطاع غزة قبل اتفاق أوسلو بقليل ” لماذا يا قناة الجزيرة لا تهتمي بكل هذه الأمور ..؟ وتهتمين فقط في تخريب عقول العرب كما تريدها إسرائيل وأمريكا ؟ لحساب من تعمل الجزيرة ؟ إن كان لحساب الأمة العربية فماذا ستستفيد من وراء ذلك ؟ هل أصبحت دولة قطر صاحبة المشروع القومي العربي ؟! وإذا كان الأمر كذلك لماذا يوجد على أراضيها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية ومركزا للسي أي إيه ؟ وإذا كان الأمر كذلك لماذا لا يهنأ زعماء قطر وأمرائها إلا في أحضان تل أبيب منذ زمن طويل ؟ من سيصدق أن مشروع قناة الجزيرة هو من إنتاج عربي خالص ؟ إذا كانت فضائية الجزيرة تختار موضوعاتها بعناية وتحت أهداف مشبوهة فهذا صار مكشوفا وواضحا للجميع .. وإذا كانت تكمل الدور الذي تريده تل أبيب وحبيبتها أمريكا لتضع السم في العسل للمواطن العربي ، فهذا أمر غير مقبول ولن يقبله كل الشرفاء في عالمنا ، وأن القضية الفلسطينية لن يشوهها لا فضائية الجزيرة ولا فضائية الحرة ولا أية فضائية مهما كانت .. لأن القضية الفلسطينية كل يوم عن يوم تزيد عمقا في قلوب العرب ، ومهما جملتم من مواقفكم المكشوفة فلن يتغير شيء .. وأن الأنظمة والعروش التي تعملون لخدمتها لن يطول بقائها طال الزمن أم قصر .. فعودوا إلى رشدكم وشرف مهنتكم ، قبل أن يأتي يوما لا ينفع فيه الندم !
عــبد الكـــريم عليــان [email protected]