ليعذرني شعبي فردًا فردًا على هذا التطاول واللّفظة المقصودة لإعراب خبر كان ،وليعتبروها زلّة لسان .
كثيرة هي الجراح التي لايستطيع مُجرّب أن يُداويها ،بل تحتاجُ إلى طبيب جرّاح يقوم بتشريحها، لكن السؤال من هو هذا الطبيب؟
لاشك أن المقال يحمل رسالة من خلال عنوانه المستفز الذي يخاطب الأجسام الهامدة والعواطف الخامدة ،والقارئ الفضولي أو الباحث عن الحقيقة مشغوف بحب الإطلاع عن سرومعرفة هذا اللغز
ويريد أن لايضيع وقته من كثرة التسللات التي وقعت له معي من خلال التسرع في كثير من المواضيع.
جائتني هذه الفكرة وأنا أطالع باهتمام شديد رد الكاتب والصحفي هشام عبود، في الحوار الذي إنطلق معه فوق صفحات منتدى بلاحدود بتاريخ الإثنين2/جوان/2008 والذي لم ينته بعد
حول سؤال تقدم به أحد الإخوة من ضرورة محاكمة الجنرالات ،وقد إستفاض هشام عبود في ردّه وأعطى بعض الأمثلة والنماذج بل حتى الأسماء ،تجعل الناظر والمتتبع يطرح جملة من التساؤلات؟
يُقلب يديه يمينا وشمالا أين هم الذين أرغدوا وأزبدوا طوال عشرين سنة وهم يفطروننا صباحا بالجنرالات ويُنوموننا بذكرهم؟
سواء من رؤساء الأحزاب أو من الجمعيات والمنظمات التي تتحدث عن حقوق الإنسان أو الشخصيات الوطنية ، أو من المتضررين من سياسة هؤلاء الجنرات تعذيبا كان أو سجنا أو إعتقالا أو إغتصابا أو توقيفا عن العمل أو نفيا….الخ
لقد حفظ الشعب الجزائري بإسره كلمة الجنرالات ،وربما فيه من لايحفظ الحمد لله رب العالمين، حتى باتت الدجاجات عندما تفقس بيضها ،فإذا ماسألت فلاليسها أجابوك أنهم يعرفون الجنرالات
لاأحد من هؤلاء الذين ذكرناهم من رؤساء الأحزاب أو الجمعيات إستطاع أن يحاكم هؤلاء الجنرالات لست أدري لماذا؟
وكأن الشعب كذّاب بامتياز عندما إتهم بعضهم في عدة مناسبات بأنهم أجرموا ،لأن المُدّعي الذي يتهم شخصا ولا يأتي بالأدلة القاطعة فهو كذّاب بلا ارتياب
سيظل الجنرالات أبرياء من الناحية القانونية بل في المحاكم الجزائرية والدولية إلى أن يثبت العكس، ومن لم يقم بمحاكمتهم فليضع في فمه حجرة خير له من أن يزعجنا بشريط الشوشرة والصياح صباح مساء
أين هو هذا الشعب الأبي الذي لطالما خاطبه الخطباء في مواعظهم وأين هي شجاعته التي قرأناها على مرّ التاريخ من أنه شعب أعطى دروسا للمستبدين والطغاة وقسم ظهر المحتلين وحرر الأرض والعرض؟
هل يعجز هذا الشعب عن محاكمة خالد نزار وزمرته من بعض الجنرالات الذين أساؤوا إلى وحدته وتاريخه وكبريائه وثقافته وهويته ورهنوا خيراته إلى الأجنبي وأصبح التنقل في بعض المناطق
ب Laisser passer حتى أصبح من في الغرب يأتون لبناء مستقبلهم في الجزائر
بينما الجزائريون يحلُمون بالذهاب إلى الغرب لبناء مستقبلهم ولو كان ذلك على قوارب الموت ، فهل ياترى هل هذا الشعب كذّاب والجنرالات بُرءاء ممّا هم مُتّهمون؟
أم لازال الوقت لم يحن بعد لمحاكمتهم؟ هذا ماسيجيبنا عنه التاريخ بأن الشعب أبي أم أنّ الشعب كذّاب .