لا أدري حقاً لمَ هذا الشغف بنقل الأكاذيب بين الناس، ولماذا التلذذ بعذاب الآخرين وإنتهاك حرماتهم ..
وأبقي محتاراً بين ما يُفترض أن يؤديه السياسيون العراقيون من واجبٍ مقدس أنيط بهم وإبداء المشورة والنصيحة وإصلاح ذات البين وتقريب وجهات النظر والسعي الي استئصال كل جذور وبذور ودواعي الفتنة وقبرها أينما حلت ..
وبلادنا العزيزة الطاهرة قطَّعتها الفتنة إرباً وفتحت أذرع القيل والقال أبوابها مشرعةً أمام العدو المحتل حتي وصل الأمر الي وضع السلاح الشريف جانباً والإصغاء الي الشائعات والأكاذيب والضحك علي الذقون وهكذا بقي عراقنا فريسة الجهل والفتنة والعبث وقساوة وخسة المحتل فزاد عدد الأميين وتعددت سقوف الهزيمة وأغلقت أبواب الفرج!
في بدايات الاحتلال لم يتجرأ أحدٌ علي إعلان الجهاد علي المحتل ومن تجرأ إما قتل علي يد جند المحتل أو سُجن أو هرب خارج العراق، أو بقي صامتاً حفاظاً علي عرضه وأطفاله، وإستقر المحتل وجاء خفافيش القاعدة منتهكين الحرمات والدين والأموال والأنفس والقلوب، فلم يُبقوا شيئاً إلا وحرّموه ولم يتجرأ أحدٌ أيضاً علي تأنيبهم أو إيقافهم عند حدود الحق أو إعادتهم الي جحورهم التي خرجوا منها ..
ويبدو أن الأمور عادت الي طبيعتها في محافظات الانبار وديالى وصلاح الدين والموصل والعراقيون اليوم في الجنوب ينظرون بحذر شديد الى ما يجري في الوسط على عكس العراقين في الشمال الذين اختارو كما يبدو بل شرعوا في استثمار الفوز..امريكا قادرة على حسم الامور الساسية وقلب الامور في كل لحظة بعد ان اصبح المالكي رئيس وزراء العراق صديق حميم للسنة العرب في المحافظات التي ذكرناها
امريكا تتمتع بامكانية ضرب مدن المقاومه بقنابل ذات قوه تدميريه هائله تسكت وتطفء لهيب المقاومه ضدها كل يوم وتستطيع ان تمرر صفقات كثيرة قد تجني منها بعض الدول مكاسب ومغانم وصفقات نفطية او اطنانا عده من سكراب ما خالفته الحرب على العراق وتحطيم البنى التحتية لمدن المقاومة لكن السلاح الخطير والحاسم الذي قد يستخدمه الامريكيون هو انسحابهم السريع والفوري من العراق ولملمة الصبات الكونكريتيه العملاقه المحيطه بثكنات ومعسكرات قواتهم او ربما الفوز بعقد لشراء النفط العراقي بأسعار ارخص من السوق…وما كانت تحلم به أمريكا لها في الداخل والخارج قد تحقق بفضل السياسيون العراقيون الذين وقعوا اتفاقية طويلة الامد مع الامريكان القريبون منها والبعيدون ربحوا المعركة الاولى بفضل السياسيون العراقيون الذين جاءوا بعد الاحتلال من السنة العرب والشيعة العرب والاكراد وقد نسوا هؤلاء معركة العراقيون مع الأمريكان التي تحولت آلي مرض عظال أصاب الجيش الأمريكي بالشلل النصفي فعلى الرغم من ان الامريكين خاضوا معارك أ عتبروها خاطفه ومهمه في الفلوجه وتلعفر والنجف والديوانية والموصل ومدينة الصدر وشارع حيفا وفي بعض مدن العراق تكللت با لنصر لهم فكيف الحال اذن في مدن اخرى ارتكبت فيها القوات الامريكيه مجازر في الرمادي وكربلاء والموصل ومدينة الصدر وديالى.وسامراء والسؤال هنا يطرح نفسه ما هو الحل واصدقاء الامس من العراقين الذين دخل بعضهم الى بغداد على ابراج الدبابات الامريكية وقد تحولوا الى اعداء بل الى وسطاء بينهم وبين دول اقليميه.وما هي الاجابات لالاف الاسئله المحيرة في كل يوم والتي ما عادت تنفعها جلسات البيت الابيض واجتماعات الكونغرس الامريكي على مدار الساعه والجولات المكوكية للدجاجة الام العنز الجرباء رايس وزيرة الخارجية كما يحلو للامريكين السود ان يسمونها.. في كافه ارجاء العالم تطالب يد العون والمساعده لخروج قوات الاحتلال من هذا المستنقع يالهو من مأزق كبير وحيرة وقع فيه العالم كله عندما يشاهد القوات الامريكيه لا تستطيع التجوال في ثلث محافظات القطر وبسط الامن في العاصمه بغداد . لكن مع الاسف تحقق حلم الامريكان بعد سنوات الاحتلال البغيض على قطرنا الصامد بفضل السياسيون العراقيون الذين سينعلهم التاريخ في كل يوم وهم يعلنون اليوم وبكل وقاحة قوائمهم بكتل انتخابية وكيانات سياسية مغايرة لبياض ماء الوجه الوسخ السياسي العراقي البغيض…ترى ماذا حققوه هؤلاء
خلال الستتة سنوات الماضية …
فهذة رسالتي الصحفيه المفتوحه موجهه الى الكونغرس الامريكي بان العراقيون في الجنوب بدأ صبرهم ينفذ فا التيارات الوطنيه تعلن خشيتها من فرسنه العراق اي جعله فارسيا هو واهله وارضه ونخيله وقد تغير الحال بالنسبة للسياسيون من ابناء هذة المنطقة .وفي الشمال الامر نفسه يتكرر فاالتيارات الكرديه غير قادرة على توضيح انها تزحف نحو الانفصال والاستقلال التام والكامل عن العراق واعلان جمهوريتين كرديتين او ثلاث عكس ما يظنه البعض فالبرزاني يحلم بجمهورية كردستان الشرقيه والطالباني يحلم بجمهورية كردستان الغربيه وقد تعلن بعدها جمهورية كردستان الشمالية ويبقى الرهان على محافظات الوسط الذين فقدو الثقة بجميع المكونات السياسية في هذة المنطقة بعد هروبهم الى دول الجوار في ايام محنتهم وهاهم اليوم يتجولون في الطرقات والمساجد والدوائر ودواوين العشائر وشحذ الهمم لغسل ماء الوجه والتوضيح للمواطنين بانهم سياسيون قادرين على تحمل المسؤلية .. دعوتي كصحافي واعلامي عراقي اقول للعراقين للعراقين …. لا تكونوا اصواتا انتخابية لمن خذلكم ..
خالد القره غولي .. كاتب وصحافي عراقي